أسرعت فرحة إلى صومعتها وملاذ أفكارها
أمسكت بمدادها بكل مشاعر الوله
فتحت درج مكتبها لتخرج أوراقها كعادتها
لكنها تفأجات وتملكها الذهول لأنها لم تجد سوى بضع وريقات ، أخذت تبحث هنا وهناك ولكن باءت محاولاتها بالخذلان قلبت الوريقات التي بين يديها وخاطبتها :
لتجاذب الأحاديث معك حلاوة
إذا دنوت منك تلاشت أحزاني
بقربك جنان مزدانة
معك يحفني حبور وسعادة ، ينزاح شعور الوجد وتردده ،
تتغنى المشاعر طربًا فتنبض كلماتي بالحرية ودفء البوح ، تنساب المعاني سلسة وديعة
الحروف التي تلامسك تزدان بثغر الأمل الباسم .
لست أعلم يا خليلة الفؤاد ،أين أنت فأي أرض تقلك وأي سماء تظلك ، فصمتت قليلاً ثم قالت : أم أنك مللت المكوث بين غياهب الأدراج فقررت كسر أصفاد ديمومة المنادمة .ولربما اعتزمت الرحيل للوقوف عن كثب على أوجاع القلوب ، ولكن أهكذ غادرتني بلا ذنب إقترفته ولا خطأ بدر مني ، وكأنك تناسيت أننا سهرنا زمنًا في هدوء الليالي الحالمة ، لك وحدك أطلقت وجع حروفي ، بعثرت كل مافي جعبتي من الأحلام والأماني ،
خيم عليها الأسى لحظة لكن ما لبثت أن أحست بنسائم ناعمة تهب من نافذة حجزتها التفت فإذ هي
رسائلها توجهت إليها ، وخاطبتها ملهوفة بكل مرادفات المحب أيتها المحلقة بين أفاق المجهول ، اعلمي أنك جزء من كياني ، رسائلي الهائمة في فضاء الغربة ، لقد ألمني فراقك فمنذ وطئ عطر حديثك بساط أوراقي ، انقشعت سحب الظلمة عن أحلامي،فحررتها من التأرجح في شرك الذبول ووسدتها شذى المشاعر المفعمة بالود .
نديمتي المحلقة:
بين عبق صفحاتك تلاشى جدار الألم واندثر، معك انساب مدادي واستبشر ،فأنت الروح التي أجد معها فسحة الأمل ووميض الحلم القادم .
كانت الرسائل المتبعثرة في الأجواء تصارع الحيرة
في عودة أو مضي في طريقها
نظرت إليها نظرة الحاني المترجي عودي إلى ركنك الهادئ فوجودك فيه سيزهر ربيعًا جديدًا له ، فمفاتيح صفحاتك انفراج لأقفال القلوب الجريحة
اقبلي ولنحتضن صفحات العشق المكنون فننشر عبقها عبر مداد فياض فنقلب الصفحات وننتقي صفحة جديدة ونمهرها بعبارة (سنبقي جسور الأنس والوداد بيننا ) وما أجمل فردوس الكلم .