بلاك هات الشرق الأوسط وإفريقيا يجمع أبرز قادة الأمن السيبراني في الرياض غداً الثلاثاء لمواجهة المخاطر الجديدة

زبيدة حمادنة

تستضيف الرياض يوم غد الثلاثاء الدورة الجديدة من بلاك هات الشرق الأوسط وإفريقيا 2025، والتي تنعقد من 2 إلى 4 ديسمبر في مركز الرياض للمؤتمرات والمعارض (ملهم). وتجمع الفعالية قادة القطاع وصنّاع السياسات في مجالات الدفاع والاستجابة وتعزيز المرونة، لا سيما في ضوء ما يشهده العالم من تهديدات متصاعدة وتحولات مدفوعة بالذكاء الاصطناعي، وغيرها من الضغوطات الناجمة عن تشديد اللوائح التنظيمية. كما يستقبل المؤتمر ما يزيد عن 45 ألف خبير أمني وأكثر من 500 جهة عارضة ومسؤول من أكثر من 140 دولة للبحث في متطلبات قطاع الأمن السيبراني للعام المقبل.

ويسهم الذكاء الاصطناعي في زيادة مخاطر الهجمات، وهو ما يعرّض سلاسل التوريد للمزيد من المخاطر يوماً بعد يوم. وبدورها، أثرت عوامل مثل الانتشار غير المضبوط للموارد السحابية وتراكم الممارسات الخاطئة في إدارة الهويات والصلاحيات داخل المؤسسة والبنية التحتية المتقادمة سلباً على قدرة فرق الأمن على الحفاظ على شفافية على نطاق واسع. وفي الوقت ذاته، يرتفع سقف التوقعات التنظيمية بوتيرة أسرع من قدرة العديد من المؤسسات على تنفيذ الضوابط وآليات التحكم. ويستمر الطلب على المواهب السيبرانية الماهرة بما يفوق العرض. وسيوفر بلاك هات الشرق الأوسط وإفريقيا 2025 منصة متفردة لمعالجة هذه الضغوطات جميعاً من خلال الحوارات التقنية ومواءمة السياسات وتطوير الاستراتيجيات على مستوى رؤساء الأمن المعلوماتي.

وتتطرق أجندة هذا العام إلى أهم القضايا المُلحة لدى قادة القطاع، والتي تشمل العمليات الأمنية المستقلة، والتنبؤات ومعلومات التهديدات، والثقة المعدومة، والجاهزية لما بعد الحوسبة الكمّية، ومستوى تعرض الأنظمة التشغيلية وحلول إنترنت الأشياء للتهديدات السيبرانية، والتأمين السيبراني، والصراع السيبراني العالمي. وتأتي الرؤى العملية على رأس أولويات فعاليات المؤتمر، بما فيها القمة التنفيذية والقمة المالية وإحاطات Black Hat وديب دايف وBlack Hat كامبس وسيدات تحت دائرة الضوء وورش عمل رؤساء الأمن المعلوماتي ومختبرات “آرسنال”. ويتمثل الهدف في تزويد المختصين بكل ما يلزمهم لتعزيز الدفاعات وسد الثغرات وتكييف نماذجهم التشغيلية مع بيئة التهديدات سريعة التغير.

وتعليقاً على هذا الموضوع، قال فيصل الخميسي، رئيس مجلس إدارة الإتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز والرئيس المشترك لشركة تحالف: “يمثل بلاك هات الشرق الأوسط وإفريقيا 2025 التزام المملكة ببناء واحدة من أقوى منظومات الأمن السيبراني في العالم. ومن خلال شراكاتنا المحلية والدولية، نعمل على تمكين الكفاءات السعودية لتنافس عالمياً وتقود مسيرة التحول الرقمي”.

وبدوره، قال ستيف دورنينج، مدير المشاريع لدى تحالف: “يرتكز Black Hat MEA على محتوى يحدث فرقاً حقيقياً، ويقدّم رؤى تتجاوز النظريات لتحدث أثراً ملموساً في أرض الواقع. من الدفاع المعتمد على الذكاء الاصطناعي إلى المرونة السيبرانية، صُمّم كل عرض وجلسة ومختبر ليدفع الصناعة إلى الأمام ويُمكّن القادة الذين يحرسون مستقبلنا الرقمي”.

وستعتلي منصة المؤتمر مجموعة من الشخصيات العالمية المرموقة لتوجيه هذه العملية، بما في ذلك بعض الأصوات الأكثر تأثيراً في مجال الأمن السيبراني. وتضم قائمة الأسماء البارزة في الفعالية كُلّاً من الدكتورة رمان شودري، الرئيس التنفيذي والمؤسس المشارك في هيومين إنتليجنس، وديفون برايان، الرئيس العالمي للأمن المعلوماتي في بوكينج هولدينجز، وتشارلز فورتي، المدير العام ومدير قسم تقنية المعلومات في وزارة الدفاع البريطانية. وتنضم إليهم مارغريتا ريفيرا، الرئيسة العالمية للأمن المعلوماتي لدى شركة كارنيفال كوربوريشن، وجيريك بيسون، رئيس الأمن المعلوماتي في دبيلو إم، وتيم إيرهارت، رئيس قسم الأمن المعلوماتي في شركة روش، وترينا فورد، رئيسة الأمن المعلوماتي لدى آي هارت ميديا، وتيموثي لي، رئيس الأمن المعلوماتي لدى مدينة لوس أنجلوس. كما تستضيف الفعالية كُلّاً من تيمي أديبامبو، المدير العام ورئيس الأمن المعلوماتي في إكس بوكس، والدكتورة تشنشي وانغ، الشريكة الإدارية العامة لشركة رين كابيتال. وستتناول جلساتهم مجتمعةً المعطيات التشغيلية والتنظيمية والجيوسياسية التي تشكل واقع الأمن السيبراني الحالي.

