كتاب الرأي

مقال للكاتب والخبير الاقتصادي أحمد بن عبدالرحمن الجبير بعنوان ( مشروع شركة طيران الرياض ) 

رؤية المملكة 2030م منهج، وخيار للدولة، والمجتمع السعودي، والرؤية تعبّر عن حلم بدأت معالمه وخطوطه الواسعة بالظهور، وأصبحت المملكة ورشة عمل في مختلف المجالات الاقتصادية، والسياسية وخطة طموحة لقيادة حازمة ترى أهمية أن تكون السعودية، ومَن حولها لهم مكانة حقيقية تحت الشمس وبين دول وشعوب العالم المتقدم.

وضمن خطط النهضة غير المسبوقة في ظل الدعم اللا محدود، والاهتمام من حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان -يحفظه الله- أطلق سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، رئيس مجلس إدارة صندوق الاستثمارات العامة الأمير محمد بن سلمان -يحفظه الله- مشروع شركة (طيران الرياض) وهي شركة مملوكة لصندوق الاستثمارات العامة.

المشروع عملاق، والشركة ستتخذ من الرياض مركزًا رئيسًا لها، وإدارة عملياتها التشغيلية، ومنطلقًا لرحلاتها عبر أسطول جوي من الطائرات المتطورة، وجرى توقيعه مع شركة بوينج الأمريكية بأحدث التقنيات الرقمية في المجال الجوي، وسيقود الشركة خبراء محليون ودوليون، وستكون من أقوى الشركات البارزة في قطاع الطيران الدولي.

وستدعم نمو المجال الجوي السعودي، وتنويع الاقتصاد الوطني، وتُعدُّ الشركة من أحدث استثمارات صندوق الاستثمارات العامة في قطاع الطيران، وستساهم في رفع الاستدامة المالية لقطاع الطيران والاقتصاد الوطني، ونمو الناتج المحلي غير النفطي للمملكة بقيمة 75 مليار ريال، وأكثر من 200 ألف فرصة عمل لشباب، وشابات الوطن.

كما ستسهم الشركة في إتاحة الفرص للسياح من جميع أنحاء العالم لزيارة المملكة، والوصول للمواقع السياحية السعودية، ورفع طاقة النقل، وجذب المسافرين من دول العالم لتكون العاصمة الرياض بوابة للعالم، ووجهة عالمية للنقل، والتجارة والسياحة، وتحقيق أهداف الإستراتيجية للنقل الجوي السعودي وتعزيز التنافسية العالمية.

وستقدم خدمات 5 نجوم بجودة عالمية، وقيمة حقيقية لقطاع الطيران، والمساهمة في تطوير قطاع النقل الجوي السعودي، وتعزيز موقع المملكة الإستراتيجي، والذي يربط بين ثلاث قارات، وهي قارة آسيا، وأفريقيا وأوروبا، والعمل على رفع التنافس لشركات الطيران الوطنية، والإقليمية والدولية وفق أهداف، ومبادرات الرؤية السعودية 2030م.

لذا أعلنت شركة (طيران الرياض) عن شراء 72 طائرة (بوينج من طراز 787-9)، وسيشهد عام 2025م استلام أول طائرة، وإطلاق أول رحلة، وسيصل عدد الطائرات التي تم طلبها لشركات (طيران الرياض) و(الخطوط السعودية) إلى (121) طائرة من طراز (787-9) وسيكون خامس أكبر صفقة تجارية من حيث القيمة في تاريخ (شركة بوينج).

فشركة (طيران الرياض) سوف تستحوذ على حصة كبيرة من سوق الطيران في المنطقة، والأسواق الدولية، حيث إن مالكها هو صندوق الاستثمارات العامة، وتعتبر خطوة من تحركات المملكة للمنافسة في المنطقة والعالم، وزيادة حركة الملاحة الجوية السنوية بأكثر من 3 أضعاف في مطارات المملكة لتستوعب 120 مليون مسافر بحلول عام 2030م.

حيث يبلغ عدد سكان الرياض حوالي 8 ملايين نسمة، ولكن المسؤولين يريدون أن تنمو العاصمة لتضم 15 و20 مليونا بحلول عام 2030م، والاستفادة من السوق المحلية في بلد يبلغ سكانه 35 مليون نسمة، وهو ما يعتبره المسؤولون ميزة كبيرة لشركات الطيران الوطنية على منافسها المحلي والإقليمي والعالمي، ورحلات الترانزيت.

لذا اعتمدت المملكة إستراتيجية كبيرة لقطاع الطيران الوطني، والتوسّع في السوق الذي تهيمن عليه شركات أخرى في دول الخليج والعالم، وعليه أعلنت السعودية إطلاق شركة (طيران الرياض) وطلبت شراء الكثير من الطائرات لتدعم أهدافها، وتوفير خدمات الطيران المميز لأكثر من 330 مليون مسافر وجذب 100 مليون زائر سنوياً لمطارات المملكة عام 2030م.

ahmed9674@hotmail.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
View more on Snapchat