دائما ما تكون الأسرة هي الركيزة الأولى لنشأت النشء فأن صلحت الأسرة وأفكارها صلح النشء وأن فسدت فسد نشأها, اليوم ونحن نمر بمنعطف مهم في محاربة الأفكار المتطرفة واستئصال الفكر المتطرف يجب أن لا نهمل الماضي لبعض من أعتلى اليوم وسائل التواصل الاجتماعية وتم تقديمه على أنه وطني محارب للتنظيم السري للأخوان المسلمين بينما هو في الحقيقة داعم لتنظيمات مشبوهة أخرى بحربه المتكررة على المغردين السعوديين سواء بحسابه الرسمي تلميحا أو بحساباته الوهمية تصريحا وهجوما على من يريد تصفيتهم لأنهم حجر عثرة في مشروعة المشبوه القادم بقوة.
عنونت مقالي بـ (ربيب الثورات) تلميحا للبيئة الفاسدة التي مهما رويتها حبا وتكريما واحتواء فيجب عليك الحذر منها لفسادها وفساد مهجها فخضراء الدمن منظرها جميل، ولكن منبعها فاسد فلا تصلح، بل تفسد.
لنتخيل معا بيئة فاسدة منذ عام 2000 م هذه البيئة ضمت أصحاب الأفكار الضالة من الأخونج والعابثين بأمن الوطن بل وأكرمت جماعات الأخوان واستضافتهم وعملت لهم الندوات والمحاضرات والاجتماعات والبث المرئي والصوتي في اليويتوب وغيره من وسائل التواصل بل وتعدت ذلك بأن قام بعض أفرادها بتنظيم مظاهرات والدعوة للتجمعات وقادوها بحجة دعم فلسطين بل وبعضهم عمل الاجتماعات السرية وتقديم العرائض الانفصالية ويدعون للملكية الدستورية سعيا منهم لزعزعة نظام الحكم في 2004 في عز الهجمات الإرهابية التي قامت بها الجماعات المسلحة المتطرفة من تفجيرات وترويع للأمنين وأهل الذمة ممن هم في حماية الوطن وقادته.
عني شخصيا مثل هذه البيئة غير مؤمن بها إطلاقا مهما تلون أفرادها بالوطنية وتغنوا بحب الوطن ومهما تم تقديم بعضهم كمدافع عن الوطن وهو يطعن يوميا في المغردين السعوديين وفي ولائهم لوطنهم وقادتهم أن ما يقوم به بعض أفرادها المتلبسين بالوطنية ما هو إلا ترسبات فكرية ثورية يمارسونها بطريقة ملتوية مراعاة للمرحلة الحالية التي تم فيها استئصال نواة الإرهاب والأفكار المتطرفة، ولكن بقيت بعض الخلايا السرطانية الجبرية تعبث في الضرب بسمعة أبناء الوطن بوسائل التواصل الاجتماعية دون رادع من الأجهزة المعنية.
فعندما تطالب جهة بحقك فيمن ظلمك وشوه سمعتك في تويتر مثلا يقولون لك خذ حقك بالنظام وعندما تتقدم بشكواك حسب النظام يقولون لك لم يذكر اسمك في التغريدات التي يخونك فيها وعندما تذهب بقضيتك للقضاء يحلف خصمك المشبوه اليمين الغموس دون أدنى خوف من الله وأنه لم يقصدك ابدا.
في الحقيقة أنني أتمنى أن يتم الإسراع في تطبيق توجيهات ولي العهد الأمير محمد بن سلمان حفظه الله الأخيرة في مراجعة نظام المرافعات والتشريعات القضائية ومواكبتها للعصر وعدم تركها للتقدير وحلف اليمين وللتقدير القضائي، بل لابد من تحقيقات كاملة ودخول خبراء بالتحقيق لحفظ حقوق الناس وعدم ضياعها بسبب معتل ومريض نفسي أو صاحب فكر منحرف يستغل الثغرات في الأنظمة للهروب من العقوبة القضائية.
في النهاية #روية_السعودية_2030 ليست شماعة للمتطرفين وأصحاب الفكر الضال والمنحرف ليشوهوها بحسب هواهم الرؤية رؤية مستقبل واستئصال فساد كامن لفترات طويلة عطل الأنظمة و ساهم في تأويلها لهذا لابد من التعجيل بالإصلاحات التي أمر بها ولي العهد حفظه الله في القضاء ومنها مشروع نظام الأحوال الشخصية، ومشروع نظام المعاملات المدنية، ومشروع النظام الجزائي للعقوبات التعزيرية، ومشروع نظام الإثبات والتي ستُمثِّل موجة جديدة من الإصلاحات التي ستُسهم في إمكانية التنبؤ بالأحكام، ورفع مستوى النزاهة وكفاءة أداء الأجهزة العدلية، وزيادة موثوقية الإجراءات وآليات الرقابة، كونها ركيزة أساسية لتحقيق مبادئ العدالة وحفظ حقوق الإنسان.
كتبه: المستشار الإعلامي / عبد الله الذيب