مقال بقلم سحر المالكي- مكة بعنوان (( يوم التأسيس ))))

استمع الى هذا الخبر

في كل عام، يحتفل السعوديون بـ “يوم التأسيس”، وهو اليوم الذي يمثل لحظة تاريخية فارقة في تأسيس الدولة السعودية على يد الإمام محمد بن سعود. لكن كيف يشعر المواطنون بهذا اليوم؟ وكيف يحتفلون بهذه المناسبة ؟ اليوم، سنقدم لكم انطباعات مجموعة من الأفراد من مختلف الأعمار والخلفيات الثقافية في المملكة العربية السعودية، للاستماع إلى مشاعرهم وتفكيرهم في هذه المناسبة التاريخية.

الذكريات الأولى: رابط بين الماضي والحاضر

نبدأ الحديث مع “سارة” التي تعمل في مجال التعليم، حيث تقول: “عندما أسمع عن يوم التأسيس، تتبادر إلى ذهني صور من الماضي البعيد، وكيف كانت بداية الدولة السعودية. هذا اليوم يعيد لي مشاعر الفخر والاعتزاز بتاريخ بلادنا العريق. بالنسبة لي، هو أكثر من مجرد احتفال، إنه فرصة للتأمل في التضحيات التي قدمها الأجداد لبناء هذا الوطن.”

أما “ياسر”، شاب في العشرينات من عمره، فقد كان له رأي مختلف ولكنه لا يقل أهمية: “أنا شخصياً أعتبر يوم التأسيس تذكيراً بمدى تطور بلادنا. أنا لم أعيش في تلك الحقبة التاريخية، لكنني أرى كيف أثر هذا التاريخ في الحاضر، وكيف أصبح لدينا منجزات مذهلة في جميع المجالات. يعطيني هذا شعوراً بالفخر ويجعلني أطمح لتحقيق المزيد.”

من جهته، يروي “سعود”، أحد رجال الأعمال في مكة، قائلاً: “أحب الاحتفال بهذا اليوم من خلال نشر الوعي بين زملائي في العمل حول أهمية هذا اليوم. عادة ما أشارك صورًا وفيديوهات تحمل روح هذا اليوم على منصات التواصل الاجتماعي، لأنني أؤمن أن التواصل الإلكتروني أصبح أحد وسائل الاحتفال الحديثة التي تضمن وصول الرسالة للجميع.”

أهمية يوم التأسيس في الهوية الوطنية

أما “عادل”، الذي يعمل في القطاع الصحي، فيشدد على أن “يوم التأسيس هو فرصة لتجديد الروابط مع تاريخنا. هذا اليوم يعزز شعورنا بالوحدة والانتماء، ويجعلنا ندرك أهمية الحفاظ على هويتنا الوطنية. لا شك أن هذا اليوم يجسد التضحيات التي بُذلت من أجل الوطن، وعلينا أن نعلّم الأجيال القادمة هذه القيم.”

رسالة للأجيال القادمة

وفي الختام، يختتم الجميع الحديث بتوجيه رسائل للأجيال القادمة. تقول “سارة”: “أريد أن أقول لأبنائنا وأحفادنا: فكروا دائماً في القيم التي أسس عليها وطننا، واحرصوا على الحفاظ على إرث الأجداد من خلال التعليم والعمل الجاد.”

ويضيف “ياسر”: “يوم التأسيس ليس مجرد ذكرى؛ إنه دعوة للتطلع إلى المستقبل. لكل جيل رسالة جديدة، وأعتقد أن الأجيال القادمة ستكون أكثر إبداعًا في تطوير المملكة.”

بينما يرى “سعود” أنه “من المهم أن ننقل هذه الذكريات والمشاعر للأجيال الجديدة، وأن نذكرهم بأن كل إنجاز نحققه اليوم هو نتاج لما بناه الأوائل. يجب أن يكون هذا اليوم بالنسبة لهم مصدر إلهام.”
من خلال هذه المقابلة الصحفية التي تمت مع مجموعة من المواطنين السعوديين، نجد أن يوم التأسيس ليس مجرد احتفال تاريخي، بل هو مناسبة تُحيي مشاعر الفخر والانتماء، وتعيد الأفراد إلى الجذور التي تأسست عليها المملكة. هذا اليوم يشجع الجميع على التأمل في الماضي، والتطلع إلى المستقبل، والتفكير في كيفية المساهمة في بناء وطنهم، مهما كانت خلفياتهم أو أعمارهم.

إذن، يوم التأسيس هو أكثر من مجرد يوم في التقويم، بل هو يوم يعكس الروح الوطنية التي لا تندثر، بل تتجدد في كل عام.

 

زر الذهاب إلى الأعلى