سعودية التراث وآثار منطقة الجوف

في يوم الاربعاء 18 من شهر نوفمبر الموافق الثاني من ربيع الآخر لعام 1442هـ ، وبموافقة كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن نواف بن عبد العزيز آل سعود ، أمير منطقة الجوف توجه فريق #سعودية_التراث المكون من الإعلاميات في صحيفة الساحات العربية ندى البليهي ، مها الشمري، مها الرميح ، مضاوي الشايقي  نحو منطقة الجوف لاكتشاف آثارها وارثها الذي ورثه الأجداد لنا ، وللتعرف على حضارات أمم تكيفت في بيئتها .

وقد تم التنسيق بالشكر والتقدير مع أمارة منطقة الجوف ممثلاً بوكيل أمارة منطقة الجوف سعادة الأستاذ حسين بن محمد آل سلطان الذي استقبل الفريق في اليوم التالي بمقر مكتبه في الأمارة والأستاذ نايف الجلال المدير العام للعلاقات العامة والإعلام في الأمارة وكذلك الأستاذة سلمى الخالدي مساعد المدير العام للعلاقات العامة والإعلام بالإمارة، وقد دار الحديث عن آثار منطقة الجوف ومعالمها ، والخطط التنموية السياحية المستقبلية في المنطقة ، حيث أعرب سعادته عن سروره بزيارة الفريق وهدفه ورسالته وهي حفظ إرث وطننا الغالي والتعريف به عن طريق نشر المواد الإعلامية متمنياً له دوام التوفيق والنجاح  .

لقيت للماضي أثر 

الجوف به مسجد عمر 

فيها قصر مارد بقى

يحكي سنين من الدهر

الموقع : 

تقع منطقة الجوف في شمال المملكة العربية السعودية ، يحدها من الشمال والشمال الشرقي منطقة الحدود الشمالية ، ومن الشمال والشمال الغربي المملكة الأردنية الهاشمية ، ومن الغرب والجنوب الغربي منطقة تبوك ، ومن الجنوب منطقة حائل .

حاضرتها مدينة سكاكا ويتبعها محافظة القريات ومحافظة دومة الجندل ومحافظة طبرجل، وعدد 29 مركز ، يرتبط بها عدد كبير من الهجر التي تتوزع في كافة أرجاء المنطقة .

متحف البليهد :

كان المتحف أول محطة لنا في جولتنا وقد بدأت فكرة المتحف عام 1395ه عندما قام مؤسسه الشيخ فهد بن حسن البليهد رحمه الله بجمع أول مقتنياته بمنزله المعروف في حي السوق بمدينة سكاكا، وفي عام 1411ه خصص الشيخ البليهد رحمه الله موقعاً خاصاً للمتحف بعد أن تكونت لديه مجموعة مقتنيات رائعة تحتوي على قطع تراثية نادرة كان أغلبها من منطقة الجوف وتضم أسلحة قديمة وأدوات حربية ومسكوكات إسلامية متنوعة، ومخطوطات أصلية يعود بعضها لأكثر من 200 عام إضافة إلى عدد من القطع النادرة وبذلك يعتبر توثيقا مهما لجزء من تاريخ المنطقة وركنا من أركان السياحة فيها.

قلعة مارد :

كان في استقبال الفريق في اليوم الأول عند قلعة مارد الأستاذ أحمد القعيد ، مدير متحف الجوف الإقليمي حيث تفضل مشكوراً عن شرح القلعة تاريخها ، وطريقة بناؤها . 

عند النظر إليها منذ الوهلة الأولى تقف في حيرة أمامها ، وكأنها تدعوك لاكتشاف اسرارها التي جعلتها متمردة أمام تمرد الأزمنة التي مرت عليها والسنين ، حتى في أبراجها ، وطريقة بناء سلالمها التي تشعرك بقوة البناء وأنت تصعدها ، قلعة تستحق عناء الزيارة واكتشاف أسرار تمردها من واقع مسماها .

تقع القلعة في دومة الجندل على بعد 44 متر جنوب غرب مسجد عمر ، والمارد والمريد كل شيء تمرد واستعصى وهو اسم مشتق من القدرة والامتناع ، واستخدام المبنى قلعة وقصراً للحاكم ، والقلعة مسورة تنتصب على مرتفع يطل على مدينة دومة الجندل القديمة ،وقد أعيد بناء بعض أجزاء منها وذلك لطول مدة استخدامها وتعرض البعض الآخر منها للانهيار ، أما القسم الأكبر منها فقد ظل على حالته القديمة منذ انشائه . أما داخل القلعة من الجهة الشمالية نلاحظ أطراف جدار مهدم كان لغرف على ما يبدو أنها مكونة من أربعة أدوار ، مما يدل على أن مبنى القلعة كان أعلى مما هو عليه في الجهات الأخرى ، أما أقدم ذكر  لقلعة مارد فيعود لملكة تدمر زنوبيا في القرن الثالث الميلادي 267-272 م عندما غزت دومة الجندل ولكنها فشلت في اقتحام قلعة مارد واتجهت إلى تيماء ولكنها أيضا لم تستطع اقتحامها فقالت مقولتها الشهيرة ( تمرد مارد وعز الأبلق ) إلا أن الدلائل الأثرية ومن خلال المجسمات التي أجريت داخل القلعة وخارجها تظهر أنها استخدمت في الفترة النبطية أو أن أجزاء منها بنيت في هذه الفترة واستمر استخدامها في صدر الإسلام حتى الفترات الحديثة . 

