اختار الله هذه البلاد دون سائر الدول لتكون مهبطا للوحي والرسالات، وفيها أقدس بقاع الأرض، ومهوى أفئدة المسلمين كافة، وحباها الله بثروة يحتاجها كل العالم، هذا الاختيار، والاصطفاء رباني، وخصوصية فريدة لشعب المملكة جعلته متميزا في حضوره وتأثيره، وقوته بإرادة الله تعالى.
وبذلك أثبتت قيادتنا الحكيمة، وجنودنا البواسل بأنهم على قدر المسؤولية، وأعطوا الحجيج ما يستحقون من عناية، واهتمام دون الاستعانة بأحد، فإدارتهم للحشود، وتوفير كافة المستلزمات اللوجستية، وفي مقدمتها حسن التصرف، والتعامل والصبر، والخدمة الإنسانية الخاصة التي نذروا لأجلها، وأصبحت جزءا أصيلا من سلوكهم، وثقافتهم اليومية.
فالتوجيهات الملكية الكريمة، والتنظيم المميز للحج هذا العام، والإدارة الأمنية الساهرة على راحة الحجيج والخدمات الصحية، وعطاء الخيرين من أهلنا، لم تجعل للمتنطعين مجالا للحديث، أو النقد عن تنظيم المملكة للحج، فأفسدت عليهم مؤامراتهم، وخططهم المشؤومة، وأخرست كل من كان يتمنى أن يعكر صفو الحجيج، وأسكتت أصواتهم.
لذا، تولي حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان -حفظهم الله- كل العناية والاهتمام لقاصدي الحرمين الشريفين، فمنذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز – طيب الله ثراه- مروراً بأبنائه الملوك سعود، وفيصل وخالد، وفهد وعبدالله -رحمهم الله-، إلى عهدنا الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان -حفظه الله-. هناك الكثير من الجوانب الإيجابية التي تقدمها المملكة للحجيج، وخاصة الخدمات الصحية، والنقل والتقنية، والخدمات الأمنية والغذائية، وتيسير الحج عبر مبادرة الطريق إلى مكة، كما أن التوسعات الضخمة للحرمين الشريفين، والتي تضاعفت، وبعض الجهود المباركة، والمشاريع النافعة، والاهتمام الكبير من الملك عبدالعزيز – رحمه الله– في ترميم الحرمين الشريفين عام 1354هـ.
وفي عهد الملك سعود – رحمه الله– تم إزله الأماكن القريبة من الحرمين الشريفين، كما في عهد الملك فيصل – رحمه الله– أكملت مسيرة البناء للحرمين الشريفين، وفي عهد الملك خالد – رحمه الله– صنع باب للكعبة من الذهب في عام 1397هـ، كما اتخذ الملك فهد – رحمه الله- لقب خادم الحرمين الشريفين وسام عز وشرف، فسخر كل إمكاناته لأعمال الخير، وتوسعة الحرمين الشريفين.
وفي عهد الملك عبدالله – رحمه الله– تم عمل أكبر مشروع لتوسعة الحرمين الشريفين، وتوسعة المسعى والطواف، وجسر الجمرات، وقطار المشاعر، والذي ساهم في التنقلات بين منى وعرفات ومزدلفة، كما أن هناك مشاريع تزيد عن 200 مليار ريال، ومبلغ 3 مليارات ريال لتنظيف المشاعر المقدسة في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله–.
كل ذلك تحقق بفضل الله ورعايته، وثم بتوجيه القيادة الحكيمة، فتجارتنا رابحة، لأنها مع الله دائمًا، وهذا ما يشهد به الحجاج أنفسهم، كما أن المملكة تسعى إلى رفع الطاقة الاستيعابية لزوار الحرمين الشريفين إلى 30 مليون معتمر وزائر بحلول 2030م، تماشياً مع الرؤية السعودية 2030م، وستوفر المملكة أكثر من 100 مليار دولار لمشاريع توسعة الحرمين الشريفين في المستقبل.
فهذه المنجزات العملاقة، والخدمات المميزة للحج تمت بقيادة حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان -أعزهما الله- لخدمة ضيوف الرحمن، فالمملكة تنفق آلاف المليارات سنويا على مشاريع الحرمين الشريفين دون النظر للعوائد الاقتصادية عليها من الحج، لأن عائدات التجارة لله ثم لقيادتنا، ولبلادنا وشعبنا، فهي تجارة دائمة مع الله، ولن تبور.
ahmed9674@hot/ mail.com