مكتبة صوفيا وجه ثقافي حديث يجمع بين القراءة والحوار في قلب الرياض.

الرياض _روزان المطيري 

مفهوم جديد للمكتبات في الرياض: مكتبة صوفيا

خلال بحثي عن المكاتب الحديثة في الرياض، لفتت نظري مكتبة “صوفيا” بفكرتها المختلفة عن المكاتب التقليدية. أكثر ما شدني هو الإقبال الكبير من الزوار، مما يدل على وعي القارئ السعودي واهتمامه المتزايد بالقراءة والثقافة. لم تكن المكتبة فقط لبيع الكتب، بل كانت مكانًا للقاءات والنقاشات، ومساحة تجمع بين القهوة والكتاب والفكر. وهذا يعكس صورة جميلة عن المجتمع السعودي المحب للمعرفة بطبيعته.

 

نحن نعيش عصرًا ذهبيًا للثقافة في المملكة، الجميع اليوم يريد أن يكون جزءًا من هذه النهضة، يسهم فيها، ويفخر بها.”

بهذه الكلمات افتتح الأستاذ خالد بن إبراهيم المرشد  حديثه معنا،

وهو الشريك والمسؤول عن فرع مكتبة صوفيا في الرياض، حيث كان يجلس بين رفوف الكتب محاطًا بزوار يقرؤون، وآخرين يناقشون، وآخرين فقط يجدون في المكان متنفّسًا للهدوء.

 

وأضاف قائلًا:

 

> “المكتبة تشهد إقبالًا متزايدًا من الزوّار يومًا بعد يوم. البعض يأتي ليقرأ، والبعض ليكتب، والبعض ليستمد الإلهام. نحن لا نقدم كتبًا فقط، بل نفتح مساحة للتعبير والانتماء. فالمجتمع السعودي مجتمع قارئ ومثقف بالفطرة، يحمل شغفًا متجددًا بالمعرفة ويبحث عن كل ما يثري فكره.”

 

منذ افتتاحها في حي النزهة بالعاصمة الرياض، أثبتت مكتبة ومقهى صوفيا حضورها كمَعْلم ثقافي حديث، وامتداد لفكرة انطلقت أولًا من دولة الكويت، ثم افتُتح لها فرعان في مملكة البحرين، لتشكل شبكة معرفية خليجية تعبّر عن تطلعات الجيل الجديد، وتجمع بين الكتاب والهوية.

 

الحراك الثقافي في المملكة… من السكون إلى الريادة

 

في السنوات الأخيرة، شهدت المملكة العربية السعودية حراكًا ثقافيًا واسع النطاق، تجاوز المفهوم التقليدي للثقافة، واتسع ليشمل المجتمع بكل فئاته. اليوم، تجد الكلمة مكانًا في الفعاليات العامة، وتجد القصيدة منبرًا في المقاهي، ويجد النقاش الفلسفي بيئة ترحب به بين الشباب.

 

كل هذا الحراك يحدث في وطنٍ يشهد تحولًا شاملًا، جعل من الثقافة قطاعًا أساسيًا في بناء الإنسان والمجتمع.

 

صوفيا… أكثر من مكتبة

 

ليست صوفيا مجرد مكتبة تقليدية، بل هي مساحة معرفية مفتوحة، تجمع بين المقهى والكتاب، وبين اللقاءات الفكرية والحضور المجتمعي. ففي كل شهر، تُقام بها ندوات ثقافية وأدبية، بالتعاون مع شركاء أدبيين من كتّاب ومثقفين ومهتمين، لتتحول المكتبة إلى ملتقى للعقول والذائقة، لا مجرد رفوف صامتة.

 

هذه الفعاليات لا تقتصر على عرض الكتب، بل تشمل النقاشات، وقراءات نقدية، واستضافات لشخصيات أدبية، تسهم جميعها في تعزيز المشهد الثقافي المحلي، وتحفيز الحوار والتفكير.

 

نحو غدٍ يُبنى بالمعرفة

إن حضور مكتبة صوفيا بهذا الشكل في العاصمة هو انعكاس لروح جديدة تعيشها المملكة؛ روح تُعلِي من قيمة الفكر، وتمنح للمثقف منصته، وللقارئ بيئته. صوفيا ليست اسمًا فقط – وهي تعني “الحكمة” باليونانية – بل هي رمز لعصر يكتب سطوره بالمعرفة، ويصوغ ملامحه بالحوار والانفتاح.

وصوفيا تُواصل مسيرة ثقافية أصيلة، في مجتمع طالما منح الكتاب مكانته، وجعل منه جزءًا من اهتمامه وهويته  في المملكة العربية السعودية، لم تعد الثقافة حكرًا على النخبة، بل باتت قضية مجتمع ومجال مشاركة جماعية،

زر الذهاب إلى الأعلى