لا تفرح إن رُزقت بساعاتٍ تطوعية باتصالٍ عابر، بينما زميلك يُنقّب في زوايا الجهد، يبحث ويسأل، ويزرع وقته في أرض البذل… فشتّان بين من أتته الفرصة نائمة، ومن سهر على أبوابها حتى أشرقت.
لا تفرح إن خدعتَ المسؤولَ برقمٍ زائفٍ أو عملٍ لم تُؤدِّه كما ينبغي… فالمسؤول قد يُخدع، لكنّ الله لا تخفى عليه خافية، وهو الذي بيده رزقك، وفي بركته وحدها طمأنينة عمرك.
لا تفرح إن نِلتَ عشرين ساعة مقابل خمس ساعات فعلية، بينما غيرك يكدّ، ويحسب كل ساعةٍ كأنها عمرٌ يُهدى لوجه الله… فلا تستويان عند الله، ولا في ميزان العدل والنية.
تطهَّر من زيف النوايا… وتحرَّ الإخلاص في عطائك، فإن الله تعالى قال:
“ومن تطوّع خيرًا فهو خيرٌ له”
فليس الخير فيما تكتبه الورقة، بل فيما تخبئه النية، ويزكّيه العمل.
وكما قال جاكسون براون:
“احكم على نجاحك من خلال قدرتك على العطاء، لا على الأخذ.”
فالعطاء لا يُقاس بالساعات، بل بالصدق.
ولا يُوزَن بالعدد، بل بميزان السماء.