الرياض _ فاطمة الجباري
في مواقف الشدّة تتجلّى معادن الرجال، وتنكشف حقيقة من حمل الأمانة لا كشعارٍ يُرفع، بل كعهدٍ يُوفى. وفي ساحات الشرف، حيث تتقدّم الأرواح على المصالح، يقف جنود المملكة العربية السعودية حُرّاسًا للقيم، وسياجًا منيعًا للأمن والطمأنينة.
لقد جاءت بطولة الجندي ريان — في حادثة إنقاذ إنسانية بطولية — شاهدًا حيًّا على ما يتمتع به رجال الأمن من يقظة عالية، واستشعار عميق للمسؤولية، وإيمان راسخ بأن خدمة الإنسان هي جوهر الرسالة الأمنية قبل أن تكون واجبًا وظيفيًا. لم يتردد، ولم يحسب الخطر، بل بادر بروحٍ تتقدّم فيها التضحية على السلامة الشخصية، فكان مثالًا ناصعًا للفداء والشجاعة.
إن إصابة الجندي ريان أثناء أدائه لواجبه ليست سوى وسام شرف يضاف إلى سجل ناصع من المواقف البطولية التي يسطرها رجال أمن الوطن يوميًا، في صمتٍ بعيد عن الأضواء، لكن أثره حاضر في أمن الطرق، وسكينة الحرمين، وطمأنينة الحجاج والمعتمرين.
وتتضاعف عظمة هذه البطولات حين تكون في خدمة الحرمين الشريفين؛ ذلك الشرف الذي لا يناله إلا من أخلص النية، واستشعر قدسية المكان، وحمل المسؤولية بعقيدة راسخة ويقظة لا تنام. فجنودنا هناك ليسوا فقط منظّمين للحشود أو منفذين للتعليمات، بل هم عيون ساهرة، وقلوب رحيمة، وسواعد مستعدة للبذل حتى آخر قطرة.
لقد أثبت رجال الأمن في المملكة — عبر مواقف لا تُحصى — أن أمن الإنسان هو محور رسالتهم، وأن حماية الأرواح مقدّمة على كل اعتبار. هم رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فجعلوا من التضحية نهجًا، ومن الإخلاص أسلوب حياة، ومن الشجاعة عنوانًا دائمًا.
وإذ نرفع الدعاء لله العلي القدير أن يمنّ على الجندي ريان بالشفاء العاجل، فإننا في الوقت ذاته نرفع قبعات الفخر لكل جنديٍ يقف على ثغرٍ من ثغور الوطن، حارسًا للدين، ودرعًا للأمن، ورمزًا للفداء.
حفظ الله جنودنا البواسل، وأدام على وطننا نعمة الأمن، فهم بعد الله حصن الأمان، وسياج الطمأنينة، ووجه المملكة المشرف في ميادين الشرف والإنسانية.