استخدمت القلعة مقراً لحاكم المدينة ( دومة الجندل ) وأيضاً معقلاً حصيناً للدفاع عن المدينة إذا ما قدر أن استطاع العدو أن يقتحم السور الذي كان يحيط بالمدينة والذي لا تزال آثاره باقية إلى الآن .

وقد أقيم الحصن على هضبة صخرية ارتفاعها 620 م فوق سطح البحر , واختيار مصمم البناء للهضبة الصخرية المقام عليها الحصن اختيار موفق من الناحية الاستراتيجية ، ذلك لأن المطل من أعلى الحصن يستطيع أن يشرف على المنطقة المحيطة به ويرى كل من يقدم إلى البلدة من مسافات شاسعة ، أما من حيث تخطيطه فهو غير منتظم ، فطوله من الجنوب الغربي إلى الشمال الشرقي حوالي 43 م ، وعرضه من الشمال الغربي إلى الجنوب الشرقي حوالي 28 م ، ويحيط به ممر مكشوف من جميع الجهات عدا الجهات الشمالية الغربية ، وطول هذا الممر حوالي 48 م ، وعرضه يتراوح ما بين 1.10 و 5.50 م ، وهذا الممر يربط بين الجدران الخارجية والداخلية للحصن ، وتوجد في نهاية الممر بالجهة الشرقية منه بئر بعمق 34 متر تقريباً قطرها حوالي 70 سم ، وهو مبني بالحجارة ، وقد استخدمت الطفلة والجير للربط بين الأحجار ، ويصعد إلى هذه الجهة الشرقية بواسطة درج متهدم لم يتبق منه سوى 4 درجات .

ويوجد بالحصن أربعة أبراج مخروطية الشكل في جهاته الأربعة ، وبفناء الحصن مجموعة من الغرف الطينية تقع في الجهة الشمالية الشرقية والجنوبية الشرقية التي استخدم في بنائها الطوب واللبن وهي من المباني المضافة ، وفي الجهة الشمالية الغربية يوجد مبنى من الحجر مكون من دورين ، والحصن مبني من الحجر ( الجندل ) ، أما المباني الطينية في الأجزاء العلوية منه سواء على الجدران الداخلية أو الخارجية أو الأبراج فهي من المباني المضافة إلى القلعة .

شيدت الواجهة الشمالية الغربية من الحجر ، ويبلغ ارتفاعها حوالي 21 م ، وتعد هذه الواجهة من الأجزاء الأصلية في القلعة ، كما تعد أعلى جدران الحصن ارتفاعاً .

ويوجد في الجزء الغربي منها أربع فتحات مستطيلة الشكل على مستويين سفلي وعلوي ، ويبلغ سمك جدار الواجهة الغربية ما بين 70 و 1.9 سم ، ومادة الربط بين الحجار هي الطفلة والجير ، ويوجد فتحة أسفل هذا الجزء على ما يبدو أنها لتصريف المياه .

كما توجد 8 فتحات أخرى في الجهة الغربية غير منتظمة الشكل وقريبة إلى الاستطالة ، وهي على مستويين السفلي وبه 5 فتحات ، والمستوى العلوي به 3 فتحات ، وبهذه الجهة أيضاً نجد باباً مسدوداً بالحجر له عتب علوي من الخشب والحجر ، وعلى جانب هذا الباب 6 قطع حجرية نقشت عليها كتابة بالحفر الغائر بحروف عربية .

أما الواجهة الغربية من القلعة الواقعة داخل الملحقات الموجودة غرب الحصن ، فيوجد بها بقايا درج يوصل إلى المدخل العلوي الموجود بالجهة الجنوبية الغربية والذي يفتح مباشرة على فناء الحصن .

وبالنسبة للجهة الجنوبية فقد تساقطت أجزاء منها وقد بينت أساسات هذه الواجهة من الحجر ، ويبلغ ارتفاعها ما بين 7.5 و 9 م ، وسمك الواجهة 57 سم تقريباً يعلوها مباني طينية .

