تابعت تقريراً رائعاً جداً على الإخبارية السعودية يتحدث عن مشاهير الفلس وبعض مشاهير قنوات التواصل الاجتماعي والواقع المخجل والمعيب الذي وصلوا إليه. والذي أصبح حديث الناس، وأصبح فعلاً خارج السيطرة!
تنازل غريب وغريب جداً عن القيم والمبادئ والأخلاق والآداب العامة.
وخروج عن النص وعن المعقول والمألوف وعن العرف والصح والخطأ والعيب.
وأصبح الوضع أبدا لا يطاق ولا يحتمل البتة.
انحلال غريب وتنازل أغرب، وتسارع في الخطى نحو الهاوية.
لا يمكن أن نتصور أننا سنصل لهذه الدرجة من الانفلات.
الغريب أنك تشاهد رجلاً في كامل وقاره ورجولته في الأمس القريب، ثم يخرج في وضع مخجل ومخجل جداً يتابعه الناس وهو في انسلاخ من القيم والأخلاق تماماً!.
والمرأة المحتشمة يوم أمس القريب تتنازل عن الستر والحجاب! دون خوف من الله ودون خجل أو ذرة حياء!.
كل هذا من أجل زيادة المتابعين وحصد الأموال.
أبدا لا أجد مبرراً ولا تبريراً ولا عذر ولا سبب.
أين الغيرة؟
وأين الحياء؟
وأين الرجولة؟
في السيرة عندما تعجب الصحابة من غيرة سعد بن عبادة -رضي الله عنه- قال معلم هذه الأمة صلى الله عليه، وسلم (وهل تعجبون من غيرة سعد والله أنني أغير من سعد والله أغير مني).
وفي الحديث (كل أمتي معافى إلا المجاهرين).
إذ إن المجاهرة بالمعصية من أعظم الذنوب.
يقول البعض أنها حرية شخصية!!
ولكن يأتي السؤال أين القيم والمبادئ والأخلاق ؟
بل أين الدين؟.
والسؤال المهم الذي يطرحه العقلاء.. كيف ومتى سيوقف هذا الانفلات، وهذا الانحلال الذي يسيء للوطن الغالي؟.
كيف يتربى الجيل القادم مع غياب القدوة الحسنة؟
ومع تصدر هؤلاء للمشهد!
يقول أهل التربية أن المجتمع هو السبب في تزايد هذه النوعية حيث يعزز لهم بالمتابعة ونقل أخبارهم!.
في وقت انتشر فيه هذا العفن، وطغت أخبار مشاهير الفلس، ولم يكتفي بعض جيل الشباب والفتيات بالمتابعة ونقل أخبارهم، بل بالركض خلفهم والسير في وحلهم والتزاحم عليهم في مشهد تدمع له العين، ويحزن له القلب.
بل وأصبحوا يتحدثون في أمور الناس وأحوالهم، ويسوقون للبضائع في إعلانات مدفوعة.
وأتعجب كيف ينساق الناس خلفهم، وخلف إعلاناتهم وتذكرت حديث أنس بن مالك أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قال: إنَّ أمامَ الدَّجَّالِ سنينَ خدَّاعةً، يُكَذَّبُ فيها الصادقُ، ويصدَّقُ فيها الكاذبُ، ويخون فيها الأمينُ، ويؤتَمنُ فيها الخائنُ، ويتَكَلَّمُ فيها الرُّوَيْبضةُ، قيلَ: وما الرُّوَيْبضةُ؟ قالَ الفوَيْسِقُ يتَكَلَّمُ في أمرِ العامَّةِ.
لذلك المسؤولية عظيمة على الجميع. ولعل من أهم الحلول الدور الإيجابي والمؤثر للأسرة والقدوة الحسنة ودور المدرسة والمسجد في تبصير الناس وتعريفهم بخطورة ذلك وتحصين الجيل الجديد من تفاهاتهم.
والرسالة للتجار ورجال الأعمال والشركات يجب عليكم وطنيةً ومحبةً للخير ودفعاً للشر الكف عن التعاون مع هؤلاء المفلسين والخارجين عن المألوف والأخلاق.
وعدم الاستفادة من شهرتهم المفلسة البعيدة عن قيم ومبادئ هذا الوطن العظيم.
أتمنى على الجهات الرسمية المعنية..
( دراسة هذه الحالة)
وهذا الانفلات، وهذه الجراءه وإيجاد الحلول الناجعة لحماية المجتمع من هذا الشر العظيم.
حفظ الله بلادنا وشبابنا من كل شر وأدام علينا نعمة الأمن والأمان .