قالت مستشارة التقنية فدوى بنت سعد البواردي بأن العديد من دارسي علوم البيانات يتساءلون عن ماهية المؤشرات، وأن الإجابة التي نسمعها غالباً هي أن المؤشر هو عبارة عن رقم يعطي معلومة عن مجال محدد: توجد 10 سيارات في الموقف، أو يوجد 100 جهاز محمول في المؤسسة. لكن تلك الإجابات غير صحيحة. إذ أن المؤشر ليس رقماً، ولكنه نسبة. الفائدة ليست أن نعرف كم سيارة موجودة في الموقف، ولكن أن نعرف نسبة السيارات وهي عدد السيارات الموجودة مقارنة بالمساحات المتوافرة. بالتالي، مثل هذا المؤشر يمكننا أن نعرف إذا هناك ازدحام في الموقف أم لا. يمكننا أن نعرف هل نحن نفي احتياجات السيارات من الموقف أو يجب أن نزيد المساحة أو نبني دوراً آخر مثلاً. ذلك المؤشر يحفزنا على اتخاذ القرار الصائب وتحقيق أهدافنا الاستراتيجية سواء كانت مادية أو اجتماعية. العدد وحده لا يكفي ليكون مؤشراً.
كما ذكرت البواردي أنه حين نعرف أن هناك 100 جهاز محمول في المؤسسة، بينما عدد الموظفين يفوق 300، فإن المؤشر الذي يحتاجه صاحب المؤسسة هو معرفة كم نسبة العجز التقني (نسبة الأجهزة مقارنة بالموظفين 100 على 300). وبالتالي كم يجب توفيره من تلك الأجهزة لتحقيق الاكتفاء التقني عند الموظفين المعنيين. وهو قرار استراتيجي آخر يعتمد على النسبة وليس العدد. أما بالنسبة للتحول الرقمي حسب رؤية 2030 لقطاعات الوطن المختلفة، مثل القطاع الصحي والتعليمي والتجاري وغيرها، فهو يعتمد على وجود مبادرات، لكل من تلك المبادرات مؤشرات، وتلك المؤشرات ترتبط بأهداف استراتيجية مطلوب تحقيقها ومتابعة إنجازها.
واختتمت البواردي أما كيفية عرض تلك المؤشرات بأفضل وسيلة للمساعدة على اتخاذ القرار، فهي باستخدام لوحة بيانات dashboard تعتمد على وجود أبعاد مهمة، مثل التاريخ مثلاً، لمقارنة الإنجاز في المؤشرات بين الفترات المختلفة. الوطن يهدف بحلول 2030 على تحقيق المؤشرات الاستراتيجية في كافة القطاعات، وذلك هو الحافز الذي يجعل أبناء وبنات الوطن يبذلون قصارى جهدهم في المجالات المختلفة. لمزيد من التقدم والنجاح الدائم للوطن بإذن الله.