أما الواجهة الشرقية فقد بنيت أساساتها من الحجر ، ويتراوح ارتفاعها ما بين 7.7 و 8.3 م ، ويوجد في أعلاها مباني طينية يتراوح ارتفاعها ما بين 43 سم و  1.5 م , كما يوجد بها فتحة عرضها 17  سم وارتفاعها 28  سم ، وفي منتصف هذه الواجهة تقريباً يوجد قطعتان من الخشب تبرزان عن الجدار ويبدو أنهما كانا لسقاطة ( جزء بارز عن واجهة المبنى في أسفله فتحة تستخدم لإلقاء المواد الحارقة أو لإطلاق النار ) ويبلغ سمك الجدار ( الجزء المبني من الحجر ) من 45 إلى 90 سم .

أما أبراج القلعة فقد بينت أساساتها من الحجر ، في حين بنيت الأجزاء العلوية منها بالطوب اللبن وهي كالتالي : 

البرج الشمالي : مخروطي الشكل قاعدته من الداخل على شكل غير منتظم ، ويبلغ مقاس قاعدته ما بين 2.75  و 3.40 م تقريباً ، ويبلغ ارتفاعه الكلي حوالي 11.25  م ، وأساساته من الحجر ارتفاعها حوالي 6.65 م ، ويعلوها مباني ارتفاعها حوالي 4.60 م تقريباً ، والبرج كان له ثلاثة مستويات يفصل بينها سقف من جذوع الشجر ، ووضع في الجدار بعض الأحجار البارزة لتستخدم سلالم للتنقل بين الأدوار في داخل البرج .

البرج الجنوبي : ويعد هذا البرج أفضل الأبراج تماسكاً ، وهو مخروطي الشكل قاعدته من الداخل ليست مستديرة تماماً ، ويبلغ مقاس قاعدته ما بين 2.20 م و 3 م تقريباً ، ويبلغ ارتفاعه الكلي حوالي 8.45 م وأساساته من الحجر ارتفاعها حوالي 4.30 م ، وينقسم البرج إلى ثلاثة أدوار بواسطة سقفين من جذوع الشجر وسعف النخيل .

البرج الشرقي : لم يتبقى من هذا البرج إلا جزء من الأساسات الحجرية فقد تهدم معظمه ، ويبدو أنه كان مخروطي الشكل بالمقارنة مع الأبراج الموجودة ، ويبلغ حوالي 4.25 م ، ويدخل إليه بواسطة باب عتبه العلوي من الحجر , وعرضه حوالي 60 سم وارتفاعه 74 سم تقريباً وهو آيل للسقوط .

البرج الغربي : مخروطي الشكل قاعدته من الداخل ليست مستديرة تماماً ، ويبلغ مقاس قاعدته ما بين 2.85 م و 3.40 م ، وأساساته من الحجر ارتفاعها حوالي 5.20 م ، وارتفاعه الكلي حوالي 6.20 م وعلى ما يبدو أنه كان مكوناً من ثلاثة أدوار .

ويوجد ممر علوي يربط كل من البرج الشرقي والجنوبي والغربي ، ومباني الحصن أنشئت على فترات متعاقبة أقدمها في جدار الواجهة الشمالية وخاصة الجزء الغربي منها ، ونلحظ أن الأجزاء المبنية بالحجر والمتقنة البناء في مداميك متساوية هي الأقدم ، أما البناء غير المنتظم والمبني بالطين فهو الأحدث ، ويرجع ذلك لطول مدة استخدام القلعة منذ القرن الأول الميلادي حتى بداية القرن الماضي .

مسجد عمر :

بعد ذلك توجه الفريق مع الأستاذ أحمد القعيد مشياً على الأقدام إلى مسجد عمر ، وهو ملاصق لحي  الدرع أقدم أحياء دومة الجندل من الجهة الجنوبية ، إلى الشمال مباشرة من قلعة مارد ، ويحيط به السوق القديم من الجنوب الغربي . 

ويعد المسجد من بين أهم المساجد التاريخية ، وتأتي أهميته من خلال اشتماله على عدد من الخصائص المعمارية التاريخية .

الأولى : تخطيطه الذي يتماثل مع معظم المساجد الأولى في صدر الإسلام ومنها مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم .

الثانية : احتفاظه بالعناصر الرئيسية التي تمثل نمط البناء القديم في بناء المساجد الأولى .

الثالثة : أنه من أقدم المساجد التاريخية التي لم يطرأ عليها تعديلات كثيرة غيرت في مخططها العام .

الرابعة : ارتباطه بأحد الخلفاء ( عمر بن الخطاب رضي الله عنه أو عمر بن عبد العزيز رحمه الله )

وينسب السكان المحليون المسجد إلى الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه غير أنه لم يرد في المصادر العربية والإسلامية المبكرة ما يؤكد هذه النسبة ، أو أي اشارة تاريخية حول بناءه من قبل الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، وعلى الرغم من أن المصادر التاريخية ذكرت أن الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه زار خلال خلافته بلاد الشام أربع مرات ، كانت أولها زيارته لها خلال فتح بيت المقدس في السنة السادسة عشرة للهجرة ، وذكرت أحد الطرق التي سلكها في طريق ذهابه وهو طريق ( أيله ) إلا أنها لم تذكر عودته من بلاد الشام إلى المدينة ولا الطريق الذي سلكه .

