ماهي اضطرابات الأكل وكيف نتعامل معها ؟ حوار مع الدكتور عبدالإله الحديثي.

فايزة صديق – مكة المكرمة

تعد اضطرابات الأكل من القضايا التي قد يهمل الحديث عنها رغم خطورتها الجسدية والنفسية مما قد يصل إلى مضاعفات قد تصل إلى الموت, في هذا الحوار نتناقش مع الدكتور عبدالإله محمد الحديثي استشاري الطب النفسي من القصيم, عن ماهيه الاضطراب وأسبابها وطريقة التعامل معها وفيما يلي المحاور :

1- ما هي اضطرابات الأكل؟ ولماذا تراها من أخطر الاضطرابات النفسية؟

اضطرابات الأكل هي أنماط غير طبيعية ومؤذية في التفكير والسلوك تجاه الطعام والجسم، تشمل فقدان الشهية العصبي، الشره المرضي، واضطراب نهم الأكل.
اسميها “من أخطر الاضطرابات” لأنها تمس جوهر العلاقة بين الإنسان وجسده، وتُعدّ من أعلى الاضطرابات النفسية من حيث معدلات الوفيات؛ إذ تتراوح الوفيات فيها بين 5 إلى 10٪ من الحالات نتيجة المضاعفات الجسدية الشديدة أو الانتحار.
إنها اضطرابات يختلط فيها النفسي بالجسدي، حتى يصبح الجسد ساحةً لصراع داخلي مؤلم بين الرغبة في التحكم والخوف من الفقد والسيطرة.

2- أهم أسباب نشوء اضطرابات الأكل ودور البيئة فيها

الأسباب متعددة ومتشابكة:
• عوامل نفسية: الكمالية الزائدة، انخفاض تقدير الذات، والرغبة في السيطرة في ظل شعور بالعجز أو التوتر.
• عوامل بيولوجية: تغيرات في النواقل العصبية المرتبطة بالمكافأة والمزاج مثل السيروتونين والدوبامين.
• عوامل بيئية واجتماعية: ضغط معايير الجمال النحيف، وتأثير الإعلام وصور “الكمال الجسدي” في وسائل التواصل.
البيئة هنا لا تُنشئ الاضطراب وحدها، لكنها كعامل مساعد حين يجد الفرد نفسه يقارن جسده بصور مثالية غير واقعية.

3- الطريقة المثلى لتعامل الأسرة مع مراهق يعاني من اضطراب أكل

أولاً: التفهم لا المواجهة — فالمراهق لا يحتاج محاضرة، بل إصغاء وتعاطف.
ثانيًا: عدم التركيز على الوزن أو المظهر، بل على الصحة الجسدية والنفسية.
ثالثًا: الاستعانة بالمختصين مبكرًا، فالتأخير يزيد من خطر المضاعفات الجسدية والنفسية.
رابعًا: خلق بيئة منزلية داعمة خالية من المقارنات والانتقادات، تُشجّع التوازن والعادات الصحية بدل المثالية الجسدية.
وأخيرًا: إشراك الأسرة في الخطة العلاجية يعزّز فرص الشفاء ويحمي من الانتكاس.

4- هل تسهم منصات التواصل في زيادة اضطرابات الأكل؟ وكيف يقي الإنسان نفسه منها؟

نعم، للأسف تسهم بالاضافه لعوامل أخرى. الصور المفلترة، التحديات الغذائية، و”المؤثرون” الذين يربطون الجمال بالنحافة — كلها تشوّه تصور الشباب عن أجسادهم وتزرع المقارنة المستمرة.
الوقاية تكون عبر:
• رفع الوعي الرقمي وفهم أن أغلب المحتوى تجميلي وان ثقه الشخص بنفسه ليست فقط على الشكل والوزن .
• تصفية المتابعات من الحسابات التي تبث القلق أو المثالية الزائفة.
• موازنة الوقت الرقمي بأنشطة واقعية وعلاقات إنسانية حقيقية.
الوعي هو أفضل درع ضد ثقافة المقارنة
التوعية بالاضطرابات النفسيه .

5- كلمة أخيرة للمصابين باضطرابات الأكل

اضطراب الأكل ليس ضعفًا ولا دلالاً، بل اضطراب نفسي جسدي يحتاج متابعه طبيه سريعه ومركزه
الشفاء ممكن، والرحلة تبدأ بالاعتراف وطلب الدعم المهني دون خجل.
كل خطوة نحو التعافي هي إعلان حياه جديده وثقه بالنفس متجدده

بهذا نصل إلى نهاية حوارنا مع الاستشاري النفسي عبدالإله الحديثي الذي قدّم لنا رؤية عميقة حول اضطرابات الأكل وكيفية التعامل معها. شكرًا له على هذه المعلومات القيّمة، وشكرًا لكل قارئ يسعى لنشر الوعي بالصحة النفسية في مجتمعه.

زر الذهاب إلى الأعلى