رهف الغامدي-الدمام

تُعد منطقة الباحة الواقعة في جنوب غرب المملكة العربية السعودية واحدة من أجمل المناطق الطبيعية في المملكة ، فهي تتميز بتضاريسها الجبلية الخلابة، وغاباتها الكثيفة، ومناخها المعتدل. ولكن ما لا يعرفه الكثيرون هو أن الباحة ليست غنية فقط بجمالها الطبيعي، بل تخفي في أعماق أرضها ثروات معدنية هائلة جعلت منها موضع اهتمام متزايد في السنوات الأخيرة.

ثروات الباحة المعدنية: الذهب والفضة

تشير الدراسات الجيولوجية إلى أن الباحة تحتوي على تراكيب صخرية، وهي صخور تُعرف باحتوائها على كميات كبيرة من المعادن الفلزية. ومن أهم هذه المعادن:

الذهب:

توجد مؤشرات واعدة لوجود رواسب الذهب في عدة مواقع من الباحة، خاصة في الصخور البركانية والمتحولة. وتُعد هذه الرواسب من النوع المعروف بـ”الذهب الحر”، وهو النوع الذي يمكن استخراجه بسهولة نسبية دون الحاجة إلى معالجات معقدة.

الفضة:

غالبًا ما يرتبط وجود الفضة بالذهب، وهو ما ينطبق على مناطق عديدة في الباحة، حيث تم تسجيل نسب من الفضة المصاحبة للذهب في العينات الصخرية التي تمت دراستها.

معادن أخرى: النحاس والزنك والرصاص

تُظهر التحاليل الجيولوجية وجود رواسب كبريتيدية في بعض مناطق الباحة، وهي التي تحتوي على معادن مثل:
• النحاس: ويُعد من المعادن الصناعية المهمة، خاصة في صناعات الكهرباء والبناء.
• الزنك: يدخل في صناعة السبائك ومضادات الصدأ.
• الرصاص: يستخدم في البطاريات والصناعات الكيميائية.

كل هذه المعادن تمثل فرصة اقتصادية كبيرة إذا تم استغلالها بطريقة مستدامة ومدروسة.

الاستكشاف والتعدين: بوابة المستقبل

بدأت هيئة المساحة الجيولوجية السعودية بالتعاون مع وزارة الصناعة والثروة المعدنية في تنفيذ برامج مسح جيولوجي موسعة في منطقة الباحة، تشمل التنقيب والاستكشاف التفصيلي عن المعادن. وتشير النتائج الأولية إلى وجود مواقع واعدة جدًا للاستثمار التعديني، ما يفتح الباب أمام شركات التعدين المحلية والعالمية للاستثمار في هذه الثروات.

فوائد اقتصادية وتنموية

استغلال ثروات الباحة المعدنية يمكن أن يساهم في:
• تنويع مصادر الدخل الوطني بعيدًا عن النفط.
• توفير فرص عمل لأبناء المنطقة في مجالات التعدين والصناعات المرتبطة.
• تنمية البنية التحتية للمنطقة وتحفيز الحركة الاقتصادية.

ختاماً:
منطقة الباحة ليست فقط وجهة سياحية جميلة، بل هي أيضًا خزان طبيعي للثروات المعدنية التي قد تلعب دورًا مهمًا في مستقبل الاقتصاد السعودي. ومع التوجه الوطني نحو رؤية 2030، فإن الاستثمار في قطاع التعدين، خاصة في المناطق الواعدة مثل الباحة، يُعد خطوة استراتيجية لتحقيق التنمية المستدامة