تخطيط المسجد : يتكون تخطيط المسجد من شكل مستطيل تقريباً ، يمتد من الغرب إلى الشرق بطول 32.5م وبعرض 18 م من الجنوب إلى الشمال ، ويضم المخطط العام للمسجد عدداً من العناصر المعمارية وهي كالتالي :

  1. رواق القبلة : أو بيت الصلاة ، وهو يشغل معظم مساحة المسجد التي يغطيها على امتداد جدار القبلة بطول التي يغطيها على امتداد جدار القبلة بطول 32.5 م وبعرض 10.2 م ، ويتكون رواق القبلة من ثلاثة صفوف من الدعامات الحجرية التي تحمل سقفه ، ويبلغ عدد الصف الأول القريب من جدار القبلة عشر دعامات فيما تبلغ في كل من الصف الثاني والثالث تسع دعامات ، ويضم جدار القيلة على امتداد واجهته الداخلية تجاويف مربعة استخدمت لحفظ المصاحف أو لوضع السرج ، كما كسيت واجهته باللياسة الطينية التي تغطي الأجزاء السفلية منها طبقة من اللياسة الجصية .

2 . المحراب والمنبر : وهما  حنيتان متماثلتان من حيث الشكل ، يتوسطان جدار القبلة ، يعلو كليهما عقد مثلث مؤلف من كمرتين حجرتين ، وبالنسبة للمحراب فهو أكبر حجماً من المنبر الذي يقع على يمينه ، وتبلغ قياساته 80 سم في اتساع فتحته وبعمق 1.15 م ، وهو بارز عن مستوى جدار القبلة من الخارج ، أما المنبر يبلغ اتساعه 65 سم بعمق متر واحد ، ويتكون من درجتين ومصطبة للجلوس ، ويفتح على المحراب من خلال فتحة مستطيلة في الجدار المشترك بينهما .

3 . صحن المسجد : يتكون التخطيط المعماري لصحن المسجد من شكل مستطيل يبلغ ابعاده 30.9 م ، طولاً من الغرب إلى الشرق ، وعرضه 8.4 م من الجنوب إلى الشمال ، وهو مكتوف ذو أرضية طينية مدكوكة ، ويوازي رواق القبلة من الجهة الشمالية الذي يشرف عليه سلسلة من الدعامات الحجرية يتم الوصول إليه عن طريق دهليز المدخل الموازي لرواق القبلة من الغرب .

 4 . المصلى الصغير : يقع هذا المصلى في الجهة الشمالية من المسجد ملاصقاً للجدار الشمالي ، وتبلغ مساحته التي تحتل جزءاً كبيراً من مساحة الصحن 18.5 م * 2.5 م ويصل ارتفاع سقفه إلى 1.5 م ، ويضم المصلى محراباَ نصف مستدير يبرز عن مستوى جدار القبلة ، ويبدوا أن هذا المصلى كان مصلى شتوي ، وكذلك مصلى للنساء في شهر رمضان .

 5 . المئذنة : تقع في الركن الجنوبي الغربي من المسجد ، وهي بارزة عن مستوى جدار القبلة ، وقاعدة المئذنة مربعة الشكل طول ضلعها 3 م ، وتضيق جدرانها الحجرية إلى الداخل كلما ارتفعت إلى العلى حتى تنتهي بقمة شبه مخروطية ، ويبلغ ارتفاعها 12.7 م ، وقد بينت بكاملها من الحجارة الصلدة ، وهي تتكون من خمسة مستويات .

حي الدرع :

توجهنا بعد ذلك لحي الدرع حيث يقع شمال قلعة مارد وهو ملاصق لمسجد عمر ، وتحيط به من الجهتين الشمالية والشرقية مزارع النخيل ، ويمثل الحي الجزء المتبقي من المنطقة السكنية لمدينة دومة الجندل الإسلامية في الوقت الحاضر ، والذي عرف في الفترات المتأخرة بسوق أو حي الدرع .

يعد حي الدرع من النماذج القليلة المتبقية في المملكة ، التي تمثل الطراز المتكامل للمدينة الإسلامية القديمة ، وعلى الرغم من أن أجزاء كبيرة من الحي قد أزيلت حديثاً فإن الأجزاء المتبقية منه لا تزال بحالة إنشائية جيدة ، ويشكل مسجد عمر محور المدينة ومركزها الذي تنتشر حوله أجزاء الحي السكني والمزارع ، وتنتشر أجزاء المنطقة السكنية الرئيسية شمالي وشمال غربي المسجد ، أما الجزء الشرقي من المدينة فهو متهدم ، وتمثل العمارة القائمة في الحي مزيجاً من العمارة القديمة والتقليدية الأحدث بسبب استخدامه إلى فترات زمنية قريبة .

