القصيم – خالد الشتيلي
تُعد ظاهرة الدّلَّالين إحدى أبرز المظاهر التسويقية في كرنفال تمور بريدة حيث يعتلون السيارات المحمّلة بالتمور والتي ترد إلى السوق فجر كل يوم فيقومون بتعريف الزوار بالبضاعة وحجمها ونوعها ومدى جودتها هل هي من نوادر التمور أو من الدرجة الأولى أو الثانية وغير ذلك ، ومن ثم يعلن بصوت صادح فتح السوم عبر أحد المتسوقين واستقبال المزايدات بشكل حي ومباشر حتى يقف السعر والمزاد عند أحد المشترين فيختم الدلَّال المزاد بقوله للمشتري : تربح ، في عملية بيع وشراء شفافة وواضحة منصفة للبائع والمشتري وخلال فترة وجيزة لا تتجاوز خمس دقائق . ولأن آلية البيع هذه تضمن للدلال نسبة من الربح عند بيع السلعة عن طريقه ؛ فيجتهدون في عمليات جذبهم للزبائن حيث يطلق بعضهم هتافات لافتة كتقليد مشاهير المعلقين الرياضيين أو ترديد الأسعار مع دلال آخر بطريقة مسجوعة تطرب لها الأذن ، وآخرين يقومون بلبس أزياء تشد الأنظار ، فيلبس أحدهم قبعة الكاوبوي الأمريكية ، وآخر يرتدي لباس زعماء العشائر العراقية ( الشماغ الأبيض المطرز باللون الأسود والعقال السميك والبشت ) . هذه التقليعات والتي تجذب عادة عدسات المصورين لتوثيق هذه اللحظات ؛ تحث أيضاً المتسوقين على التواجد وبالتالي تزايد فرص البيع بسعر أفضل ، لذلك الدلَّالون لهم دور كبير في دفع حركة البيع والشراء والتأثير على الأسعار . وعلى الرغم من هذا الدور الذي يلعبه الدلَّال إلَّا أن فترة عمله لا تتجاوز ساعتين حيث يبدأ بعد صلاة الفجر حتى الساعة السابعة والنصف صباحاً . يذكر أن كرنفال تمور بريدة يتيح الآلاف من فرص العمل الموسمية والتي يتسابق لشغلها الموظفين والطلاب والعاطلين عن العمل