الثلاثاء القادم 18 نوفمبر 2025 لن يكون يومًا عاديًا في سجل الأحداث، بل موعدًا تترقبه الدول و العواصم وتتابعه وسائل الإعلام الدولية. ففي هذا اليوم، تتجه الأنظار نحو واشنطن، حيث يصل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في زيارة تحمل تطلعات جديدة لمستقبل الشراكات والتحالفات، وتعكس مكانة المملكة ودورها المتصاعد في الساحة العالمية.
وللتاريخ محطات لا تُنسى… كانت آخر زيارة لولي العهد إلى الولايات المتحدة في مارس 2018، حين كان في بداية مسار التحوّل الوطني، وشهدت تلك الجولة لقاءات واسعة في البيت الأبيض والكونغرس، واجتماعات مع قادة الشركات الكبرى في نيويورك وبوسطن وسياتل، لتقديم رؤية السعودية الجديدة وفتح آفاق اقتصادية أرحب للمملكة. واليوم، وبعد أكثر من سبع سنوات من المشاريع والتنمية والتحديث، يعود الأمير محمد بن سلمان إلى واشنطن وهو من أبرز صُنّاع التحوّل في المنطقة، حاملاً معه مسارًا مختلفًا وواقعًا تُشاهده العيون على أرض المملكة.
وتشير التوقعات إلى أن الزيارة ستتضمن اجتماعًا موسّعًا في البيت الأبيض مع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، ومباحثات حول ملفات الدفاع والتقنية والطاقة، إضافة إلى مناقشة فرص استثمارية بين الجانبين في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي والبنية التحتية والمشروعات المستقبلية، فضلًا عن مناقشة جوانب التعاون الأمني وملفات الطاقة النووية السلمية، بما يخدم مصالح المملكة ويعزز استقرار المنطقة.
وتنظر الولايات المتحدة إلى هذه الزيارة باعتبارها فرصة لتعزيز العلاقة الاستراتيجية بين البلدين، وفتح فصل جديد في التعاون لا يقتصر على الطاقة فحسب، بل يمتد إلى الابتكار والتقنية والقطاعات الحديثة. فيما تدخل السعودية هذه الزيارة بثقة، وبخطاب سياسي واقتصادي يعكس انتقالها من موقع المتلقي إلى موقع الشريك القادر على توجيه مصالحه وصناعة خياراته.
هذه الزيارة تؤكد أن السعودية حاضرة في طاولة القرار، وتعمل لصالح مستقبلها ومستقبل المنطقة. ونسأل الله لوطننا مزيداً من التوفيق والازدهار، وأن يحفظ قيادته ويسدد خطاها