لقد بينت الدراسات الأثرية التي تناولت الحي أن منشآته القائمة التي ترجع إلى العصر الإسلامي الوسيط ، كما كشفت التنقيبات الأثرية التي أجريت به عن قيام منشآته على أساسات وطبقات ترجع إلى عصور ما قبل الإسلام ، حيث تعود بعض شواهدها الأثرية إلى منتصف الألف قرن ميلادي .

وفيما يتعلق بتخطيط الحي في عمارته القائمة ، فهو يتكون من ثلاثة مداخل : يقع الرئيس منها جنوبي الحي ، وهو ذو عقد دائري يؤدي إلى داخل الحي من خلال الممر الذي يخترق قاعدة المئذنة في مسجد عمر ، وبالنظر إلى موقع المدخل يلاحظ أنه في منطقة وسط بين مساكن الحي والسوق والمسجد والقلعة بحيث يسهل التواصل فيما بينها ، أما المدخل الثاني : فيقع في منتصف الواجهة الشرقية للحي ، ويتجه إلى الميدان الأوسط ومنه إلى مزارع النخيل شرقي الحي ، وأما المدخل الثالث : فيقع في نهاية ممر ضيق يتجه من الميدان الأوسط إلى مزارع النخيل شمالي الحي .

وفي وسط الحي يقع ميدان تبلغ مساحته 12*6 أمتار ، تعلوه ثلاثة عقود نصف دائرية مدببة متوازية ، تحمل سقفه الذي تتألف تغطياته من خشب الأثل وسعف النخيل ، وعلى جانبي الميدان توجد مصاطب حجرية خصصت للجلوس ، كما تتفرع من هذا الميدان أربعة ممرات تربط أجزاء الحي بعضها ببعض .

وفي الحي عدد كبير من المنازل ، يرتكز تخطيطها العام على فناء أوسط ، أو فنائين ، أمامي وخلفي تفتح عليهما مرافق المنزل المختلفة ، كما تتكون معظم المنازل من دورين ، وفي بعضها من ثلاثة أدوار ، يقسم الدور الأول إلى قسمين ، القسم الأول : يتألف من غرفة استقبال الرجال ( المجلس ) ، القسم الثاني : خصص للعائلة ، ويتألف في الغالب من غرفة أو غرفتين ومطبخ معزول ، أما الدور العلوي فيتألف من عدد من الغرف ، خصص بعضها للاستخدام الصيفي ، وهي تتميز بمداخلها الكبيرة ونوافذها المتسعة .

بعد ذلك تم التوجه إلى بحيرة دومة الجندل ، وهي بحيرة ضخمة تشكلت نتيجة تجمع المياه الجوفية الفائضة عن الحاجة بها ، 

تعد الجوف من المناطق الغنية بمصادر المياه إذ يكمن بها مخزون كبير من المياه التي يخرج بعضها على وجه الأرض بشكل طبيعي مثل مياه العيون التي تعد المصدر الرئيسي للمياه التي استخدمها الانسان في الماضي ولاتزال مستخدمه حتى الآن.

وتتركز المياه الجوفية في سهل البسيطاء الذي تمت زيارته في صباح اليوم التالي ، حيث يبعد عن جنوب غرب القريات قرابة 50  كيلومتر ، وهو من أخصب السهول الزراعية بالمنطقة ، نتيجة لوفرة المياه فقد تنوعت المنتجات الزراعية من التمور والقمح والفواكه والخضار والحمضيات والزيتون ، إذ تبشر زراعة الزيتون بمستقبل انتاجي كبير .

قلعة زعبل :

كانت قلعة زعبل هي الوجهة التالية بصحبة الأستاذة سلمى الخالدي والتي تقع في الجهة الشمالية الغربية من مدينة سكاكا ، بنيت من الحجر الرملي الغير منتظم والطين على مرتفع صخري يرتفع بحوالي 30 متر ، ويعتقد بأن تاريخ بنائها يرجع إلى 200 سنة مضت ، وأنها بنيت على أنقاض قلعة أقدم منها ، كما يعتقد أيضاً أنها بنيت بهذا الموضع لحماية طريق تجاري كان يمر بالمنطقة ، ولتأمين البلدة كونها موقعاً حصيناً يشرف على الواحة ، وهي منشأة حربية بحته لا تضم بداخلها سوى غرفتين .

