إسطنبول.. جسر القارات وساحرة القلوب ضمن أفضل وجهات العطلات الأوروبية

المدينة التي لا تنام تستقبل أكثر من 13.5 مليون زائر في 2025 وتواصل حصد أرقى الجوائز العالمية

د. أشواق الحربي

إسطنبول، المدينة الفريدة الممتدة بين قارتي آسيا وأوروبا على ضفاف مضيق البوسفور، تواصل جذب أنظار المسافرين من مختلف أنحاء العالم بفضل معالمها التاريخية الشهيرة، ومطابخها الغنية، وخيارات الإقامة الراقية التي تقدمها.
وقد استقبلت المدينة أكثر من 13.5 مليون زائر خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2025، لتُصنف ضمن أفضل خمس وجهات أوروبية لقضاء العطلات القصيرة وفقًا لاستطلاع أجرته مؤسسة المستهلك البريطانية “Which?”. كما اختار قراء مجلة Condé Nast Traveller إسطنبول ضمن أفضل الوجهات الملائمة للعطلات العائلية في جوائز “اختيار القراء” المرموقة.

ومع حلول أيام الخريف المنعشة وموسم العطلات القصيرة، لا عجب أن يقع الزوار في سحر هذه المدينة الخالدة ويحرصوا على إعادة اكتشافها والاستمتاع بتجاربها الغنية التي لا تنتهي.

كنز تاريخي عابر للقارات

تُعد إسطنبول من أكثر مدن العالم غنىً بالتاريخ والثقافة، حيث تجمع بين الحداثة والتقاليد بانسجام فريد وتفخر بإرث حضاري تشكل عبر آلاف السنين. ويُعد الحي التاريخي المدرج ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو نقطة الانطلاق المثالية لاكتشاف إرث المدينة الثقافي، حيث تنتصب معالمها الشهيرة مثل آيا صوفيا، والجامع الأزرق، وصهريج البازيليك، وقصر توبكابي.
ولا تكتمل الزيارة دون المرور بـ السوق الكبير (جراند بازار) وسوق التوابل اللذين ينبضان بالحياة والألوان والروائح والأصوات، في مشهد يعكس روح إسطنبول التجارية المتجذرة عبر القرون.

من البوسفور إلى قلب الحداثة والإبداع

بعد جولة في قلب المدينة التاريخي، يحين وقت اكتشاف سحر مضيق البوسفور ومشهد الفنون والثقافة المعاصرة في إسطنبول. تمنح جولة بحرية في المضيق تجربة لا مثيل لها في المدينة الوحيدة في العالم التي تمتد على قارتين، مع إطلالات خلابة على القصور والمساجد والأبراج التي ترسم أفق المدينة.

وعلى جانبي المضيق، تصطف القصور الخشبية التاريخية المعروفة باسم يالي، وتملأ السماء أسراب النوارس، فيما تشكل المناظر الخلابة للمساجد والقصور والأبراج لوحة بديعة تعكس هوية إسطنبول.

وعند النزول إلى اليابسة، يتجلى النبض الإبداعي للمدينة في شوارعها الحيوية، من شارع الاستقلال (İstiklal Street) وواجهة غالاطابورت (Galataport) البحرية، إلى الأجواء البوهيمية في حي كاراكوي (Karaköy)، حيث تصطف المقاهي العصرية والمتاحف والمعارض الفنية والمتاجر الفريدة.
ولعشاق الفنون، لا تفوّتوا زيارة متحف إسطنبول للفن الحديث (İstanbul Modern) ومركز أتاتورك الثقافي (Atatürk Cultural Center – AKM) وآرتر (Arter) وميشر (Meşher)، حيث تنبض الحياة الفنية في أوجها.

موسم ثقافي نابض بالحياة

في فصل الخريف، تتغير إيقاعات إسطنبول الثقافية لتقدم لزوارها موسمًا فنيًا غنيًا بالفعاليات والمعارض.
• معرض “فن جيمس كاميرون (The Art of James Cameron)” في متحف إسطنبول للسينما يضم أكثر من 300 عمل ويستمر حتى مارس 2026.
• معرض “العين المسحورة (The Haunted Eye)” للمصور العالمي ستيف ماكوري (Steve McCurry) يُعرض حتى 30 نوفمبر في مركز طوبخانة العميري للفنون (MSGSÜ Tophane-i Amire Culture and Art Centre).
• بينالي إسطنبول (İstanbul Biennial) الذي تقوده هذا العام كريستين توهمي (Christine Tohmé) تحت شعار القطة ذات الأرجل الثلاثة ويستمر حتى عام 2027.
• فعالية آرس إلكترونيكا (Ars Electronica) المرموقة في الفنون التكنولوجية تقام حصريًا في زورلو بسم (Zorlu PSM) من 21 إلى 28 أكتوبر.
• كما تنطلق فعاليات مهرجان إسطنبول المسرحي الـ29 (İstanbul Theatre Festival) في 20 أكتوبر وتستمر حتى 22 نوفمبر، مقدّمةً 16 عرضًا مسرحيًا ورقصًا من تركيا والعالم.

وليمة لحواس الذوّاقة

لا تكتمل العطلة الخريفية في إسطنبول دون خوض تجربة المذاقات الفريدة التي تشتهر بها المدينة.
من وجبات الإفطار التركية التقليدية الغنية بالأطباق الحلوة والمالحة والسميت المقرمش المصحوب بكؤوس الشاي التركية، إلى عالم المأكولات الشعبية مثل الكوكوريتش (kokoreç) – الأمعاء المشوية المتبّلة، والكومبير (kumpir) – البطاطا المخبوزة المحشوة، والمحار المحشي (midye dolma).

وفي الأمسيات، يمكن الاستمتاع بعشاء تركي أصيل في المياخانات (meyhane) التقليدية، حيث تُقدم أطباق المازة والأسماك الطازجة وكؤوس الراكي. أما لمحبي المذاقات الراقية، فتقدم مطاعم ميشلان (MICHELIN) في إسطنبول تجارب طهي مبتكرة تمزج بين المذاقات الأناضولية والعالمية.

إقامة فاخرة وتجارب لا تُنسى

قبل التخطيط لعطلتك القادمة في إسطنبول، احرص على الاطلاع على قائمة الفنادق التي نالت جائزة “مفتاح ميشلان” لعام 2025 (MICHELIN Key Award Ceremony 2025)، والتي تقدم أعلى مستويات الضيافة والرفاهية وتجعل من إقامتك تجربة لا تُنسى في قلب هذه المدينة الساحرة

زر الذهاب إلى الأعلى