ومن ناحيتها، تستثمر شركات التقنية العالمية مشاركتها في مؤتمر بلاك هات الشرق الأوسط وإفريقيا 2025 لتسليط الضوء على المسار المستقبلي للقطاع. وتُعد شركات مثل فورتينيت، وزسكالر، وسنتينل وان، وسيسكو، ومانج إنجين، ودراجوس، وهواوي، وتاليس، وترند مايكرو، وجوجل كلاود سيكيوريتي، وتينابل من بين أبرز العلامات العالمية التي تعود إلى الرياض. وتنضم هذه الأسماء المرموقة إلى تشكيلة واسعة من الشركات الناشئة والباحثين والمؤسسين وفرق المؤسسات التي تستفيد بدورها من مؤتمر Black Hat MEA كمساحة مبتكرة لاختبار الأفكار وتبادل الأبحاث وتجريب المنهجيات الجديدة في ظروف واقعية.

ويمنح مؤتمر بلاك هات الشرق الأوسط وإفريقيا 2025 الحضور فرصة مباشرة للتعرّف على سُبل تكيف قادة الأمن مع التغيرات المتسارعة في مشهد التهديدات العالمي. ويجتمع رؤساء الأمن المعلوماتي وواضعو السياسات والمهندسون والباحثون على مدى ثلاثة أيام للخوض في تفاصيل الحوادث الحقيقية واختبار الأدوات الجديدة وتحليل الافتراضات حول المرونة والحوكمة والاستجابة.

ويُشارك في الحوارات الرئيسية قادة مرموقون من شركات بوكينج هولدينجز ومارش ماكلينان وروش وليجينداري إنترتينمنت وكرافت هاينز وإكس بوكس وغيرها، حيث يبحثون التحولات التشغيلية والاستراتيجية التي ستحدد شكل الأمن السيبراني خلال عام 2025. وبدورها، تستكشف جلسات البحث التقني نقاط الضعف الجديدة والأدوات مفتوحة المصدر وسيناريوهات الاختراق المستقاة من بيئات حقيقية، بينما تستعرض الأجنحة التطبيقية الموزعة في أنحاء الموقع دور المدافعين في تعزيز قدرات الكشف وتقوية البنية التحتية والاستعداد لمواجهة هجمات الجيل التالي.

وتُعزز منطقة الفعاليات ومسابقة التقط العلم مفهوم الانتقال من الجانب النظري إلى العملي من خلال التحديات التفاعلية والعروض الحيّة ومجموعة جوائز تصل قيمتها إلى مليون ريال سعودي للفوز في مسابقات فك التشفير والهندسة العكسية وتطوير الهجمات. تُمثل هذه المناطق أبرز وجهات الجذب في المؤتمر، بفضل ما تقدمه من تحديات مشوقة تتنافس فيها ألمع العقول في سباق ضد الزمن لحلّ الألغاز المعقدة وإثبات جدارتها في عالم الأمن السيبراني.

ويأتي المؤتمر برعاية الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز، بالتعاون مع شركة تحالف، ليساهم في دعم رؤية السعودية 2030 من خلال تعزيز الشراكات العالمية، وتسريع تطوير الكفاءات الوطنية في الأمن السيبراني، وترسيخ مكانة الرياض عاصمةً عالميةً للمرونة السيبرانية. ويعكس نمو الفعالية التزام المملكة العربية السعودية بمواصلة الاستثمار في البنية التحتية الرقمية والابتكار والتعاون الدولي.

ويتصدر مؤتمر Black Hat MEA جهود التعاون العالمي في مجال الأمن السيبراني، لا سيما في ضوء تغيّر مصادر التهديد وزيادة الضغوط الماثلة أمام المؤسسات لكي تتصرف بسرعة وشفافية ومسؤولية. ويجمع المؤتمر تحت مظلته في الرياض الخبراء والشركات وروّاد الأعمال، من أجل ترجمة الأفكار النظرية إلى عمل فعليّ وشراكات مستقبلية. وتواصل الفعالية مسيرتها الناجحة في رسم ملامح مستقبل الأمن السيبراني انطلاقاً من الرياض مروراً بالعالم أجمع.

وفي ظل التغيرات المستمرة، يبقى مؤتمر Black Hat MEA الوجهة المثلى لتوطيد الروابط في مجال الأمن السيبراني.

للتسجيل والاطلاع على الأجندة الكاملة للمؤتمر، يُرجى زيارة: مؤتمر Black Hat MEA للأمن السيبراني في الرياض | 2-4 ديسمبر 2025

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى