مقابلة شيقة مع مدير عبدالله يوسف، مدير العمليات الدولية في دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي

رشاد اسكندراني

  1. كيف تعزّز أبوظبي مكانتها كوجهة رائدة للمسافرين من دول مجلس التعاون الخليجي وخارجها؟
  • تواصل أبوظبي تعزيز موقعها كوجهة مميزة تجمع بين التجارب العالمية الراقية والضيافة العربية الأصيلة.
  • ورغم أن القرب الجغرافي والروابط الثقافية يشكّلان ميزة كبيرة للمسافرين من دول مجلس التعاون الخليجي، إلا أن تميّز أبوظبي يتجسّد في تنوّع مقوّماتها السياحية بمزيج متجانس، من المعالم الثقافية والتاريخية والشواطئ الخلابة إلى تجارب الطهي العالمية والتسوّق والترفيه العائلي، سواء الزائر كان يبحث عن الاستجمام والسكينة، أو عن التجارب الثقافية.
  1. ما الدور الذي تؤديه منطقة العين في الاستراتيجية السياحية الشاملة لإمارة أبوظبي، وكيف ترون تطوّر مقوّماتها في المستقبل؟
  • تُعدّ منطقة العين بمثابة قلب ثقافي نابض للإمارة وركيزة أساسية في استراتيجيتنا السياحية، بما تضمه من مواقع مدرجة على قائمة اليونسكو للتراث العالمي، وواحات طبيعية خلابة، ومناظر جبلية ساحرة.
  • نرى في منطقة العين وجهة متكاملة للعائلات والباحثين عن التجارب الثقافية، أو الاسترخاء والأجواء الهادئة الغنية، بما يُشكّل امتداداً متناغماً لجاذبية أبوظبي بحيويتها العصرية.
  • كما يزداد التركيز على تطوير خيارات الإقامة الفاخرة ومنتجات السياحة البيئية في منطقة العين، بما يعزّز من جاذبيتها ويدعم نموها كوجهة متكاملة تحمل طابعاً ثقافياً وإنسانياً فريداً.
  1. ما أبرز الأولويات ضمن خططنا السياحية الحالية لزيادة أعداد الزوار ومتوسط مدة الإقامة؟
  • ترتكّز خططنا السياحية على ثلاث أولويات: تنويع التجارب والمقوّمات السياحية، وتوسيع الشراكات الإقليمية والدولية، وتعزيز سهولة الوصول إلى الإمارة من مختلف الأسواق.
  • ويشمل ذلك توسيع أجندة الفعاليات والأنشطة الترفيهية، والتعاون مع الجهات المعنية لتحسين الربط الجوي والبري إلى دولة الإمارات، إلى جانب الاستثمار المستمر في حملات التسويق والترويج لزيادة الوعي بجاذبية الوجهة.
  1. ما أبرز مؤشرات النمو التي شهدتموها من أسواق مجلس التعاون الخليجي، وأيّ شرائح الزوار تُظهر الأداء الأقوى؟
  • تواصل أسواق دول مجلس التعاون الخليجي تصدّر قائمة الأسواق الرئيسة لأبوظبي، حيث تسجّل نمواً متواصلاً في أعداد الزوار، ولا سيما من المملكة العربية السعودية والكويت، مدفوعاً بانتعاش كبير في رحلات العائلات والإجازات القصيرة.
  • اللافت أن الزوار الخليجيين أصبحوا أكثر اهتماماً بتجارب متنوعة تتجاوز الإقامة التقليدية، إذ يقضون وقتاً أطول في استكشاف معالم الإمارة الثقافية وحضور فعالياتها الترفيهية، مما يعكس تفاعلاً أعمق مع الوجهة وتقديراً متزايداً لتنوّعها وغناها بالخيارات التي تلبي مختلف الأذواق.
  1. كيف تطوّرت معدلات الإشغال وإنفاق الزوار هذا العام، وماذا تعكس هذه النتائج عن ثقة السوق
  • جاءت النتائج هذا العام إيجابية للغاية وتعكس زخماً قوياً في قطاع السياحة بأبوظبي
  • فقد حافظت معدلات إشغال الفنادق في مختلف أنحاء الإمارة على مستويات قوية، ما يعكس استمرار الطلب المتزايد من الزوار، كما شهد إنفاق الزوار ارتفاعاً ملحوظاً، خصوصاً في مجالات المطاعم والترفيه.
  • واستقبلت أبوظبي حتى شهر أوكتوبر في عام 2025 أكثر من 9.4 مليون نزيل فندقي، أي بزيادة نسبتها 8% في أعداد الزوار الدوليين مقارنة بالفترة نفسها من عام 2024. كما حافظت الفنادق على معدلات إشغال مرتفعة حتى خلال الأشهر ذات الإقبال الموسمي المنخفض، ما يؤكد تنامي الثقة بجاذبية أبوظبي كوجهة سياحية على مدار العام.
  1. ما أهمية رفع نسب الزوار المتكررين من دول مجلس التعاون الخليجي في نجاح القطاع السياحي بأبوظبي، وما الخطوات التي تتّخذونها لمواصلة استقطابهم مستقبلاً؟
  • يُشكّل الزوار المتكررون من دول مجلس التعاون الخليجي محوراً أساسياً في استراتيجية النمو السياحي لأبوظبي، إذ ينظر الكثير منهم إلى العاصمة كامتداد طبيعي لدول المنطقة، وجهة قريبة ومألوفة، لكنها في كل مرة تقدّم لهم شيئاً جديداً ومميزاً.
  1. ما الرسائل الرئيسة التي ينبغي لشركاء قطاع السفر نقلها إلى عملائهم حول أبوظبي في الوقت الراهن؟
  • يُمثّل شركاؤنا في قطاع السفر والسياحة حجر زاوية لمنظومتنا وامتداداً لفريق عملنا، فهم يساهمون في سرد قصة أبوظبي وإيصالها إلى الجمهور المستهدف حول العالم
  • بفضل شبكتنا العالمية المنتشرة في 45 سوقاً، تواصل إدارة العمليات الدولية في الدائرة تعزيز علاقاتها مع الشركاء وتوحيد الجهود لإبراز مكانة الإمارة كوجهةٍ عالميةٍ تقدّم تجارب استثنائية تجمع بين الأصالة والتميّز.
  • تُشكّل استراتيجية أبوظبي للسياحة 2030 خارطة طريقنا نحو النمو، إذ تستهدف استقبال 3 مليون زائر مقارنةً بنحو 24 مليون زائر في عام 2023. وقد بدأنا بالفعل نلمس زخماً قوياً نحو تحقيق هذا الهدف، حيث استقبلت الإمارة أكثر من مليوني نزيل فندقي خلال موسم الصيف وحده، بزيادة 10 % في أعداد الزوار الدوليين، مع ارتفاع إيرادات الفنادق بنسبة 17%.
  1. ما أبرز أولويات أبوظبي في قطاع السياحة خلال العام المقبل؟
  • ترتكز أولوياتنا على ثلاثة محاور رئيسية: المعرفة، سهولة الوصول، والتيسير.
  • أولاً، نركّز على جانب المعرفة عبر تمكين شركائنا في قطاع السفر من الخبرات والأدوات التي تتيح لهم الترويج لأبوظبي بثقة واحترافية. و نعمل على ضمان تقديم سرد موحّد ودقيق وجذّاب لمقومات أبوظبي الثرية من خلال منصة “حيّاكم في أبوظبي – خبراء الوجهة” المتاحة باللغتين العربية والإنجليزية، إلى جانب الجولات الترويجية، والرحلات التعريفية، والمشاركة في أبرز المعارض السياحية العالمية.
  • ثانياً، سهولة الوصول، إذ نواصل الارتقاء بتجربة الزائر وتعزيز الوصول إلى أبوظبي، من خلال زيادة السعة الجوية وتوسيع شبكة الرحلات المباشرة، وتوفير تجربة سفر سلسة في مطار زايد الدولي، فضلاً عن مبادرات نوعية مثل برنامج التوقف في أبوظبي بالتعاون مع الاتحاد للطيران، الذي يقدّم إقامات فندقية مجانية للمسافرين العابرين، ما يتيح لهم فرصة مثالية لاكتشاف أبوظبي.
  • ونواصل العمل على تسهيل الوصول إلى أبوظبي أكثر يُسراً أمام مسافري دول مجلس التعاون، سواء عبر الجو أو البر. فإجراءات الوصول الميسّرة في مطار زايد الدولي تتكامل مع المنافذ البرية المهيّأة لاستقبال القادمين بكل سلاسة، بما يجعل تجربة زيارة أبوظبي أفضل منذ اللحظة الأولى.
  • وأخيراً، التيسير، حيث نعمل على تبسيط تجربة الشركاء والزوار على حدٍّ سواء، من خلال تسهيل عمليات الترويج لشركائنا التجاريين، وتمكين الزوار من استكشاف الإمارة بكل سلاسة ومرونة. في الوقت ذاته، فقد أصبحت “بطاقة أبوظبي” اليوم بوابة شاملة تتيح الدخول إلى أكثر من 70 معلماً وتجربة سياحية في مختلف أنحاء الإمارة عبر بطاقة واحدة، فيما تمكّن البوابة الإلكترونية الجديدة الوكلاء من إدارة المبيعات والأداء بسهولة ومرونة أكبر.
  1. كيف تنجح أبوظبي في المزج بين الثقافة والتجارب السياحية لتقديم عطلة متكاملة للزوّار؟
  • تُشكّل الثقافة جوهر التجربة السياحية في أبوظبي، إذ يحتل التراث الإماراتي مكانة محورية في هوية الإمارة ورؤيتها السياحية، مستمداً جذوره من أجيالٍ متعاقبة من الأصالة والضيافة والتقاليد العريقة.
  • يمكن للزوّار الاستمتاع بتجارب ثقافية أصيلة تمنحهم إحساساً عميقاً بجوهر المكان، بدءاً من استكشاف معالم أيقونية مثل جامع الشيخ زايد الكبير وقصر الحصن، وصولاً إلى مواقع منطقة العين المدرجة على قائمة اليونسكو للتراث العالمي.
  • ومن خلال مبادرات نوعية مثل مهرجان الحصن ومهرجان التراث البحري وبيت الحرفيين، تواصل الدائرة الاحتفاء بالتراث الحي للإمارة والحفاظ عليه.
  • كيف تسهم المنطقة الثقافية في السعديات في ترسيخ مكانة أبوظبي كوجهة ثقافية عالمية؟
  • تُجسّد المنطقة الثقافية في السعديات التزام أبوظبي الراسخ بالثقافة والإبداع، فهي ليست مجرد مشروع عمراني، بل منظومة متكاملة تجسّد رؤية الإمارة في جعل الثقافة محوراً للتنمية والتواصل الإنساني. وعند اكتمالها، ستضم المنطقة أحد أبرز التجمعات الثقافية في العالم، لتصبح منصة عالمية للحوار والابتكار والتبادل الفني والفكري، ومقصداً يحتفي بالتنوّع الثقافي ويعزّز مكانة أبوظبي كعاصمة للفنون والمعرفة.
  • وترتكز المنطقة الثقافية في السعديات على مجموعة من المعالم الأيقونية التي تشكّل ركائز هويتها، في مقدّمتها متحف اللوفر أبوظبي، ومؤخراً متحف زايد الوطني، ومتحف التاريخ الطبيعي أبوظبي، لتقدّم للزوار تجربة استثنائية تجمع بين الفن والتاريخ والعلوم في وجهة واحدة مُلهمة، في فضاءٌ ثقافيّ نابض يجمع الناس من مختلف الثقافات تحت مظلة الحوار والإبداع.
  1. كيف تعمل أبوظبي على ترسيخ مكانتها كوجهة سياحية على مدار العام، ولا سيما خلال أشهر الصيف وشهر رمضان؟
  • أثبت الأداء القياسي الذي حققته أبوظبي خلال موسم الصيف أن جاذبيتها لا تقتصر على موسم بعينه، إذ تحوّلت من وجهة تُعرف تقليدياً بسياحتها الشتوية إلى مركز نابض بالحياة يستقطب الزوّار على مدار العام بفضل ما تقدّمه من تجارب ثقافية وترفيهية وضيافة عالمية المستوى.
  • يعكس هذا النمو المستمر على مدار العام نجاح استراتيجيتنا القائمة على تنويع التجارب السياحية وتقديم أجندة فعاليات نابضة بالحياة. فمن الأنشطة الصيفية والعروض العائلية الجاذبة، إلى اللحظات الثقافية والروحانية المميّزة مثل “رمضان عندنا في أبوظبي”، تواصل العاصمة الترحيب بالزوّار الباحثين عن تجارب أصيلة مفعمة بالمعنى وتعبّر عن روح المكان، وتمنحهم فرصة لاكتشاف أبوظبي في كل موسم بطابع مختلف وجمال متجدّد.
  • ما أبرز المعالم والفنادق والتجارب الجديدة؟
  • تواصل أبوظبي توسيع محفظتها السياحية المتنوّعة من خلال افتتاح وجهات جديدة ومعالم ثقافية ومؤسسات فنية ومشاريع ضيافة عالمية المستوى، مما يُثري عروضها المقدّمة للمسافرين بغرض الترفيه والأعمال على حد سواء.
  • وبالتوازي مع ذلك، تستعد أبوظبي لاستقبال مجموعة جديدة من المنتجعات والفنادق الفاخرة في جزيرة السعديات وجزيرة ياس ومنطقة الوثبة، لترتقي بتجربة الضيافة وتوسّع من خيارات الإقامة للعائلات والمسافرين الباحثين عن الفخامة. كما تنتظر عشّاق المغامرة تجارب جديدة في مجال السياحة البيئية والمغامرات الطبيعية، تشمل منتجعات صحراوية فريدة ومبادرات استكشاف بحرية تتيح للزوّار التفاعل مع الطبيعة والاستمتاع بجمال البيئة الإماراتية الأصيلة.
  • تشكّل هذه الإضافات المتنوعة خطوة جديدة في تطوّر المشهد السياحي في أبوظبي، إذ تجمع بين الثقافة والترفيه والتجارب المستدامة لتقدّم للزوّار مزيجاً متجدّداً من الإلهام والاكتشاف، بما يضمن أن يجد كل زائر في كل مرة شيئاً جديداً لاكتشافه في أبوظبي.
  • وكذلك تستضيف أبوظبي أعلى تركّز لفنادق الخمس نجوم على مستوى العالم، مع 21 مشروعاً فندقياً جديداً قيد التطوير، ما يعكس الزخم المتواصل في قطاع الضيافة الفاخرة بالإمارة.
  • وتضم محفظة أبوظبي الحالية مجموعة من أرقى العلامات الفندقية العالمية مثل: سانت ريجيس، وقصر الإمارات ماندارين أورينتال، وفنادق دبليو، وأنانتارا سانتوريني، وشانغريلا قرية البري.
  • أما المشاريع الفندقية الفاخرة المرتقبة فتشمل فندق نوبو أبوظبي وريتز-كارلتون ريزيرف.
  • في حين أعلنت علامة بولغري للفنادق والمنتجعات عن إطلاق مشروع جديد في الإمارة تحت اسم “بولغري ريزورت آند مانشنز أبوظبي” والمقرّر افتتاحه في عام 2030، ليضيف بعداً جديداً للفخامة التي تميّز مشهد الضيافة في العاصمة.
  • في إطار استراتيجية أبوظبي للسياحة 2030، تعمل الإمارة على تعزيز تنوّع مشهد المأكولات والمشروبات من خلال إطلاق مبادرات طهو مبتكرة، من أبرزها افتتاح معهد “لو كوردون بلو أبوظبي” بالتعاون مع مجموعة إرث للضيافة، إلى جانب مدرسة فنون الطهي “ستديو إيكول دوكاس أبوظبي”، ما يعكس التزام أبوظبي بتطوير بيئة تعليمية ومهنية رائدة في عالم فنون الطهي.
  • من المقرر أن يشهد عام 2026 إطلاق منتجع أولمبيا أبوظبي في جزيرة الحديريات، وهو مشروع طموح يهدف إلى إعادة تعريف مفهوم الحياة الصحية والضيافة المعزّزة بالأداء، حيث يقوم بشكل أساسي على عناصر الإقامة النشطة، والتعافي، والحركة، والعافية، والمأكولات الصحية، وأجواء الترفيه، والاسترخاء.

 

زر الذهاب إلى الأعلى