إذا كنت لا تعرف أين تذهب في وقت فراغك… وأنت من عشّاق القراءة في السعودية، فإليك دليلنا لأبرز المكتبات الثقافية

الرياض _روزان المطيري

في زحمة الحياة اليومية، قد تجد نفسك تملك وقت فراغ لا تدري كيف تقضيه، بينما قلبك معلّق بالكتب، وروحك تميل إلى الهدوء والفكر. إذا كنت من أولئك الذين يجدون راحتهم بين السطور، ويشعرون أن المكتبة وطنٌ صغير، فهذا المقال كُتب من أجلك.

في المملكة العربية السعودية، لا تسير الثقافة وحدها، بل ترافقها مكتبات تنبض بالحياة، تتناثر بين المدن وتفتح أبوابها بكل ترحاب لمحبي القراءة والمعرفة. بعضها عريق وممتد في جذور الوطن، وبعضها حديث ومستقل، صنعه شباب طموح أراد أن يمنح الثقافة مكانًا جديدًا يليق بجمالها.

في هذا الدليل، سنأخذك بجولة داخل هذه الأماكن الرائعة، من مكتبة الملك عبدالعزيز العامة وحتى مكتبة صوفيا، مرورًا بـ مكتبة الضفة والوراق ومكانة وغيرها. مكتبات ليست فقط للقراءة، بل تُقيم فعاليات وندوات وأمسيات أدبية، وتمنحك فرصة أن تكون جزءًا من الحراك الثقافي في وطن يتنفس الفكر والإبداع.

حين تتحدث الكتب وتبتسم الأرواح: مكتبات تنبض في قلب المملكة

لم تكن المكتبات في السعودية مجرد رفوفٍ تحتضن الكتب، بل تحولت إلى عوالم صغيرة تنبض بالحياة، وأماكن تُخاطب الروح والعقل في آنٍ واحد. فمن المكتبات الرسمية العريقة إلى المبادرات الثقافية الحديثة، يجد القارئ في المملكة فضاءات متعددة للقراءة والتأمل والنقاش.

في الرياض، تأخذك مكتبة الملك عبدالعزيز العامة في جولة بين المعارف الإنسانية، وتمنحك مكتبة الملك فهد الوطنية شعورًا بأنك تلامس ذاكرة الوطن. أما في مكة، فإن مكتبة الحرم المكي الشريف ومكتبة مكة العامة تقدمان تجربة معرفية ترتبط بالروح والتراث، في حين تستقبلك المدينة المنورة بـ مكتبة المسجد النبوي، حيث الفكرة والعقيدة يلتقيان.

ولعشاق القراءة في جدة، فإن مكتبة جدة العامة تمثل نافذة على الثقافة المجتمعية، بينما تزدهر مكتبة الأحساء ومكتبة الدمام ومكتبة حائل ومكتبة الطائف كمراكز ثقافية نشطة في مناطقها.

 

وفي الجامعات، تتحول المكتبات إلى أوعية علمية ضخمة؛ مثل مكتبة جامعة الملك سعود ومكتبة جامعة الملك عبدالعزيز، ومكتبة جامعة الإمام محمد بن سعود، وجامعة الأميرة نورة التي تفرد للمرأة مساحة ثقافية خاصة، إلى جانب مكتبة جامعة الملك خالد في الجنوب.

 

لكن الجيل الجديد لم يكتف بالمؤسسات الرسمية، بل أطلق مبادرات ثقافية شبابية حديثة، صنعت فرقًا في المشهد الثقافي. مثل:

مكتبة صوفيا – الرياض: مساحة حديثة تنبض بالحوار.

مكتبة الضفة – جدة: للفكر العميق والنقاش الجاد.

مكتبة الوراق – الرياض: زاوية دافئة للقراءة الصامتة والنقاشات الذكية.

مكانة – جدة: مكتبة ومقهى ومعرض ثقافي.

مكتبة أثر – الظهران: تدمج بين الكتاب والفن.

مكتبة شغف – الدمام: ملاذ الشباب القارئ.

مكتبة كاف – الرياض: متخصصة في الفلسفة والعلوم الإنسانية.

مكتبة “بعيون سعودية” – مبادرة متنقلة تروّج للنتاج المحلي.

مكتبة مزاج كتب – المدينة المنورة: مبادرة شبابية للكتب والنقاش.

مكتبة بُعد – الرياض: حديثة، حرة، تنبض بالتجريب الثقافي.

 

حين تتكلم المكتبات… تُولد الفكرة وتُصنع الحياة

هذه المكتبات، بكل تنوّعها وتوجهاتها، لم تعد مجرّد رفوف للكتب، بل أصبحت مسارح للفكر، تُقام فيها الندوات، وتُدار النقاشات، وتُطلق منها المبادرات التي تهدف إلى تعزيز الوعي المجتمعي، وفتح أبواب الحوار بين الأجيال.

 

في الرياض مثلًا، تحتضن مكتبة الملك عبدالعزيز العامة فعاليات متنوعة مثل الندوات الأدبية، وورش الخط العربي، ولقاءات مع مؤلفين سعوديين. أما مكتبة صوفيا، فتقدم تجربة ثقافية معاصرة من خلال لقاءات حوارية وجلسات قراءة مفتوحة تُلامس هموم الشباب وتساؤلاتهم.

 

وفي جدة، تُقيم مكتبة الضفة فعاليات فكرية وفنية تجمع بين القراءة والفلسفة والموسيقى، مما جعلها نقطة التقاء مثقفين ومبدعين. كما تستضيف المكتبات الجامعية مؤتمرات بحثية، ومعارض كتب، وفعاليات تُعزز من تكامل التعليم والثقافة.

 

أما على مستوى الوطن كله، فإن المكتبات تشارك اليوم بفعالية في مناسبات كبرى كـ معرض الرياض الدولي للكتاب، ومهرجان نور الرياض، وغيرها من التظاهرات التي تجعل من الثقافة مشهدًا حيًا في الشارع والحي والساحة العامة.

 

خاتمة:

مكتبات تصنع الإنسان وتضيء الوطن

 

في زمنٍ تتسارع فيه الحياة، وتغمرنا فيه الشاشات، تأتي المكتبات السعودية كأمكنة للهدوء، وللرجوع إلى الذات، ولصنع مستقبل أذكى. لم تعد القراءة نشاطًا فرديًا، بل فعلًا اجتماعيًا.

وإن كنت لا تعرف أين تذهب في وقت فراغك، فتذكّر دائمًا أن بين جدران المكتبة، هناك كتاب ينتظرك، وفكرة قد تُغيّر حياتك.

 

زر الذهاب إلى الأعلى