ندى البليهي
أكد خالد آل دغيم – رئيس جمعية الإعلام السياحي – أن مهرجان “السمن والسمين” في نسخته الرابعة بمركز الأثب بمنطقة عسير يُمثل قصة نجاح متفردة، حيث لم يكن مجرد فعالية ترفيهية، بل نموذجًا حيًا لتكامل الرؤية الوطنية مع طموح المجتمع، واجتماع الإرث بالمبادرة والتاريخ بالفرص الاقتصادية.
وأشار آل دغيم إلى أن الفعالية جاءت انعكاسًا مباشرًا لرؤية المملكة 2030، التي تؤمن بأن التنمية الشاملة تبدأ من المواطن، من القرية، ومن فكرة رائدة تُلامس حياة الناس. موضحًا أن أبناء المنطقة، بهويتهم الأصيلة وروحهم الريادية، قدّموا منتجات تراثية بجودة عالية جسدت احترامهم للموروث وثقتهم في قدرتهم على تحويله إلى مصدر دخل حقيقي.
وبيّن أن المبيعات تجاوزت 420 ألف ريال – بحسب وكالة الأنباء السعودية (واس) – وهو رقم يعكس حجم التفاعل والثقة في المنتج المحلي، ويؤكد أن للموروث الشعبي قدرة على المنافسة حين يُصنع ويُعرض بإخلاص واحترافية. مشددًا على أن هذا النجاح لم يكن وليد الصدفة، بل نتاج تراكم معرفي وتجربة مجتمعية ودعم مباشر من مسؤل يُراهن على الإنسان كمحور رئيسي في التنمية.
وأضاف أن المهرجان لم يبرز المنتجات فقط، بل قدم مشهدًا يعكس التلاحم المجتمعي، حيث اجتمعت العائلات، وتكاملت الأدوار بين كبار السن الذين حفظوا الحرفة والمنتج، والشباب الذين نقلوها بأساليب حديثة. وهو ما عزّز من مكانة مركز الأثب والقرى التابعة له كمصدر مهم لمنتج وطني يُفتخر به، ويُسهم في إبراز الهوية الثقافية كقيمة اقتصادية وسياحية.
وختم آل دغيم حديثه بالتأكيد على أهمية التوسع في مثل هذه الفعاليات، خصوصًا المرتبطة بحياة الناس اليومية والقطاع الزراعي والحرف التقليدية، لافتًا إلى أن كل فعالية تُنظم بجودة وتمكين تُضيف لبنة في جدار التنمية، وتُسهم في خلق فرص وظيفية وتنوع اقتصادي، مشيرًا إلى أن التنمية لا تُصنع فقط في المدن الكبرى، بل تبدأ من قلب الريف والقرى، ومن يد كل مواطن آمن بقيمة موروثه، وقرر أن يصنع منه مستقبلًا مشرقًا.