الرياض – روزان المطيري
فقدت المملكة العربية السعودية يوم الجمعة 13 يونيو 2025، واحدة من رموز العطاء الإنساني الهادئ، السيدة هيا بنت عساف العساف، والدة الأميرة الجوهرة بنت إبراهيم آل إبراهيم، حرم الملك الراحل فهد بن عبدالعزيز آل سعود، وذلك عن عمر ناهز التسعين عامًا.
أقيمت الصلاة على الفقيدة بعد صلاة العصر في جامع الإمام تركي بن عبدالله وسط الرياض، وتمت مواراتها الثرى في مقبرة العود، وسط حضور كبير من أفراد العائلة المالكة والأقارب، يتقدمهم حفيدها الأمير عبدالعزيز بن فهد بن عبدالعزيز.
إرث من الخير.. ولقب لم يُمنح عبثًا
عُرفت الفقيدة بلقب “أم الخير”، وهو لقب شاع بين المقربين منها، تقديرًا لعطائها الممتد في مجالات متعددة من العمل الخيري. وبرغم بُعدها عن الأضواء، إلا أن حضورها الإنساني كان فاعلًا وملحوظًا في حياة المحتاجين والأسر المتعففة، حيث أسهمت في دعم مشاريع إسكان، وكفالة أيتام، والمشاركة في تأسيس العديد من الأنشطة الخيرية والتعليمية.
واشتهرت السيدة هيا بأسلوبها الهادئ في تقديم الخير، فلم ترتبط مساهماتها بحملات دعائية أو أضواء إعلامية، بل كانت تفضّل العمل بصمت، إيمانًا منها بأن “ما كان لله دام وأثمر”.
جامع باسمها.. وامتداد لأثرها
يُعد جامع هيا العساف في مكة المكرمة أحد الشواهد الباقية على إسهاماتها. يقع الجامع في حي الجميزة، ويُعد من المساجد النشطة التي تحتضن حلقات تحفيظ القرآن، والدروس العلمية، والأنشطة الاجتماعية. ويؤكد هذا المشروع على اهتمام الفقيدة بالجوانب الدينية والتربوية في المجتمع.
كما كانت لها مبادرات خاصة في دعم النساء الأرامل، والتعليم، ورعاية ذوي الاحتياجات.
سيرة طيبة. ووداع محزن
تنتمي هيا العساف إلى إحدى الأسر النجدية العريقة، وكانت مثالًا للمرأة السعودية التي تجمع بين الرصانة والرحمة. وقد عبّر كثير من المواطنين والشخصيات الاجتماعية عن حزنهم لرحيلها، متداولين قصصًا عن مواقفها النبيلة، وداعين لها بالرحمة والمغفرة.
رحلت “أم الخير”، لكن آثارها باقية في حياة كثيرين، وفي كل باب فُتح من خير باسمها.