أخر الأخبار

(الربعية) امرأة تحولت من صندوق أسود للزوجين إلى ورقة على رف الذاكرة

اقتضت الظروف الاجتماعية في المجتمع السعودي عامة والنجدي على وجه الخصوص وجود مهنة “الربعية” المتمثلة بامرأة تصطحب الزوجة خلال أسبوع زواجها الأول لتهيئ لها الحالة النفسية في مرحلة تحولها من بيت أهلها إلى بيت زوجها.

* زوجة في سن الطفولة

وكشفت العمة (أم مهنا) عن أن مهنة الربعية كانت ضرورة فرضها الواقع، حيث كانت الفتيات يتزوجن وهن لا يزلن يلعب ولم تنته مرحلة طفولتهن، ولا تستطيع الزوجة الطفلة الاعتماد على نفسها وعلى مهام البيت الجديد بمفردها، فهي لا تدرك الواجبات الزوجية أو التصرفات اللائقة التي يجب عملها في أيام الزواج الأولى، لذلك كان وجود الربعية أمر هام، ولعب دورا اجتماعيا كبيرا، ولها دور بارز في استقرار الأسر.

*امرأة كالصندوق الأسود

وأشارة العمة (أم مهنا) إلى أن من أبرز سمات الربعية هي حفظها لأسرار الزوجين، فهي لا تتفوه بكلمة واحدة عما يدور داخل أروقة البيت، وتتسم بثقافة زوجة عالية، ولديها خبرة في كيفية التعامل مع الزوج، وتمارس دور المعلمة التي تأخذ بيد الزوجة نحو حياة زوجية سعيدة وآمنة، حيث تحظى بثقة الأسر بصدقها وأمانتها وأخلاقها وتدينها.

* على رف الذاكرة
من جانبه، قال مصمم الحفلات والمناسبات الأستاذ خالد الشرهان أن مهنة الربعية قد انتهت منذ أكثر من ربع قرن لكنها لا تزال خالدة في ذاكرة الجدات وكبيرات السن، فهن ينسبون إليها الفضل في إدراكهن لمفهوم الزواج الذي كان ضبابيا بالنسبة لهن، والآن لا نكاد نجد للربعية ذكر إلا في أحاديث المجالس التي تتناول أحداث الماضي المندثرة.

* نقلة التعليم والتكنولوجيا
وتابع الشرهان: في السابق كانت الأمية ومحدودية التعليم في المجتمع السعودي هي السائدة بالنسبة للنساء، وكانت إمكانية الاطلاع على تجارب الآخرين وتبادل الخبرات متعذرة، لكن مع ارتفاع مستوى التعليم وافتتاح المدارس ودخول التقنية والتكنولوجيا بدأت الفتيات يدركن واجباتهن وطرق تأهيل أنفسه لليلة الزواج، وقل التوتر كثيرا، وأصبحت الفتاة السعودية عالمة وخبيرة حتى وإن كان سنها صغيرا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى