اصدرت الكاتبة الأستاذة هدى الغصن كتاب ( مَرايا ) ” تأملات في عصر الضوضاء ” للعام ١٤٤٧هـ ٢٠٢٥ م من توزيع الدار العربية للعلوم وهو الإصدار الثاني للكاتبة بعد الاصدار الاول كيان مطلق.
ويشكل الكتاب الذي جاء في 160 صفحة مقاربة (معرفية – نقدية) للواقع الاجتماعي المعاصر الذي يسوده بتعبير المؤلفة “التلوُّث الضوضائي” الذي تبثّه بعض قنوات الإعلام والترفيه والمِنصّات الرقميّة، وأجهزة الدعاية والإعلام غير المسؤولة، وما ينتج عنه من آثار سلبية على المجتمعات العربية والجيل الجديد؛وإلى جانب هذه التأملات الفكرية القيّمة يتضمن الكتاب أشعارا ونثرياتً جميلة دونتها المؤلفة على مدى 45 عاما، لها صلة وثيقة بقضايا الكتاب.
ويسعى هذا الكتابُ إلى مشاركة القارِئ في تأمّلاتٍ ووجهاتِ نظر اجتماعيّةِ فلسفيَة تتعلق بالواقع الحاضر لعصرِ الثقافةِ الاستهلاكيّة، والقِيم الماديّة، و؟اليروياجِندة؟ الإعلاميّة، والانغماسات الترفيهيّه، والهيمنة التقنيّة لوسائط التواصل الاجتماعيّ، وصداها في الحضارة والثقافه والإنسان.
كما انه يسعى إلى تسليط الضوء على العواقب التي بإمكانها إضعافُ، بل سحقُ قدرةِ الإنسانِ الفطريّة على التمييز بين الصّالح والطّالح، ونخل “النفيس من البخيس؟، وصدّ الأجندات الموروبة التي ترمي إلى ترويض الوعي والإدراك، وتهميش البصيرة وإقصائها، حتى تنسلخَ الذاتُ عن كينونتِها الفطريَة.
أما القصدُ بالضوضاءِ هنا، فهو كلَّ ما يسبب تشويشاً لكيان الإنسان ويُقصيهِ عن فطرته النقيَّة الطبيعيَّة، مثل ما تثيره بعض قنواتِ الترفيه، والمِنصَات الرقميّة، وأجهزة الدعاية والإعلام، من بِدَعِ جَوفاءَ، ولهو عقيم، وضجيح أحمق، وإرهابٍ سياسيٌّ، وثقافة استهلاكيَّةٍ، وقيم ماديّةِ، ومعلومات ملفقة، ومعاييرَ مزدوجةٍ، وقواعدَ انحيازيَّةٍ غيرِ معنيَّةٍ بالحقيقةِ والنزاهة. وأنا أشيرُ هنا الى الوسائل والأجهزةِ التي تنقصُها المصداقيَةُ وتكون دوافعُها خبيثةً غرضُها السيطرةُ على العقولِ والتلاعبُ بالرأي العامّ وتعزيزُ الحزبيّة والازدواجية. فما هي إلا ضجيح من المَشاهد المزعجةِ والاصوات الناشرة لا يَنتجُ منها إلا تَلوثُ الإنسانيّةِ البصريُّ والسمعيُّ والفكريُّ.
بالإضافة الى ذلك، تعرض هذه التّأمّلاتُ خياراتٍ في فصول متنوّعةِ لحماية الفكر وتحصين الحواس والقلب من آفات التلوُثِ الضوضائيِّ وسمومه، في عصرنا الحاضر .
” عن المؤلفة ”
شغلت السيدة هدى الغصن منصب المدير التنفيذي لإدارة الموارد البشرية في شركة أرامكو السعودية لتكون أول امرأة تتقلَّد منصب تنفيذي بهذا المستوى الرفيع في تاريخ الشركة. نالت مسيرتها وإنجازاتها اهتمامًا وتقديرًا على الصعيد المحلي والإقليمي والعالمي فصُنِّفت في المركز الرابع بين أقوى النساء العربيات في مجال الإدارة ضمن تصنيف فوربس، والمركز الأول في جائزة المرأة العربية في مجال الأعمال لعام 2014 في السعودية، والمركز السابع في مجال الطاقة لعام 2015 في تصنيف أرابيان بزنس، كما حصلت على عدّة جوائز للقيادات النسائية المتميِّزة.
درست الأدب الإنجليزي في جامعة الملك سعود في الرياض، وحصلت على الماجستير في إدارة الأعمال من الجامعة الأمريكية في واشنطن العاصمة، كما حصلت على عدّة شهادات تدريبية من جامعات أوكسفورد، ومتشجان، وكورنيل، والأكاديمية الملكية للفنون الدراماتيكية في لندن.
تشغل حاليًّا عضوية المجالس الإدارية واللجان في بعض الشركات
المحلية والمؤسسات الحكومية.
صدر لها كتاب مذكرات “كيانٌ مُطْلق” في عام 2022 قدَّمت فيه نظرة عميقة عن مسيرة شخصية كافحت من أجل نظام منصف للاعتراف بقدرات وفكر وشخصية المرأة الفردية. كما سردت فيه سعيها الحثيث للمساواة والعدالة والاستقلال بالذات خلال رحلتها المهنية العامرة بالإقدام والمثابرة والشجاعة في مواجهة تحدّيات اجتماعية وحضارية ومهنية فرضت قيودًا على نساء جيلها في حقبة من الزمن كانت تفتقر فيها المرأة إلى أبسط الحقوق، بما في ذلك حقّها في تقرير المصير.