الرياض – فاطمة الجباري
برزت الكاتبة والمؤلفة السعودية روان محمد بوصفها إحدى الأصوات الأدبية الشابة التي استطاعت أن تلفت الانتباه في الساحة الثقافية السعودية، من خلال تجربة إبداعية تجمع بين الكتابة الأدبية، والفنون البصرية، والمشاركة المجتمعية، ما منح حضورها بعدًا يتجاوز حدود النص إلى الفعل الثقافي المؤثر.
وُلدت روان محمد في مدينة الرياض، ونشأت في بيئة داعمة للمعرفة والاطلاع، الأمر الذي أسهم في تكوين وعيها المبكر بالقراءة والكتابة. ومع مرور الوقت، تحوّلت هذه الميول إلى مشروع إبداعي متكامل، اتسم بالتنوع والجدّية، وعبّر عن اهتمام واضح بالقضايا الإنسانية والوجدانية.
ولا تقتصر تجربة روان محمد على الكتابة وحدها؛ فهي تمارس الرسم والتصوير الفوتوغرافي، إلى جانب اهتمامها المستمر بالقراءة، بوصفها أحد أهم مصادر بناء الكاتب وصقل أدواته. وقد انعكس هذا التنوع الفني على نصوصها، التي جاءت محمّلة بحسّ إنساني واضح، ولغة هادئة تميل إلى التأمل والعمق.
وفي جانب الإصدارات، أصدرت روان محمد كتابين أدبيين هما «وجوم» و*«هدن السهاد»*، وقد شكّلت هذه الأعمال محطة مهمة في مسيرتها، وأسهمت في تعريف القرّاء بتجربتها الأدبية. كما تعمل حاليًا على إعداد كتابها الثالث، الذي وصل إلى مراحله النهائية، ويُتوقّع صدوره خلال الفترة المقبلة، في خطوة تعكس استمراريتها وحضورها المتنامي في الحقل الأدبي.
وعلى مستوى الحضور الثقافي، شاركت روان محمد في عدد من معارض الكتاب داخل المملكة، حيث شكّلت هذه المشاركات فرصة للتواصل المباشر مع القرّاء، وتبادل الحوار مع المهتمين بالشأن الثقافي، في إطار يعكس إيمانها بدور الكاتب في التفاعل مع المجتمع، وليس الاكتفاء بالإنتاج الأدبي فحسب.
كما تُعد روان محمد عضوًا فاعلًا في أكثر من فريق تطوعي، وتأتي مشاركتها في العمل المجتمعي امتدادًا لقناعتها بأهمية المسؤولية الاجتماعية للمثقف، ودوره في تعزيز القيم الإنسانية، وترسيخ ثقافة العطاء والمبادرة.
ويجمع المتابعون لتجربتها على أن روان محمد تمثّل نموذجًا للكاتبة السعودية الشابة التي تمضي بثبات في بناء مشروعها الإبداعي، مستندة إلى شغف حقيقي، ودعم أسري أسهم في توفير البيئة المحفّزة للاستمرار والتميّز. وقد كان لوالديها دور محوري في دعم مسيرتها، وتمكينها من المضي قدمًا في دروب الإبداع.
وتبقى تجربة روان محمد واحدة من التجارب الواعدة في المشهد الثقافي السعودي، التي يُنتظر أن تشهد مزيدًا من التطور والحضور خلال السنوات المقبلة، في ظل ما تمتلكه من أدوات فنية، ورؤية إبداعية، ووعي بدور الكلمة في صناعة الوعي الثقافي.






