الدكتور عثمان الربيعة يحمل إنجازات وتحديات، وهموم تطور الخدمات الصحية بالمملكة في مذكراته العملاقة، حيث وثق إنجازات سته وزراء، وثلاث أطباء استشاريين عمل معهم في كتابه (قضايا-تحديات-خيارات) والذي سطر فيه أعمالهم، وتناول منجزاتهم الصحية التي ساهمت في تطور الخدمات الصحية في المملكة خلال الفترة من1390ه الى عام 1430ه.
والكتاب يعتبر عمل توثيقي مهم للمنظومة الصحية بالمملكة، حيث قدم الكتاب تاريخ وزارة الصحة منذ نشأتها، كما أن المؤلف يعتبر من أوائل المسؤولين الذين عملوا في الوزارة، فالدكتور الربيعة تخرج من جامعة هايدلبرغ بألمانيا عام 1969م، وعمل طبيبا عاما بمستشفى الرياض المركزي وثم مديرا عاما للشؤون الصحية بمنطقة القصيم.
وبعد ذلك عين مديرا للرخص الطبية في الوزارة، ووكيلا مساعدا للوزير، ووكيلا للوزارة حتى تقاعد عام 1425ه، وبعدها عمل مستشار للوزير، ومنسقا لاعمال مجلس الخدمات الصحية حتى عام 1430ه، وقد صدر له كتاب هذا العام من دار جداول للنشر في بيروت بعنوان(قضايا -تحديات-خيارات) تعكسها مذكرات 6وزراء للصحة و3 أطباء استشاريين.
وفي الكتاب تم عرض رؤى، وخطط تطوير، وتمويل الخدمات الصحية في المملكة، ودور وزاراة الصحة في الإشراف عليه، وتقديم أفضل الخدمات الصحية للمواطنين على جميع المستويات ومعالجة شكاوى المرضى، ووضع الحلول المناسبة لها، ومتابعة تنفيذ آليات العمل، والتعليمات التي تكفل حقوق المرضى، وتوعيتهم وتثقيفهم بحقوقهم، وواجباتهم الصحية.
لقد تحدث الدكتور الربيعة في كتابه عن الصحة بالأمس، ومعاصرته للوزراء في ذلك الوقت، وقد أنصف الجميع بموضوعية، وإنجاز عمل كل وزير، وطبيب استشاري، وأكد أن بعضهم لم تظهر منجزاته وهو على راس العمل، بل ظهرت بعد مغادرته الوزارة، حيث طبقت جميع معايير جودة الرعاية الصحية للمواطن، ورفع مستوى القوى العاملة، ومستوى الإمكانيات، وكفاءة التشغيل.
وأيضا تحدث عن أهمية المراكز الصحية والمستشفيات، وتجديد البنية التحتية لها، وتأسيس شراكات مع مؤسسات القطاع العام، والخاص والجامعات، والمنظمات الصحية العالمية، ورصد الدولة –أعزها الله – الميزانيات الضخمة للخدمات الصحية، وعلاج المواطنبن بالمجان، وتدريب الكوادر الطبية والفنية، والإدارية لتعزيز الرعاية الصحية الشاملة.
وقد شهد القطاع الصحي في المملكة تحسّناً كبيراً في ذلك الوقت حتى يومنا هذا، وخاصة الاهتمام بصحة المواطنين، وتحسين حياتهم، وجودة الخدمات المقدّمة لهم، والتركيز على قيام وزارة الصحة بدورها الرئيس في التخطيط، والتنظيم والاشراف والتنسيق، ومراقبة جودة الخدمات الصحية والنهوض بها نحو الأفضل، وإلقاء الضوء على الجانب الإنساني في عمل الطبيب.
فدكتورنا القدير عثمان الربيعه هو خير من يكتب عن وزارة الصحه وهمومها، حيث هو الطبيب المتميز، والمسؤول المعاصر، والذي عمل وكيلا لوزارة الصحه لعدة سنوات، وسيكون كتابه في نظري مفيد، وجدير بالاقتناء، والقراءه فبارك الله في علمه، ونفع الله بكتابه الأجيال القادمة، ونتمنى الاستفادة من خبراته في المجالس الاستشارية السعودية، وخاصة في مجلس الشورى.
أحمد بن عبدالرحمن الجبير
مستشار مالي
عضو جمعيه الاقتصاد السعودية
ahmed9674@hotmail.com