يعتبر تقدير الذات والثقة بالنفس من المتطلبات الأساسية للشخصية الناجحة إذ أن الشخص لا يعتبر ناجحا إلا إذا كان مقدرا لذاته وداعما لها وقادرا على وضعها في الموضع اللائق بها إذ أن جهل الإنسان بنفسه يجعله يقيم ذاته تقييما خاطئا فإما أن يعطيها أكثر مما تستحق فيثقل كاهلها وإما أن يزدري ذاته ويقلل من قيمتها فيسقط نفسه ، فالشعور السيئ عن النفس له تأثير كبير في تدمير الإيجابيات التي يملكها الشخص فمجموعة المشاعر والأحاسيس التي نملكها تجاه أنفسنا هي التي تكسبنا الشخصية القوية المتميزة أو تجعلنا سلبيين خاملين إذ أن عطائنا وإنجازاتنا تتأثر سلبا او إيجابا بتقديرنا لذواتنا فبقدر ازدياد المشاعر الإيجابية التي تملكها تجاه نفسك بقدر ما تزداد ثقتك بنفسك ، فتقدير الذات هو تقييم إيجابي وبناء يوصل الفرد الى مستوى عال من احترام ذاته والقدرة على اثباتها اجتماعيا ونفسيا وشتى مجالات الحياة ، والثقة بالنفس هي موقف إيجابي يتخذه الشخص تجاه ذاته وإمكانية وثوقه في فعل ما يريد وتحقيق أهدافه وتركيزه على الخبرات الجيدة والناجحة فهما مصطلحان يؤشران إلى المفهوم نفسه وبالتالي فإن تقدير الذات والثقة بالنفس هما التفاعل الإيجابي المطلق للفرد في مجتمعه وسلامة توافقه الذاتي مع نفسه واعترافه لنفسه بامتلاكه قدرات ومهارات واعتراف من حوله بهذه الكفاءة.
إن تعزيز الثقة واحتياجنا الدائم لذلك يكون بعدة طرق أهمها الاهتمام بتثقيف الذات والاطلاع على المعارف المختلفة، والابتعاد عن الأشخاص السلبيين الذين يسعون لتحطيم الآخرين، والاقتراب من أصحاب الهمم العالية والايجابية وعدم التركيز على المشكلات والأمور السلبية والتركيز على الحلول الإيجابية وتحديد أهداف للحياة والسعي لتحقيقها والاهتمام بالتربية لأن الثقة تعتمد على ما تلقاه الأشخاص في طفولتهم ، كذلك الاهتمام بالمظهر الخارجي باعتباره جزء لا يتجزأ من الشخص إذا أنه من الأمور التي تكسب الشخص ثقة واهتمام الآخرين فالعلاقات الاجتماعية والمحبة والالفة تجاه الاخرين هي تفاعل اجتماعي مبني على الانفعالات بين الفرد ومجتمعه فالثقة بالنفس تجعل هذه العلاقة ناجحة قائمة على أساس احترام هذه الشخصية، وبالتالي فإن العلاقات بين الأشخاص لا تعتبر مصدرا للمتعة او السعادة كما لا تعتبر مدعاة للحزن والالم النفسي.