بقلم : عبدالرحمن علي
يُعتبر محتوى المشاهير من العوامل الرئيسية التي تؤثر على الأسرة في المجتمعات الحديثة. فقد أصبحت وسائل الإعلام تُعرض بشكل كبير للمشاهير وحياتهم وأنشطتهم، مما يؤثر بشكل كبير على أفراد الأسرة وخاصة الأبناء، ويُطرح عليهم مثالاً سلوكيات وأسلوب حياة يختلف عن القيم والمبادئ التي يتم تعليمها في الأسرة.
وبالتالي، فإن تأثير محتوى المشاهير على الأسرة يمكن أن يؤدي إلى تغيرات سلبية في العلاقات الأسرية، فقد ينشأ الخلاف والتوتر بين أفراد الأسرة بسبب التنافس على تقليد أسلوب حياة المشاهير، وقد يؤدي ذلك إلى انعدام التواصل والتفاهم بينهم.
علاوة على ذلك، فإن محتوى المشاهير قد يؤثر على الأسرة من خلال تغيير مفاهيم الجمال والنجاح التي ينتشرها المشاهير، مما قد يؤدي إلى انخفاض التقدير الذاتي لدى أفراد الأسرة والشعور بالضغط لتحقيق المظهر الخارجي والنجاح المادي المثالي.
لذلك، يجب على الأسرة أن تكون على دراية بمحتوى المشاهير وتعلم كيفية تحليله وتصفيته للحفاظ على القيم والمبادئ التي تُعلمها لأفرادها. وينبغي تعزيز القدرة على التفكير الناقد والاعتماد على معايير وأهداف واضحة تساعد في توجيه الأفراد نحو تحقيق نجاحهم الخاص وتطوير علاقاتهم الأسرية بشكل صحيح
فيما يتعلق بالقيم والمبادئ، قد يؤثر تتبع حياة المشاهير على الإنحراف النفسي، خاصة بين المراهقين، مثل قيمة التعليم والمثابرة والاجتهاد. فقد يشعر بعض المراهقين بأن هناك أشخاص وصلوا إلى أعلى درجات الشهرة والثروة والرفاهية دون أن يبذلوا جهدًا أو يحصلوا على درجات علمية. لذا، قد يتم ترويج فكرة عدم أهمية الدراسة والشهادات والجهد المبذول من أجل تحقيق الأحلام، حيث يرون أن بعض المشاهير الذين حققوا أحلامهم ووصلوا إلى المراتب العليا فقط وقفوا أمام كاميرا الهاتف المحمول وبثوا بعض جوانب حياتهم المشرقة أو المجملة أو المضحكة التي أدت إلى تلقيهم الإعجابات والتعليقات والعروض الدعائية ودعوات الإستضافة في القنوات الشهيرة والبرامج.
وهذا الاعتقاد يمكن أن يؤدي إلى صراع نفسي وانطباع خاطئ للمراهقين بأن هذا هو الطريق الصحيح والسهل لتحقيق النجاح والسعادة. ولكن في الحقيقة، يتطلب النجاح جهدًا وتفانٍ وتعلمًا مستمرًا، ولا يمكن الاعتماد على الشهرة السريعة والظواهر السطحية.
وفي الختام، نود التنويه أننا لسنا ضد المشاهير، ولكن نحرص على عدم التأثير سلبًا على حياة الأفراد، ونسعى للمساعدة في نشر الأفكار الإيجابية إذا اختار المشاهير محتوى هادفًا وجيدًا يساهم في تصحيح بعض المفاهيم المغلوطة المنتشرة في المجتمعات والتقليل من الأثار النفسية السلبية تجاه الحياة والسعادة