اشتهرت منطقة الجوف باكتنازها كثيرًا من المواقع الأثرية التي واكبت العديد من عصور ما قبل الميلاد بآلاف السنين التي توزعت في أراضيها وسهولها على امتداد أكثر من 100 ألف كيلو متر مربع .
ومن أبرز المواقع التي اشتهرت بالمنطقة بئر ” سيسرا ” التي يعود تاريخها إلى الفترة النبطية، وبحسب الأستاذ المشارك بجامعة الجوف الدكتور نايف بن علي السنيد؛ فإن البئر تقع بين الصخور القليلة الارتفاع على مسافة 200 متر إلى الجنوب الغربي من قصر زعبل في مدينة سكاكا.
وقد حفرت هذه البئر المتسعة على شكل نصف مخروطي في الصخر وأبعاد فوهتها 8 م في 9 أمتار وعمقها يصل إلى خمسة عشر مترًا، وجوانبها راسية، ويوجد في أحد جوانبها سلم منحوت في الصخر يصل إلى قاع البئر، كما توجد بعض الفتحات المحفورة في الصخر تحت السلم، وإحدى هذه الفتحات هي مدخل إلى نفق يوجد في البئر، كما يُعتقد أن بعض هذه الفتحات كانت لنقل الماء من البئر إلى أماكن محيطة بالبئر عبر أسراب مائية منحوتة تحت الأرض وقنوات فوق الأرض، وقد عُثر على أجزاء من تلك القنوات المائية التي كانت تستخدم في توزيع المياه، وهذا النظام المائي عُرف في الكثير من مدن الجزيرة العربية.
وقال عنها عالما الآثار البروفيسور وينيت (Frederick Winnett) ) وزميله ريد (William Reed) اللذان زارا منطقة الجوف عام 1962م: ” إن هذه البئر تشبه بئر الجيب الموجودة في فلسطين، وقالا إن درجها الحلزوني ينحدر من اليسار إلى اليمين كعقارب الساعة حتى يصل إلى قاع البئر، ولِكَوْن كثير من عتبات الدرج قد تآكلت فإنهما لم يستطيعا النزول لداخلها، وقالا إن سكان سكاكا حاولوا إعادة البئر إلى وظيفتها السابقة لكن الماء كان قليلًا فيها “.