ومن حيث الوصف المعماري للقلعة فهي تضم مدخلاً رئيسياً واحداً يقع في الجهة الجنوبية الشرقية ملاصقاً للبرج الجنوبي الشرقي من القلعة ، وهو مدخل صغير يصعد إليه عن طريق واحد من الجبل ذي درج عمل من الحجارة ، كم تضم القلعة أربعة أبراج اسطوانية الشكل في أركانها الأربعة ، ترتفع عن مستوى أرضية القلعة بحوالي 5.30 م ، ويبلغ قطر البرج الشمالي 3 م ، والشمالي الغربي 2.80 م ، أما البرجان الجنوبي والغربي والشمالي الشرقي فيرتفع الواحد منهما 2.40 م ، وتحتوي هذه الأبراج على شرفات مربعة في أعلاها متساوية البعد ، وعلى فتحات مربعة صغيرة على مدار قطرها ، كما يضم كل برج مدخلاً صغيراً يؤدي إلى داخله ، ويبلغ طول الجدار الجنوبي للقلعة 16.8 م تقع عليه غرفة يبلغ طولها 8.20 م وعرضها 3.80م ، كما تضم غرفة في وسطها على مرتفع صخري يبلغ طولها 5.20م وعرضها 4.60 م ، كما تحتوي بداخلها على خزان لحفظ المياه محفور في أرضية القلعة الصخرية وهو مربع الشكل طول ضلعه 1.60 م بعمق متر واحد ، وتحتوي جدران القلعة على شرفات مدرجة في أعلاها وعلى فتحات مربعة ومستطيلة الشكل تسمى ( المزاغل ).

بئر سيسرا:

هذا البئر الجاف الذي يبعد قرابة 200  م عن قلعة زعبل ، ويعود تاريخه إلى الفترة النبطية ( القرن الأول قبل الميلاد إلى نهاية القرن الأول الميلادي ) وقد حفر في الصخر في مكان مرتفع ، وأبعاد البئر 8*9 أمتار ، وعمقه الحالي 15 متر ، ويوجد بداخله سلم محفور في جوانبه يبدأ من الزاوية الشمالية الغربية وينتهي في الزاوية الجنوبية الشرقية في الأسفل ، ومن أسفل السلم في الجهة الشرقية فتحة قناة لنقل المياه إلى باقي المدينة ، وتوجد القنوات على سطح الأرض وهي منحوتة الصخر ، واكتشفت بعض أجزاء من هذه القنوات بالصدفة بعد أن كانت مطمورة بالرمال .

قصر مويسن :

بعد الانتهاء من قلعة زعبل وبئر سيسرا تمت زيارة قصر مويسن ، وكان محاط بالسياج ومقفل وهو يقع إلى الشمال من دومة الجندل بحوالي 12 كيلومتر وهو مبنى مستطيل الشكل طوله 27 م وعرضه 10 أمتار ، واستخدم الحجر في بناء جدرانه الخارجية ، والباقي منها بارتفاع مترين بينما في فترة الاستخدام اللاحق بنيت الأجزاء العلوية منها بالطين ، وبني في داخل القصر مجموعة من الغرف تفتح على ساحتين يفصل بينهما جدار .

موقع الرجاجيل :

في صباح اليوم الثالث كنا على موعد بهذا الموقع الفريد من نوعه والذي يعد أحد أهم مواقع الآثار في منطقة الجوف ، ويقع على بعد 10 أكيال جنوبي سكاكا ، وقد زاره فريق المسح الأثري عام 1976 م ، ويتكون الموقع من حوالي خمسين مجموعة من العمدة بعضها محطم ، ويصل ارتفاع بعض القائم منها إلى حوالي 3 أمتار ، وتقوم هذه المجموعات بدون نسق منتظم فهي تنتشر في مجموعات عشوائية على مصطبة مرتفعة تمتد في حدود مستطيل أبعاده 300*500 م ، ضمن واد فسيح ، وكل مجموعة من هذه الأعمدة القائمة في الوقت الحاضر تضم ما بين اثنين إلى أربعة أعمدة ، أما في الأصل فقد كانت كل مجموعة تضم أربعة أعمدة فقط ، وقد تتجاوز مجموعتان أو أكثر ، ونستطيع تمييز كل مجموعة بالبناء الموجود في الناحية الغربية من الأعمدة على شكل نصف دائرة ، وتواجد هذه الأعمدة الشمس وقد تم تأريخ الموقع إلى فترة العصر  النحاسي ، وفي عام 1977 م تم مسح الموقع بشكل مكثف وأعدت له رسومات ومخططات توضيحية .

كذلك تم إجراء أعمال تنقيب في الموقع أسفرت عن وجود كميات من المواد الحجرية التي تضم مكاشط من حجر الصوان المصقول ، والمخارز ، والشفرات ، بالإضافة إلى بعض الكسر الفخارية .

