سرطان الثدي لم يهزمني بل علّمني

اعداد وتحرير: رهف الغامدي -الدمام

يُعدّ سرطان الثدي من أكثر أنواع السرطان شيوعًا بين النساء حول العالم، ورغم ما يحمله من تحديات جسدية ونفسية، فإن كثيرًا من النساء يواجهنه بشجاعة وإيمان، ويخرجن منه بقوة أكبر.

في هذا اللقاء، نسلط الضوء على تجربة إنسانية حقيقية، مليئة بالألم والأمل، بالصبر والنجاح. نفتح مساحة للحديث الصادق عن الرحلة التي تبدأ بتشخيص مفاجئ، وتستمر بين العلاج والدعم والشفاء.

ضيفتنا اليوم ليست فقط مريضة، بل محاربة، وملهمة، وامرأة اختارت أن تروي قصتها بكل شفافية لتكون نورًا لغيرها.

دعونا نستمع لتجربتها، لنتعلّم منها، وندرك معًا أن الكشف المبكر، والدعم النفسي، والإرادة، يمكن أن تصنع الفارق.”

“السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
معاك رهف الغامدي وأشكرك جداً على قبولك دعوتنا اليوم ومشاركتنا تجربتك.
نعلم أن الحديث عن هذه المرحلة من الحياة قد يكون صعباً، ونحن نُقدّر شجاعتك ووجودك معنا.
هدف هذا اللقاء هو تسليط الضوء على الجوانب الإنسانية من تجربتك، حتى يستفيد منها الآخرون سواء كانوا مرضى أو أهلهم أو حتى العاملين في المجال الصحي.

المحور الأول: التعريف والاكتشاف

1. هل يمكنك تعريف نفسك للقارئ؟

بشائر الغامدي، مصابة بسرطان الثدي حديثًا.

2. متى اكتشفتِ إصابتك بسرطان الثدي؟ وكيف كانت ردة فعلك الأولى؟

اكتشفت سرطان الثدي بتاريخ ١/١/٢٠٢٥. كانت ردة فعلي صدمة وبكاء متواصل بسبب عدم الوعي الكافي أن السرطان قد يكون له علاج تام مع تطور الطب.

3. ما الذي دفعك لإجراء الفحص في البداية؟ هل كانت هناك أعراض واضحة أم مجرد فحص روتيني؟

وجود كتلة بارزة في الثدي أثناء الحمل.بالشهر الثامن

4. كيف تم تشخيص حالتك؟ وما نوع السرطان الذي تم اكتشافه؟

تم تشخيص حالتي مبدئيًا أثناء الحمل عن طريق عمل أشعة بالموجات الصوتية للثدي، لأنها آمنة أثناء الحمل تبين وجود كتله ولكن لايعلم ان كان الورم حميد او خبيث. بعد الولادة، تم أخذ خزعة لتأكيد التشخيص بأنه سرطان.

5. ما أول خطوة طبية قمت بها بعد التشخيص؟

تحويل ملفي إلى مستشفى الملك فهد التخصصي

المحور الثاني: التشخيص والعلاج

6. كيف كانت تجربتك مع العلاج الكيميائي/الإشعاعي/الجراحة؟ هل واجهتِ صعوبات معينة؟

كانت تجربة العلاج الكيميائي والإشعاعي صعبة، لكن بالصبر والدعاء تم اجتيازها. في البداية كنت أعتقد أن الكيماوي يسبب ألمًا شديدًا، لكن اكتشفت أن المريض يُعطى أدوية مساعدة قبل الجرعة (مثل مضادات الحساسية والكورتيزون والمسكنات) لتخفيف الأعراض، لذلك لا نشعر بألم وقت إعطاء العلاج.

7. هل شعرتِ أنكِ تلقيتِ الدعم الطبي والنفسي الكافي أثناء فترة العلاج؟

نعم، تلقيت الدعم الطبي من مستشفى الملك فهد التخصصي، كما تلقيت الدعم النفسي من أسرتي وصديقاتي وقريباتي.

المحور الثالث: الجانب النفسي والاجتماعي

8. كيف أثّرت إصابتك على حياتك الشخصية والعائلية؟

جعلتني أقوى، وأدرك أن المشاكل اليومية لا تكسر الإنسان، وأن كل ما يحدث للإنسان خير من رب العباد. أصبح همي في الحياة التقرب إلى الله، فبالتقرب إليه يزول القلق.

9. من كان أكبر داعم لك خلال فترة العلاج؟

والدتي كان لها الأثر الأكبر في الدعم والاحتواء.

10. هل ساعدك الحديث مع مرضى آخرين على التأقلم مع المرض؟

نعم، ساعدني كثيرًا حيث اشتركت في قروب محاربات سرطان الثدي الذي يحتوي على أسئلة من قبل المريضات وإجابات مليئة بالتفاؤل من قبل المتعافيات.

المحور الرابع: التحديات والدروس

11. ما أكثر درس تعلمته من هذه التجربة؟

الصبر عند البلاء.

12. كيف تغيّرت نظرتك للحياة بعد الإصابة بالمرض؟

أصبحت أكثر قوة وإيمانًا بأن كل ما يحدث للإنسان هو خير، وأن القرب من الله يخفف هموم الحياة.

المحور الخامس: الرسالة والأمل

13. ما رسالتك للنساء أو للناس بشكل عام حول أهمية الكشف المبكر؟

عدم الخوف من الكشف المبكر، لأن مواجهة المرض وعلاجه أفضل من السكوت حتى يصل لمراحل متقدمة.

14. ماذا تقولين لمن تم تشخيصهم حديثًا بسرطان الثدي؟

سرطان الثدي أصبح مرضًا منتشرًا وعلاجه موجود في بلدنا الحمد لله، بدعم حكومتنا وتوفيرها لكل ما هو حديث في مجال الطب.

15. ما الذي تتمنينه من المجتمع أو الجهات الصحية لدعم مرضى سرطان الثدي؟
المزيد من التوعية للمجتمع ان السرطان ليس النهايه بل اصبح له علاجات تصل بالمصاب للشفاء بإذن الله وتسهيل الوصول إلى الخدمات الطبية الحديثة لكل مريض ومريضة.

 

“أشكرك من القلب على صراحتك، وعلى مشاركتك تجربتك بكل صدق وقوة.
نعلم أن كلماتك ستصل إلى قلوب كثيرين، وقد تكون سبباً في دعم أو إنقاذ شخص ما.
هل تحبين أن تقولي شيئاً أخيراً نختم به هذا اللقاء؟
السرطان رحلة طويلة تحتاج صبرا ولكن مع الاصرار والامل يأتي التعافي والفرج تماما كما ينتهي الليل ليبدأ الفجر.

زر الذهاب إلى الأعلى