الرياضة

‎معارضة شديدة لإنفاق بلديات فرنسا على استضافة الشعلة الأولمبية

عندما دفع مجموعة من رؤساء البلديات في فرنسا عشرات الآلاف من اليورو لإحضار الشعلة الأولمبية إلى مدنهم على طول ساحل المحيط الأطلسي اندلع خلاف حول ما إذا كانت الكلفة تعادل القيمة في وقت يتعرض فيه الإنفاق العام لضغوط متزايدة.

وقال رئيس بلدية منتجع “لا بول إسكوبلاك” الساحلي المحافظ فرانك لوفرييه إنه يأمل في أن يثير وصول الشعلة حماس المواطنين ويعطي دفعة للموسم السياحي في منطقة لوار أتلانتيك الغربية، التي ستستضيف الشعلة غداً الأربعاء للتوقف خلال فترات الليل.
لكن المقاومة التي واجهها هو وغيره من رؤساء بلديات لوار أتلانتيك تعكس لا مبالاة فرنسية أوسع نطاقاً في شأن الأولمبياد المقبل، فضلاً عن مخاوف في شأن كلفة استضافة الألعاب الأولمبية في باريس.
وفي مقابلة في مكتبه المطل على خليج لابول على المحيط، قال لوفرييه إن مبلغ 60 ألف يورو (65028 دولاراً) الذي تم دفعه للجنة المنظمة لأولمبياد باريس لم يؤثر كثيراً في الموازنة السنوية للبلدة التي تبلغ نحو 60 مليون يورو (65.28 مليون دولار).
وقال لوفرييه “لم تكن هناك حجة ذات صدقية ليتم تفويت هذا الحدث العالمي، إن رفض ذلك سيكون خطأً فادحاً للجميع”.
وما يقارب 40 في المئة من الفرنسيين لا يهتمون بالألعاب الأولمبية في حين أن 37 في المئة لديهم وجهة نظر سلبية تجاه الأولمبياد، وذلك وفقاً لاستطلاع أجراه معهد “إيفوب” الفرنسي، الجمعة الماضي وأظهر أن أقل من ربع المشاركين كانوا متحمسين لهذا الحدث، حتى إذا كانت الألعاب الأولمبية السابقة تشير إلى أن الاهتمام سيتزايد بمجرد بدء الأولمبياد في الـ26 من يوليو (تموز) المقبل.
ولم يرحب الجميع في لابول، التي يسكنها نحو 17 ألف شخص، بقرار لوفرييه.
وقالت العضو الاشتراكي المعارض في مجلس لابول، آن بوي، إن إنفاق لوفرييه لا يمكن الدفاع عنه بخاصة أن 15 دقيقة من شهرة البلدة من المرجح أن تطغى عليها الذكرى الـ80 لإنزال قوات الحلفاء في نورماندي في أكبر غزو بحري في التاريخ.
وقالت “إنها مكلفة للغاية مقابل القليل جداً، سيكون البث التلفزيوني والقنوات التلفزيونية في مكان آخر”.
وقال البعض في لابول إن وصول الشعلة يمنح فترة راحة من الأخبار العالمية القاتمة.
أما مارتين ويبو، وهي متقاعدة تسير على طول المتنزه بجوار شاطئ لا بول، فكانت أقل تفاؤلاً وانتقدت اللوحات الإعلانية التي انتشرت في أنحاء البلدة للإعلان عن وصول الشعلة.
وقالت “يجب أن يشعر فرانك لوفرييه بالإثارة، يبدو الأمر وكأن البابا قادم!”.
وتتعرض فرنسا لضغوط لترشيد الإنفاق، وأصبحت وكالة “ستاندرد أند بورز” الأسبوع الماضي الثانية بين وكالات التصنيف الثلاث الكبرى التي تخفض نظرتها في شأن الديون الفرنسية خلال ما يزيد قليلاً على عام.
وجاء قرار لوفرييه وثلاثة رؤساء بلديات محليين آخرين بالمضي قدماً بمفردهم بعد أن قررت مسؤولة حزب الخضر المسؤولة عن الرياضة في “لوار أتلانتيك” لويز باهو، عدم دفع 180 ألف يورو (195.62 ألف دولار) إلى اللجنة المنظمة للأولمبياد ولذوي الحاجات الخاصة لجلب الشعلة للمنطقة.
ووفقاً للجنة المنظمة للأولمبياد وذوي الحاجات الخاصة فإن نحو ثلث مقاطعات فرنسا البالغ عددها 101 لن تستضيف الشعلة.
وانتقدت باهو اللجنة المنظمة للأولمبياد ولذوي الحاجات الخاصة لافتقارها إلى الشفافية في شأن كيفية إنفاق الأموال، وأرسلت لها رسالة في مارس (آذار) 2022 أطلعت عليها وكالة “رويترز”، تطالب فيها بمزيد من المعلومات، لكنها قالت إنها لم تتلق رداً قط.
وقال رئيس بلدية “سان سيباستيان سور لوار” لوران تركواز، الذي انضم إلى لوفرييه، إنه واجه “كثيراً من الاحتجاجات في مجلس المدينة” عندما أنفق 60 ألف يورو لإيصال الشعلة إلى بلدته التي يبلغ عدد سكانها 30 ألف نسمة.
وسأل قائلاً “هل هي مكلفة للغاية؟ ما الفرصة الأخرى التي ستتاح للمقيمين لرؤية الشعلة الأولمبية؟”.

زر الذهاب إلى الأعلى