الخميس الماضي سعدنا بلقاء سمو الأمير عبد العزيز بن طلال رئيس (أجفند) ومعالي الأستاذ مصطفى محافظ البنك المركزي العراقي، والوفد المرافق، حيث تم توقيع مذكرة تفاهم لاستراتيجية الشمول المالي للعراق مع (أجفند) بحضور الرئيس التنفيذي الدكتور ناصر القحطاني، ومدير الإعلام، وأمين الجائزة الأستاذ عبداللطيف الضويحي.
كما حضر اللقاء سفير العراق لدى المملكة، وأعضاء الوفد المشارك من القطاع المصرفي العراقي وتم بحث العمل في مجال الشمول المالي، والتثقيف والرقمنة المالية، وحل مشكلة ذوي الدخل المحدود، والمحتاجين والفقراء، ومساعدة الأفراد، والأسر المحتاجة للحصول على القروض الصغيرة، ومنتجات الإستثمار.
(أجفند) هو اختصار لبرنامج الخليج العربي للتنمية، والذي أسسه الأمير طلال بن عبدالعزيز -رحمه الله- عام 1980م. ويسعى (أجفند) إلى الحد من الفقر، ودعم جميع شرائح المجتمع، والفئات الفقيرة، وتعزيز التنمية المستدامة، وتحقيق الشمول المالي للأفراد، والأسر المهمشة في المجتمع وحصولهم على الخدمات، والمنتجات المالية والمصرفية.
ويرتبط برنامج (أجفند) بسمو الأمير طلال بن عبد العزيز -رحمه الله- وما إن يذكر اسم (أجفند) والفقر حتى يذكر اسم السعودية، وأسم سمو الراحل الكبير الأمير طلال بن عبد العزيز، وقد كان الراحل صانعا للأفكار، ومعبرا عنها بالجانب الإنساني والأخلاقي، (فأجفند) مسارا من مسارات القوة الناعمة المؤثرة سعوديا على المستوى الإقليمي، والدولي.
كما يعمل(أجفند) في التنمية، والشمول المالي للقضاء على الفقر من خلال مبادرات الرؤية السعودية 2030م، والشراكة مع دول الخليج العربي، ومنظمة الأمم المتحدة، ومؤسسات المجتمع المدني وفتح آفاقاً جديدة لصالح المجتمعات الفقيرة، والاحتياجات الخاصة، والمشردين واللاجئين، وتطوير معارفهم ومهاراتهم، ومساعدتهم في الحصول على فرص العمل.
فالشمول المالي يعتبر الحل الوحيد لمشكلة الفقر، خاصة في ظل أزمة كورونا وتداعياتها، ويعتبر مسؤولية جميع البنوك، ويفترض تأسيسه في القرى النائية، والريفية لجميع الدول، حيث أن عدد بنوك (أجفند) للشمول المالي(9 بنوك)، وتعمل في(9دول)، وتقدم منتجاتها البنكية للفئات المستهدفة ويبلغ المستفيدين منها أكثر من 6 ملايين مستفيد.
لذا نأمل أن تطبق فكرة (أجفند) في كافة انحاء المملكة؛ والعالم العربي والإسلامي، والدول النامية لتسهم في دعم صغار المستثمرين، والمزارعين والصناع، ومساعدتهم في التوسع في الإنتاج دون الخوف من الكوارث، وتحقيق الشمول المالي لجميع شرائح المجتمع، وعلى دول العالم دعم برامج (أجفند) للشمول المالي، والمشاريع الصغيرة، وتفعيل المسؤولية الاجتماعية.
وينبغي من بنوكنا المحلية، وبنوك العالم دعم برامج (أجفند) وتقديم المساعدات، والتمويل للمستفيدين من (أجفند) والتخفيف من معاناتهم، وتحسين أوضاعهم الاجتماعية والمعيشية، ومنحهم القروض الميسرة، ودعم مشاريعهم الصغيرة، والمساهمة في تحقيق التنمية الاقتصادية لدولهم، وتفعيل المسؤولية الاجتماعية، ودعم الأعمال الخيرية.
فجهود(أجفند) عظيمة، وتستحق الشكر في ظل توجيهات ملك الحزم، والعزم الملك سلمان، وسمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان، وسمو الأمير عبدالعزيز بن طلال -حفظهم الله- ونأمل من جميع الأغنياء، والمؤسسات المالية، ورجال الأعمال والصحافة، والإعلام المرئي والمسموع، وقنوات التواصل الاجتماعي التفاعل مع برامج (أجفند) الحميدة والخيرة،
كما نشعر بالفخر، والإعتزاز ببرامج (أجفند) وجميع اتفاقياته، والطرح البناء، والجهد العظيم للقايمين على برامج (أجفند) ويستحقون عليه الشكر، وخاصة سمو الأمير عبد العزيز بن طلال رئيس (أجفند)، والشكر موصول للدكتور ناصر القحطاني، والأستاذ عبدالطيف الضويحي، وفريق عملهم المميز، وجميع المشاركين في اللقاء.
أحمد بن عبدالرحمن الجبير
مستشار مالي
عضو جمعيه الاقتصاد السعودية