یحظى الإعلام اليوم تطور ملحوظ ضمن إطار ثقافي وتاريخي وحضاري ،سمات العصر الذي یولد فیه وخصائصه، وفي الواقع، فإن عصر المعلومات أفرز نمطاً إعلامیاً جدیداً یختلف في مفهومه وسماته وخصائصه ووسائله عن الأنماط الإعلامیة السابقة، كما یختلف في تأثیراته الإعلامیة والسیاسیة والثقافیة والتربویة الواسعة النطاق لدرجة أطلق فیها بعضهم على عصرنا هذا اسم (عصر الإعلام)، لیس لأن الإعلام ظاهرة جدیدة في تاریخ البشریة، بل لأن وسائله الحدیثة قد بلغت غایات بعیدة في عمق الأثر وقوة التوجیه وشدة الخطورة أدت إلى تحولات جوهریة في دور الإعلام، وجعلت منه محوراً أساسیاً في منظومة المجتمع.
ورغم التطور الذي شهدته تكنولوجيا الإعلام الجديد إلا أنها لم تلغي وسائل الاتصال القديمة ولكن طورتها بل غيرتها بشكل ضخم، وأدت إلى اندماج وسائل الإعلام المختلفة والتي كانت في الماضي وسائل مستقلة لا علاقة لكل منها بالأخرى بشكل ألغيت معه تلك الحدود الفاصلة بين تلك الوسائل، حيث أصبحت وسائل الاتصال الجماهيرية تتسم بالطابع الدولي أو العالمي.