الرياض ـ زبيده حمادنه
تشهد العاصمة السعودية (الرياض) خلال يومي الثاني عشر والثالث عشر من شهر سبتمبر المقبل انطلاق فعاليات المؤتمر الحادي عشر لأمن المعلومات لدول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا “MENA-ISC 2023″، بمشاركة نخبة من خبراء وروّاد صناعة المعلومات والذكاء الاصطناعي حول العالم.
وسيناقش المؤتمر، والذي يعقد بعنوان (الإدراك السيبراني) وللسنة الحادية عشرة، مجموعة من المحاور أبرزها: الانتقال من الحالة التفاعلية إلى الحالة التنبؤية عند استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي والتقنيات الناشئة، كتقنية المعلومات، والتقنية التشغيلية، وإنترنت الأشياء. اتجاهات صناعة أمن المعلومات وآفاق التعاون في هذا المجال، وتطوير المهارات، وتشجيع العمل الإقليمي، وتعزيز الوعي حيال المسائل المتصلة بأمن المعلومات، وتبني الأنظمة والتقنيات الناشئة.
ويمثل المؤتمر منصة عالمية كبرى للتقنية والابتكار، حيث يمنح المشاركين فيه فرصةَ التعرف على أفضل ما توصّل إليه العالم من التقنيات الحديثة لدخول عالم المستقبل، والاطلاع على أبرز الحلول في مجالات الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء، والاستفادة من الابتكارات الحديثة في حماية الأنظمة والشبكات والبرامج ضد الهجمات الرقمية.
وبهذه المناسبة، قال السيد سمير عمر المدير التنفيذي لشركة فيرتشوبورت: “يُعَدُّ المؤتمر بمثابة فرصة مذهلة في ظل وجود نخبة من مختلف دول العالم من خبراء الأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي لجمع الرؤى في هذا القطاع، والمضي قدماً في رؤية تحقيق اقتصاد آمن ومتماشٍ مع حلول الأمن السيبراني القائمة على الذكاء الاصطناعي، وتغيير موقف الصناعة من حالة تفاعلية إلى حالة تنبؤية من أجل تحقيق أهداف الاقتصاد المتقدم رقمياً وحمايته وفقاً لرؤية 2030.
كما يساهم هذا المؤتمر في تكريس التزام المملكة نحو تحقيق ريادتها والحفاظ على موقعها المتميز، باعتبارها الدولة الأولى عالمياً على صعيد استراتيجية الذكاء الاصطناعي”، مضيفاً:” إننا نعيش في عالم دائم التطور على صعيد أمن المعلومات”.
ولفت إلى أن أهمية المؤتمر تنبع من أنه سوف يعقد في دولة رائدة في المجال التقني كالمملكة العربية السعودية، وباعتبارها أكبر سوق لتقنية المعلومات والاتصالات في منطقتي الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
ويأتي المؤتمر في وقت أصبح فيه لدى المواطنين السعوديين وصول أكبر لخدمات الإنترنت من أي وقت مضى، ودخلت الشبكة العنكبوتية في جميع المجالات؛ كالخدمات البنكية والحكومية وغيرها، والتي سهلت حياة الأفراد والشركات من جميع النواحي.
وقد جاء هذا التطور انطلاقاً من رؤية المملكة 2030، والتي هدفت إلى تطوير الاقتصاد بصورة تحقق له الريادة وتسبغ عليه طابعاً أكثر عصرية، كما أسهمت في تصدرالمملكة للترتيب العالمي في مؤشر الاستراتيجية الحكومية للذكاء الاصطناعي، الصادر عن تورتويس انتليجينس “Tortoise Intelligence” الذي يقيس أكثر من 60 دولة في العالم، بالإضافة إلى تحقيقها المركز الثاني على دول مجموعة العشرين، والمركز الرابع عالمياً في جاهزية التنظيمات الرقمية، وذلك وفقاً للاتحاد الدولي للاتصالات (ITU).
ومع زيادة استخدام الإنترنت في المملكة، فقد شهدت حلول الأمن السيبراني نمواً سنوياَ بنسبة 12.4 ٪، ويتوقع أن تبلغ القيمة السوقية 21 مليار ريال سعودي بنهاية العام الجاري 2023.
كما تنامت كذلك التهديدات السيبرانية بشكل مستمر، حيث تمكنت المملكة في عام 2022 الماضي من اكتشاف وحظر أكثر من 50 مليون تهديد سيبراني عبر البريد الإلكتروني، وحماية أكثر من 10 ملايين مستخدم من التضرر من روابط خبيثة قاموا بتَتَبُّعها، بالإضافة إلى تحديد وإيقاف ما يقرب من 34 مليون هجوم لبرمجيات خبيثة، وهو ما يتطلب من المؤسسات اتخاذ خطوات صارمة لتعزيز بنيتها التحتية الرقمية بما يضمن حمايتها من الهجمات المتطورة والمتغيرة.