وقد تم تنفيذ أعمال حفر وتنظيف للرمال المتراكمة ، حول بعض الأعمدة كشفت لأول مرة عن ألواح كبيرة من الحجر الرملي وضع ثلاثة منها بشكل أفقي ، وعن البناء من الناحية الغربية على شكل يشبه حدوة الفرس تستند على طبقة من الرمال الحمراء بدون وجود دليل للحفر لوضع أساسات لها .

ملتقى و متحف الدكتور نواف الذويبان الخالدي :

والذي كان لنا فيه جولة عصرية بعد الانتهاء من موقع الرجاجيل ، في عام 1426 هـ تم افتتاح الملتقى و المتحف الذي زاره خلال العشر سنوات الماضية أكثر من عشرين ألف زائر من مختلف المستويات و الاطياف, و أقيمت فيه العديد من المحاضرات و الندوات و اللقاءات الثقافية, ويضم المتحف اكثر من الفي قطعة بعضها تخص أسرة صاحب المتحف و بعضها إهداءات من الكرام أهل الجوف, وبعضها تم شراؤه بهدف اثراء المتحف بالمعروضات.

مركز السدو ( جمعية الملك عبد العزيز النسائية ):

وبعد الانتهاء من هذه المعالم الأثرية والتراثية في منطقة الجوف ، لبينا دعوة جمعية الملك عبد العزيز النسائية في منطقة الجوف والتي تولي اهتمام كبير ودعم الخدمة الاجتماعية ، ومن جانبه أيضاً دعم الحرف اليدوية والتي من أبرزها صناعة السدو من خلال برنامج تدريبي للراغبات في تعلمه ، فلا ننسى أن صناعة “السدو” من الحرف التقليدية القديمة، التي كانت منتشرة في البادية وما تزال، وذلك لارتباطها بوفرة المادة الأولية المتمثلة في صوف الأغنام ووبر الإبل وشعر الماعز والقطن، و”للسدو” استخدامات متعددة عند البدو فهو العنصر الأساسي في تكوين “بيوت الشعر” التي تعتبر مساكن متنقلة لهم، تتناسب مع ظروف البيئة والحياة التي يعيشونها.

و تعتمد صناعة “السدو”  على جهد المرأة في المقام الأول، وتعبر من خلالها عن تقاليد فنية عريقة ضاربة بجذورها في عمق التاريخ، حيث تتفنن المرأة البدوية في زخرفة ونقش “السدو” بنقوش كثيفة، هي عبارة عن رموز ومعان مختلفة يدركها أهل البدو ويعرفون ما تحمله من قيم، فبعضها يعبر عن وسم القبيلة وبعضها عن المواسم، ويتميز “السدو” بألوانه الزاهية المتنوعة وزخارفه الجميلة التي تحمل دلالات اجتماعية مختلفة مستوحاة من طبيعة أبناء البادية، ولم تندثر هذه الحرفة في دول الخليج خلافاً لحرف أخرى كثيرة لم تعد موجودة بفعل تبدل احتياجات الناس في حقبة ما بعد النفط.

بدأ عملية الغزل بإزالة الأوساخ وأغصان الأشجار التي قد تكون عالقة بالصوف، بواسطة اليد أو باستخدام أمشاط خشبية على شكل الفرشاة لها أسنان حديدية، ويُمشط الصوف حتى تصبح أليافه مُرجّلة متوازنة صالحة للغزل، ثم توضع هذه الألياف على “التغزالة” التي تضعها الغازلة تحت إبطها أو بين قدميها عند الجلوس، وتسحب الألياف منها لتغزلها، ويكون “للفتلة” المفردة حينما تغزل “برمة” يمينية أو يسارية حسب اتجاه دوران المغزل، باتجاه عقارب الساعة أو عكسها.

ويتحكم عدد “البرمات” في كل سنتيمتر في قوة الفتلة وتؤثر في مظهر النسيج، فإذا قلّت في السنتيمتر الواحد، أنتجت “فتلة” غزلها رخو متخلخل تعطي نسيجا ناعما لينا، أما “الفتلة” التي يكثر عدد “برماتها” في السنتيمتر الواحد فتعطي نسيجا أكثر قوة وتماسكا، يبرز بوضوح جمال النقوش اليدوية التي تُرسم على النسيج.

وبعد ذلك تأتي مرحلة الصباغة، ويستخدم الصوف الأبيض دائما للصباغة، أما الوبر والشعر والقطن فتظل بألوانها الطبيعية ولا تصبغ عادة، ويُلف الصوف المغزول على شكل “شيعة” كما يسميها البدو قبل صباغتها، وفي الماضي كانت تُستخدم الأصباغ الطبيعية المستخرجة من الأعشاب الصحراوية ، أما الآن فيشتري البدو الأصباغ الكيماوية، التي على الرغم سهولة استعمالها إلا أنها ليست ثابتة.

