ساحة القراءة والفن… فعالية أسبوعية تجمع المتعة والمعرفة في قلب الرياض

الرياض – روزان المطيري

في أجواء تعبق بالمعرفة وتفيض بروح العطاء، انطلقت فعالية “ساحة القراءة والفن”، وهي برنامج ثقافي تفاعلي يُقام كل يوم أربعاء لمدة شهر كامل، بمبادرة من الأستاذة مشاعل القحطاني، رئيسة فريق هونا التطوعي، وبتنظيم مباشر من فريقها “هونا”، حيث حرصت على إطلاق فعالية تجمع بين الثقافة والترفيه وتلائم مختلف الفئات العمرية.

وبعد انطلاق الفكرة، تم التعاون مع أمانة منطقة الرياض ومكتبة الملك عبدالعزيز العامة، ما أسهم في تحويل المبادرة إلى مشروع مجتمعي حيوي يخدم السكان، ويعزز من مكانة القراءة والفنون كجزء من نمط الحياة اليومية.

أشرف على البرنامج من جانب المكتبة الأستاذ زيد بن صليّح، مشرف مكتبة الملك عبدالعزيز، وأكد أن المكتبة تسعى إلى رفع جودة الحياة من خلال إتاحة الفرصة للقراءة المجانية، وتخفيف عبء شراء الكتب، معتبرًا أن ما تقدمه المكتبة هو استثمار في الوعي وبناء العقول. كما أضاف: “القارئ أمين، ومن النادر أن تُفقد الكتب، فالحس الاجتماعي عالٍ، والمحافظة على الممتلكات العامة ثقافة متأصلة في المواطن السعودي.”

كما شاركت في الفعالية الأستاذة خنساء عبدالله غالب، نائب فريق جبر خاطر، إلى جانب عدد من المتطوعين الذين قدموا جهودًا ملحوظة في التنظيم والتفاعل مع الزوّار.

ومن المشاركين الفاعلين أيضًا، الأستاذ علي الهاجري، الذي تحدث عن رحلته قائلاً:
“دخلت المجال التطوعي منذ 7 سنوات تقريبًا كمنظم، وتدرجت حتى أصبحت المدير التنفيذي لفريق جسر التطوعي، وبمساعدة الأعضاء تمكّنا من تحويله إلى جمعية، وبفضل الله ثم ثقة الزملاء تم ترشيحي لمنصب نائب رئيس مجلس الإدارة. لكن كل هذه المسميات لا تعني لي شيئًا أمام العمل التطوعي، فالجميع سواسية في هذا المجال. كما أنني عملت كمستشار لعدة فرق وجمعيات تطوعية، وهذا فضل من الله.”

الأطفال الحاضرون عبروا عن سعادتهم، حيث قال أحدهم: “الملك سلمان يقرأ كتب كثير، وأنا الحين أسوي زيه!”، وقال آخر: “أنا رح أكون أفضل كاتب، عشان كذا أقرأ.”
وهذا الشغف عكس الأثر العميق الذي تتركه الفعالية في نفوس الجيل الجديد، وجعل القراءة تجربة محببة وممتعة.

“ساحة القراءة والفن” ليست مجرد فعالية ترفيهية، بل مشروع ثقافي يعكس روح المجتمع الواعي، ويجعل من القراءة درعًا يحمي من الصدمات الفكرية، ويُسهم في رقي الحديث وتوسيع المدارك. كما تُجسد الفعالية كيف أن الكتب والفنون والموسيقى تعكس رُقي الشعوب، وتُعد جزءًا من رفاهية المواطن السعودي في ظل رؤية وطنية تؤمن بأن الثقافة عنصر أساسي في جودة الحياة.

زر الذهاب إلى الأعلى