الرياض _روزان المطيري
في جلسة حوارية ضمن ملتقى “معًا نقوى”، تحدثت الأميرة أضواء بنت فهد بن سعد بن سعود بن عبدالعزيز آل سعود عن تجربتها (متعافية )من مرض السرطان، رحلة لم تكن سهلة لكنها حملت في طيّاتها دروسًا عظيمة في الصبر والإيمان والرضا.
روت الأميرة كيف بدأت رحلتها مع المرض، وكيف كان وقع الخبر صادمًا على النفس، خصوصًا على المرأة التي تحمل في داخلها دور الأم اعظم دور تقدمه المراة . وقالت: “حين تسمع المرأة خبر إصابتها بالسرطان، لا تفكر بنفسها أولًا، بل بأبنائها، بعائلتها، بكيفية مواجهتهم لهذا الألم”.
وأكدت أن هذا المرض هو اختبار حقيقي من الله، “يعطى من الله باختياره، دون النظر إلى الرتبة الاجتماعية أو المكانة، فلا يفرق بين أمير أو وزير أو فقير أو غني. الألم واحد، والدمار النفسي في بداية الأزمة بصعوبة وقعها على النفس يكون متشابهًا للجميع. والقوة الشخصية تعود بالإيمان بالله، ثم بدعم العائلة، ثم بدعم المجتمع”.
وأضافت الأميرة أن المملكة العربية السعودية تقدم مستوى عاليًا من العلاج بآليات وجودة عالمية، وأن كل مواطن بلا استثناء، بمجرد أن يحمل بطاقة الأحوال المدنية ويكتب بها “سعودي”، يستحق العلاج ويأخذه على أكمل وجه. ولهذا، قالت: “يجب علينا الحمد والشكر لله سبحانه وتعالى على هذا الوطن وعلى هذه القيادة الرشيدة”.
ومن المواقف المؤثرة التي روتها الأميرة، تلك اللحظة التي قررت فيها قص شعرها بعد أن بدأ العلاج يتسبب في تساقطه. لكنها لم تفعل ذلك كاستسلام للمرض، بل كرسالة رمزية.
: “قص شعري كان انتصارًا لحب أبنائي على المرض، وليس المرض نفسه. بعد الله، كان حب أبنائي هو قوتي، وبفضله ورحمته عزّ الله انتصر حب أبنائي ”.
اجتمع أبنائي حولها، وقصّوا شعري بحب ودعاء وهم يرددون: اللهم اجبرها، اللهم اشفها. كانت هذه اللحظة المؤثرة، برغم ثقلها الظاهر، مليئة بالدفء والحب والدعم العائلي.
تؤكد الأميرة أضواء أن المرأة بطبيعتها قوية ولديه قدره على العطاء عالية وأنها حين تمر بالمحن تزداد عطاء، الأمل يولد من رحم المعاناة متى كانت تنظر في عيون أبنائها تزداد شراسة في محاربة هذا المرض. وتختم بقولها إن التعافي الحقيقي لا يكون فقط بشفاء الجسد، بل بشفاء الروح وامتلائها بالرضا وحب الآخرين، وأن الدعم الاجتماعي من الأبناء والمجتمع هو سر القوة والاستمرار بعد رحمة الله.
قال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم:
{وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ} [الأنبياء:35]،
وتختم الأميرة أضواء حديثها
بالتأكيد على أن المملكة العربية السعودية، وفق رؤية قيادتها الحكيمة ورؤية 2030، كانت وستظل تسعى دائمًا لتوفير أكبر عدد من المستشفيات ومراكز العلاج المتقدمة، لتصبح المملكة من الدول الرائدة عالميًا في الرعاية الصحية. وأن رؤية ولي العهد، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان آل سعود، لن ترتضي إلا بأن يكون مستوى الصحة في المملكة في مصاف الدول المتقدمة، مواكبًا لأحدث المعايير العالمية، ليتمكن كل مواطن من الحصول على العلاج الأمثل دون تمييز، في ظل دعم القيادة الرشيدة ورعاية الله سبحانه وتعالى.
