يوم التأسيس والتنمية الاقتصادية

دولتنا ممتدة منذ ثلاثة قرون، ولديها تراكمات في الخبرة السياسية، والتنمية الاقتصادية، وفنون الحرب والحياة، ومر منها عابرون كثر، ولكنها هضمتهم، ولفضت بعضهم، وتعلمت فن العلاقات والتجارة المحلية، والاقليمية والدولية، وتمرست في الحوار مع الاخر، وبما يخدم أهدافها، ومصالحها واصبح الانسان السعودي ثريا في خبراته، وقدراته الادارية.

وجعلته قادرا على تحويل الصحراء الى مركز جذب، ودولة حديثة متطورة، ولاعب رئيسي، ومحوري على المسرح الدولي من خلال تاريخها الإقتصادي، ونمط عيشها، وتقدمها ونهضتها، وكان نتيجته رسوخ لهذا الكيان العربي السعودي بقدراته العظيمة، وخدماته التنموية والاقتصادية، وتأثيره في حركة التجارة المحلية، والإقليمية والعالمية.

فالأمر الملكي الكريم لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان -أعزه الله- بتحديد يوم 22 فبراير من كل عام يوم التأسيس، والذي يوثق مسيرة عمرها ثلاثة قرون من الجهد والبذل، والعطاء لتوحيد أركان الدولة السعودية، وتنظيم مواردها الاقتصادية، وتعليم وتأهيل إنسانها، وجعل الاقتصاد رؤية واقعية للوطن، ورفاهية المواطن.

لقد حرص خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، وسمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان –حفظهما الله– على إبراز تاريخ، ومنجزات المملكة، وتعزيز اللحمة، والانتماء لهذا الوطن المعطاء حيث أن الإمام محمد بن سعود -رحمه الله- نجح قبل ثلاثة قرون عام 1139هـ في تأسيس الدولة السعودية الأولى، وعاصمتها الدرعية. 

كما تمكن الإمام تركي بن عبدالله بن سعود -رحمه الله- عام 1240هـ من تأسيس الدولة السعودية الثانية، ليأتي الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- عام 1319هـ ليؤسس المملكة العربية السعودية وتوارثها من بعده أبنائه ملوك المملكة -رحمهم الله- وصولًا إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان –أمد الله في عمره- مساهمين، ورعاة لبناء هذا البلد العظيم.

 ومن أبرز إنجازات الملك عبدالعزيز -رحمه الله- تأسيسه لحالة تحدي فريدة تمثلت بقيادات إتسمت بالحكمة والدهاء، والقدرة على البناء، والتأسيس الإداري، والسياسي والاقتصادي، والتنموي ونقل المملكة إلى مرحلة حديثة، وتم تأسيس مجلس والشورى، وإدارة المقاطعات، ورئاسة القضاء والمحاكم الشرعية، والامن العام، ومؤسة النقد، وجميع الوزارات.

كما شملت عنايته -رحمه الله- تنظيم، وتطوير الخدمات المقدمة للحجاج حيث أمر -رحمه الله- بتوسعة الحرمين الشريفين، وتأسيس المديرية العامة للحج، وإنشاء المحاجر الصحية، وإنشاء الطرق، ووسائل المواصلات والاتصالات، والخطوط الجوية، والسكك الحديدية، ونشر التعليم وتشجيع طلاب العلم من أبناء، وبنات الوطن. 

وتوفير الأمن، والوحدة بعد الفرقة، والعيش الكريم، والاستقرار للشعب السعودي لتصل بلادنا إلى بناء المشروعات العملاقة، والتحولات الكبرى نحو المستقبل المشرق في ظل الرؤية السعودية 2030م، والتي صاغها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، ويقودها بكل اقتدار، وبتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان –حفظهما الله-.

حتى أصبح اقتصاد  المملكة من أقوى اقتصادات العالم باعتبار المملكة عضوا في مجموعة العشرين، وتملك احتياطيات كبيرة من النفط، وفي الترتيب الثاني عالميا، ولديها خامس أكبر احتياطي غاز، وعضو في منظمة أوبك، وفي الترتيب الثالث من حيث الموارد الطبيعية، ولديها إستراتيجيات لتنويع مصادر الدخل غير النفطي عبر رؤية المملكة 2030م 

فهذا التاريخ يجب ان يتذكره أبناء، واجيال المملكة لانه تاريخ دولة عريقة امتدت إلى أكثر من ثلاثة قرون، ويوم التأسيس يمثل مناسبة وطنية كبيرة للدولة السعودية منذ  تأسيسها، وما وصلت إليه من مكانة، وثقل سياسي، واقتصادي على مستوى العالم، وما تشهده من نهضة تنموية واقتصادية في عهد خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله-.

أحمد بن عبدالرحمن الجبير

مستشار مالي

عضو جمعيه الاقتصاد والصحافة وكتاب الرأي السعودية

ahmed9674@hotmail.com

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى