إيقاعات الطّار تملأ سماء الرياض مع أجواء كأس العالم للرياضات الإلكترونية

مهرجان فني وثقافي على مسرح أبو بكر سالم يمزج بين التراث السعودي وروح العصر

 الرياض – شروق الشهري

في ليالٍ صيفية نابضة بالإيقاع، تعيش العاصمة الرياض على وقع مزيج فريد يجمع بين عبق التراث وروح العصر. من الأربعاء 20 أغسطس وحتى السبت 23 أغسطس 2025، يحتضن مسرح أبو بكر سالم في منطقة بوليفارد الرياض مهرجان الطّار الذي تنظمه هيئة الموسيقى، بالتزامن مع بطولة كأس العالم للرياضات الإلكترونية، ليمنح الزوار تجربة ترفيهية وثقافية لا تُنسى.

منذ انطلاق الفعاليات عند السابعة مساءً، توافد الجمهور بكثافة للاستمتاع بالأجواء المميزة التي تنوعت بين أركان التعريف بآلة الطّار وتجارب العزف المباشر، والعروض الموسيقية المتنقلة، وأسواق الحرف التي عرضت آلات وإكسسوارات موسيقية، إلى جانب أركان التصوير التي وثّق فيها الزوار لحظاتهم الخاصة.

وتنطلق الحفلة الرئيسية كل ليلة في تمام الساعة العاشرة مساءً، لتستضيف نجمين من أبرز الفنانين السعوديين، يقدمان على مدى السهرة باقة من الأعمال التي تمزج بين أصالة الطرب السعودي وروح الحداثة، فيما تتألق آلة الطّار كالعنصر المحوري الذي يوحّد الإيقاعات ويمنح العروض نبضها الخاص. ففي ليلة الافتتاح يوم الأربعاء أطربت تهاني السلطان ودحّوم الطلاسي الحضور، بينما شهدت ليلة الخميس تألق رحاب الشمراني وإبراهيم السلطان، وتواصلت الأجواء يوم الجمعة مع تركي الجازع وخديجة معاذ، ليُختتم المهرجان مساء السبت بمشاركة إبراهيم الحكمي وهمس فكري.

ولم يكن نجاح المهرجان وليد الصدفة؛ فقد جاء ثمرة تنظيم دقيق وجهود متكاملة من هيئة الموسيقى وفِرقها الميدانية. من توزيع الفعاليات على المساحات، وتجهيز المسرح بأعلى المواصفات الصوتية والإضاءة، إلى إدارة الحشود بسلاسة وتوفير مسارات واضحة للحركة، كان كل شيء محسوبًا بعناية. فرق الاستقبال والإرشاد كانت حاضرة في كل زاوية، تتعامل بابتسامة وتساعد الزوار في الوصول إلى وجهاتهم، فيما تكاملت جهود الأمن والسلامة لضمان تجربة آمنة وممتعة للجميع. حتى أدق التفاصيل، من ترتيب المقاعد إلى توقيت العروض، عكست احترافية في الإعداد والتنفيذ، لتخرج الفعالية بصورة تليق بالرياض كعاصمة للفعاليات الكبرى.

المهرجان، الممتد على مدى أربعة أيام، يهدف إلى إبراز القيمة الثقافية والفنية لآلة الطّار، وتمكين المواهب المحلية، وتعزيز حضور الموسيقى السعودية على الساحة الإقليمية والعالمية، مع توفير تجربة تفاعلية تشجع الجمهور على المشاركة والانخراط في المشهد الفني.

ويأتي هذا الحدث في وقت تشهد فيه الرياض زخماً سياحياً وثقافياً كبيراً، حيث أسهم التزامن مع بطولة كأس العالم للرياضات الإلكترونية في خلق أجواء استثنائية جعلت من بوليفارد الرياض وجهة للفن والثقافة والرياضة الرقمية، ومثالاً على قدرة المملكة في تنظيم فعاليات عالمية المستوى.

زر الذهاب إلى الأعلى