في الوقت الحاضر، أصبحت الهندسة المعمارية المعيارية هدفًا اساسياً للبحث والتطوير لشركات السيارات العالمية، حيث ان امتلاك بنية معيارية يعني بشكل كبير التمتع بتقنيات قيادية. اليوم سنعرض لكم التغييرات التي طرأت علي عالم تصنتع السيارات.
المرحلة الأولى: الصناعة اليدوية
في عام 1887، أنتجت شركة تصنيع سيارات “بانهارد” و”ليفاسور” مجموعة من السيارات بحسب متطلبات المستهلكين، وتم إنتاجها بشكل رئيسي من قِبل حرفيين مهرة، في داخل ورش صغيرة.
المرحلة الثانية: إنتاج خط التجميع
في عام 1914 طبق هنري فورد لأول مرة خط التجميع المتحرك على صناعة السيارات. فقد تم تقسيم عملية التصنيع المعقدة إلى عدة عمليات تجميع فرعية بسيطة، مما أدى إلى تقصير دورة الإنتاج إلى حد كبير وخفض التكاليف وسعر البيع، فأتاح ذلك لمئات الآلاف من الأسر امتلاك السيارات بسهولة. ومع ذلك فقد كان لإنتاج خط التجميع عيوبه، فخط التجميع المتحرك والجديد كلياً كان مطلباً يُلبى فقط في حال الرغبة في تصنيع نموذج جديد. وقد ظلت تكاليف الإنتاج مرتفعة.
المرحلة الثالثة: الإنتاج القائم على المنصات
خلال فترة السبعينيات ظهر مفهوم “منصة السيارات” والذي يشير إلى مجموعة متكاملة من الأنظمة التي تغطي التصميم، وقاعدة المعدات، وعملية الإنتاج، والتصنيع، ومراقبة جودة الأجزاء والمكونات الأساسية، بدءاً من التطوير وإلى الإنتاج. وبالمقارنة مع إنتاج خط التجميع الأحادي، فبإمكان الإنتاج القائم على المنصة إصدار نماذج سيارات متعددة عن طريق ضبط الباراميترات، وتقصير دورة التطوير، وخفض التكاليف، وتحقيق مشاركة التكنولوجيا بين العلامات التجارية.
المرحلة الرابعة: الإنتاج المعياري
1. في عام 2008 تم اقتراح مفهوم تصنيع المركبات على أساس الهندسة المعمارية، وهو مفهوم استطاع أن يكسر الحدود بين المنصات، وبفضل نمطيته ومرونته العالية، فقد نجح هذا النظام في حل المشاكل التي تسببها المنصات.
2. في عام 2015 أطلقت جيلي أوتو نظام الهندسة التركيبية المدمجة (CMA)، والتي تمثل جيلاً جديداً من أنظمة الهندسة المعيارية تم تطويره ومشاركته بجهد تعاوني بين شركتي فولفو وجيلي. ويتميز النظام بالمرونة العالية، ولا يقوم فقط بتلبية متطلبات تطوير طرازات المركبات المختلفة من الفئة (A) إلى الفئة (B)، بل يغطي تماماً مركبات الوقود ومركبات الطاقة الجديدة. وقد طورت المنصة المدمجة حتى الآن ما يصل إلى 20 طرازاً عالمياً من السيارات المتقدمة وذات القيمة العالية والأداء الرفيع، شاملاً ذلك سيارات Volvo XC40 وPolestar 2 ولينك آند كو 1، 2، 3، 5.
3. وبالإضافة إلى ذلك فإن هناك مجموعة من التصميمات المعيارية الأخرى من الطراز العالمي مثل Volkswagen MQB وتويوتا TNGA. فعلى سبيل المثال تمتلك Volkswagen MQB سلسلة من موديلات السيارات مثل “Polo” و”Golf” و”ماجوتان” و”سي سي” و”تيرامونت”. أما تويوتا TNGA فقد قامت بإنتاج طرازات سيارات مثل الجيل الرابع من Prius، والجيل الجديد من “كامري”، وC-HR، وRAV 4، وLexus ES، وLexus LS، وLexus LC.
باختصار، تتمتع البنية المعيارية بمزايا بارزة من حيث التوحيد القياسي، والمشاركة، والتصميم المعياري، والمرونة. ومن خلال الإنتاج المعياري فإن بإمكان مصنعي المركبات تحقيق متطلبات البحث والتطوير وتصنيع المركبات من خلال عبور الطرازات والمستويات المختلفة وحتى الفئات القائمة على نفس المنصة، وزيادة نسبة الأجزاء المشتركة، ومشاركة عمليات ومعدات البحث والتطوير، وبالتالي خفض تكاليف البحث والتطوير، وتقصير دورة إطلاق النموذج الجديد. قامت هياكل السيارات، التي تمثلها عادةً جيلي CMA وToyota TNGA وVolkswagen MQB، بإنشاء نمط “ABC” للهياكل المعيارية ذات المستوى العالمي، وستعمل باستمرار على رفع مستويات تطوير صناعة السيارات.