وتستخدم المرأة الناسجة عدة أدوات بسيطة في عملية غزل وحياكة الصوف أهمها: “التغزالة” وهي عبارة عن عصا يلف عليها الصوف غير المغزول، والمغزل وهو يصنع من الخشب ويتكون من عصا ينتهي أحد طرفيها بخشبتين، طول الواحدة منها 5 سم تقريبا، مصلبة الشكل، يتوسطها خُطاف لبرم الصوف الملفوف، وتحويله إلى خيوط تُجمع على شكل كرات.

 

والنول وهو آلة الحياكة ويسمى أيضاً “السدو” وهو عبارة عن خيوط ممتدة على الأرض تربط بأربعة أوتاد على شكل مستطيل، و”المنشزة” وهي قطعة خشبية مستطيلة الشكل ذات طرفين حادين، وتُستعمل لرصف الخيوط بعد تشكيلها، ثم “الميشع” وهو عبارة عن عصا خشبية يُلف حولها الخيط   على شكل مروحي، ويُفك جزء منه بطول مناسب قبل إدخال لقطة لُحمة جديدة، و”القرن” وهو عبارة عن قرن غزال، يستخدم في فصل خيوط “السدو” بعضها عن بعض ووضعها في ترتيب صحيح أثناء حياكة الزخارف والنقوش.

 

ومن الأدوات المستخدمة أيضاً “المدرة” وهي عبارة عن مقبض خشبي مثبت به ذراع حديدي قصير ينتهي بطرف منحن، ويعتبر تصنيعا جديداً لفكرة “القرن”، أما “المدراة” فهي أداة مصنوعة من الحديد أو الخشب على شكل سن من أسنان المشط وأطول منه ويُرجّل به الشعر الخام المستخدم في حرفة “السدو” ،ويعتبر الصوف من أكثر الخيوط شيوعا لوفرته ولسهولة غزله وصباغته ونسجه.

من أهم المنتجات التي تُصنع من الصوف “بيت الشعر” وهو مسكن أهل البادية في الصحراء، و”العدول” وهي عبارة عن أكياس كبيرة لحفظ الأرز، و”المزواد” وهي عبارة عن أكياس أصغر حجما من “العدول” وأكبر من (الخروج)، وتستخدم لحفظ الملابس، و”السفايف” وهي عبارة عن خيوط مُحاكة بطريقة جميلة وألوان زاهية لتزيين الجمال والخيول.

 

ومن هذه المنتجات أيضاً البُسط أو “الساحة” وتعني المفارش التي تستخدم في فرش الديوانية، وتصنع عادة من الخيوط المبرومة، أما “العقل فهو عبارة عن عدة خيوط تبرم باليد تستخدم في ربط الجمال والخراف والماعز، ثم “الشف” وهي قطعة من “السدو” من نوع المفرشة، مصنوعة من لون واحد وعلى أطرافها نقشة الضلعة بلون مختلف، وهي تُفرش على الجمال للزينة.

 

كما يتم في هذه الحرفة صناعة المساند المعروفة، وهي بمثابة “تكأة” يستند إليها الجالسون في الديوانية، وتسمى الخياطة الموجودة على أطراف المسند “بالخشام” ، وتكون خيوط اللُحمة المستخدمة في الحياكة غالبا من القطن، الذي رغم افتقاره لمرونة الصوف إلا أنه متين وسهل الاستعمال للنسيج، ولا يتلف بسهولة، وقد اعتاد النساجون في الماضي على غزل القطن المستورد من الهند ومصر، ولكنهم الآن يشترون خيوطا جاهزة من الأسواق المحلية. 

 

وبالنسبة لبيوت الشعر فإنها تُصنع من نسيج شعر الماعز، وتتميز بلونها الأسود الداكن الذي يمتص الحرارة، بالإضافة إلى أنه عندما يبتل النسيج تتفتح الخيوط ويزداد التحامها مع بعضها، ونظرا لتميزه بخاصية الشعر الزيتية، فإنه يصبح طارداً فضلا عن قوته وشدة تحمله ما يجعله أكثر ملائمة لبيئة وظروف حياة البدو.

 

ويعتبر “السدو” من الصناعات التقليدية التي برعت فيها المرأة السعودية، وخصوصًا في منطقة الجوف ، فهذه الحرفة من أهم ما يميز المنطقة، ولا يكاد يخلو بيت فيها من قطعة من السَّجاد أو “السدو” المصنوعة يدويًّا، إما بالشراء من السوق أو بصنع أهل البيت لها، حيث تعد من العناصر التقليدية في البيت الجوفي.

 

وفي نهاية هذه المادة الإعلامية نرفع الشكر والتقدير لأمارة منطقة الجوف مرة أخرى على حسن الاستضافة متمثلاً في صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن نواف بن عبد العزيز آل سعود ، حفظه الله ولصاحب المرجع للمعلومة ومصدرها الأستاذ حسين الخليفة لإهداءه لي كتاب آثار منطقة الجوف .

زر الذهاب إلى الأعلى