الإعلام المسؤول في زمن سرعة المعلومة

 دلال الودعاني

يشهد العالم اليوم تسارعًا غير مسبوق في تداول المعلومات، مدفوعًا بالتطور التقني وانتشار المنصات الرقمية، الأمر الذي جعل الخبر يصل إلى المتلقي في لحظات. وفي ظل هذا الواقع المتغير، تبرز أهمية الإعلام المسؤول بوصفه ركيزة أساسية في تشكيل الوعي العام وحماية المجتمع من التضليل المعلوماتي.

لقد أتاح الفضاء الرقمي فرصًا واسعة لتبادل الأخبار والآراء، إلا أنه في الوقت ذاته أسهم في انتشار الشائعات والمعلومات غير الدقيقة، ما يفرض على المؤسسات الإعلامية الالتزام بأعلى معايير المهنية، وفي مقدمتها التحقق من المصادر، والدقة في الطرح، والموضوعية في التناول، بعيدًا عن الإثارة أو التسرع في النشر.

ويُعد الإعلام المسؤول شريكًا فاعلًا في دعم الاستقرار المجتمعي وتعزيز الثقة بين الإعلام والجمهور، من خلال نقل الحقائق كما هي، واحترام الخصوصية، والالتزام بالقيم الأخلاقية والمهنية التي تضمن سلامة الرسالة الإعلامية وأثرها الإيجابي.

كما يسهم هذا النوع من الإعلام في تعزيز ثقافة الوعي النقدي لدى المتلقي، ويمكّنه من التمييز بين الخبر الموثوق والمعلومة المضللة، خصوصًا في ظل تدفق المحتوى الرقمي وتعدد مصادره. وتزداد هذه المسؤولية أهمية عندما يتعلق الأمر بالقضايا الوطنية والمجتمعية التي تتطلب طرحًا متزنًا يعكس عمق الحدث وأبعاده دون تهويل أو تقليل.

وفي الختام، يبقى الإعلام المسؤول ضرورة ملحّة في زمن سرعة المعلومة، إذ إن الالتزام بالمصداقية والشفافية والاحترافية هو الضامن الحقيقي لاستمرار دور الإعلام في خدمة المجتمع، وترسيخ الثقة، وبناء وعيٍ قادر على مواجهة تحديات العصر

زر الذهاب إلى الأعلى