جدة – ديالا علاف
في مشهد يتغير فيه المحتوى كل يوم، تبرز تجارب تختلف بنضجها وصدقها. من بين هذه التجارب تأتي نور ياسر أزهر، خريجة الإنتاج المرئي والمسموع وصانعة المحتوى التي قررت أن تحول رحلتها الدراسية إلى دليل عملي لطلاب وطالبات التخصص. محتوى تعتبره “كتابًا سحريًا” تمنّت وجوده يومًا وأصبحت اليوم هي من تقدمه بشغف كبير .
س. عرفينا بشكل مختصر عن نفسك ورحلتك في تخصص الإنتاج المرئي والمسموع؟
أنا نور ياسر أزهر، خريجة بكالوريوس الإنتاج المرئي والمسموع من جامعة الملك عبدالعزيز. أصنع محتوى مخصص لطلاب وطالبات التخصص، وأقدم فيه خبرات ونصائح ومقاطع تحفيزية كنت أتمنى وجودها أثناء دراستي. اشتغلت على أفلام قصيرة ومحتوى بصري، وخضت تدريبات متعددة تجاوزت فيها ساعات التدريب المطلوبة للتخرج. أركز في أعمالي على القصص الإنسانية والتفاصيل المؤثرة، وأعمل حاليًا على تطوير مشاريعي وتوسيع خبرتي من خلال الدورات والفعاليات والمجتمعات الإبداعية.
س. لماذا اخترتِ أن يكون محتواك موجّه لطلاب وطالبات التخصص؟
اخترت أن يكون محتواي موجهًا لطلاب وطالبات التخصص أو المهتمين بالمجال، لأنني كنت يوما ما في موقعهم وكنت أفتقد إلى مصدر يقدم إرشادًا واضحًا ويجيب عن الأسئلة البسيطة التي نواجهها خلال الرحلة الأكاديمية. شعرت أن بإمكاني تقديم ما كنت أتمنى وجوده لنفسي: محتوى صادق وعملي وبسيط وواقعي يساعدهم ويمنحهم الدافع للاستمرار في المجال.
س. كيف كانت بدايتك مع صناعة المحتوى؟ وهل كان القرار مخطط أم جاء بالصدفة؟
منذ البداية كنت أرغب في صناعة محتوى، لكن كنت أدرك أنني لا أريد تقديم شيء عابر أو فارغ، بل محتوى مفيد ويستهدف فئة محددة. وعندما دخلت تخصص الإنتاج المرئي والمسموع بشكل غير متوقع، اكتشفت أن هذا هو المجال الذي يناسبني، وأن المحتوى الحقيقي الذي أبحث عنه موجود هنا. مع الوقت بدأت أصبح معروفة بين الطالبات وفي الجامعة، وصار الكثير يطرح علي الأسئلة يوميًا، ومن هنا بدأ محتواي يتشكل، بناءً على هذه الأسئلة والتجارب الحقيقية.
س. قدّمتي محتوى لطلاب التخصص وذكرتِ أنه كان “الكتاب السحري” الذي افتقدته أيام دراستك. ما الشيء الذي كنتِ تحتاجينه وقتها وحاولتِ تعويضه اليوم للطلاب؟
كنت بحاجة إلى مصدر بسيط وواضح ومن طالبة مثلي، يصلني بسرعة ويشرح الأمور بطريقة عملية وسهلة الفهم. لذلك حرصت أن يكون محتواي اليوم موجهًا للطلاب بنفس الطريقة: يقدم المعلومات بشكل مباشر، ويجيب عن الأسئلة اليومية، ويساعدهم على التقدم في تخصصهم بثقة وسهولة وشغف.
س. لقد حصلتِ على ساعات تدريب أكثر من المطلوبة. ما الذي دفعك لتقديم وقت وجهد مضاعف؟ وكيف أثّر هذا على مستواك المهني اليوم؟
بدأت تدريبي خلال الإجازة بين الترمين لأنني أردت استغلال الوقت بشكل جيد، وحرصت على التدريب في أكثر من مكان لاكتساب خبرات متنوعة. ساعدني هذا الالتزام على بناء شبكة علاقات مهنية مهمة، كما أسهمت الشركة التي تدربت فيها في دعم إنتاج فيلم مشروعي التخرجي، مما منحني خبرة عملية كبيرة وأثرى مستواي المهني بشكل واضح.
س. ما هي أبرز المشاريع التي قدمتها خلال دراستك أو تدريبك، ومن بينها، أي مشروع شعرتِ أنه كان له أثر أكبر على الناس وكان له صوت قوي؟
من أبرز المشاريع التي قدمتها مشروع تخرجي فيلم “فتنة الأضواء” المستوحى من قصة حقيقية. حاز المشروع على صدى واسع بين الطلاب والطالبات في كلية الاتصال والإعلام، وتفاعل الناس بكثافة وطلبوا مشاهدة الفيلم. وقد عُرض الفيلم ضمن مهرجان الأفلام السينمائية الطلابية بجامعة الملك عبدالعزيز، ولاقت عروضه جمهورًا واسعًا وكانت القاعة ممتلئة، ما أعطى للمشروع صوتًا قويًا وأثرًا ملموسًا بين المشاهدين.
س. كثير يقولون إن صناعة الأفلام تحتاج حسًا عاليًا، كيف تصفين علاقتك بالقصص الإنسانية والتفاصيل التي تلامس المشاهد؟
علاقتي بالقصص الإنسانية والتفاصيل التي تلامس المشاهد قوية جدًا. عندما أعمل على تصوير فيلم قصير أو أي محتوى بصري، أحرص على أن تكون قصته إنسانية في جوهرها، وتنقل رسالة ثقافية أو إنسانية مفيدة، بحيث تلامس قلب المشاهد، وخاصة المشاهد السعودي، بطريقة صادقة وملهمة.
س. كيف تختارين المواضيع التي تقدمينها لجمهورك؟ وهل تأخذينها من أسئلة الطلاب؟
نعم، أغلب المواضيع أختارها بناءً على ما يطلبه الطلاب فعليًا ويبحثون عن إجابة له، وأحرص على تقديم محتوى يجيب عن أسئلتهم الحقيقية ويعالج اهتماماتهم اليومية في التخصص، بحيث يكون مفيدًا وعمليًا ويلاقي صدى لديهم.
س. وجودك في دورات وفعاليات ومجتمعات لها علاقة بمجالك، كيف نمتك وطورتك في تخصصك وصناعة المحتوى؟
كان هدفي من حضور الدورات والفعاليات والمجتمعات المرتبطة بمجالي بناء علاقات مهنية قوية، وشعرت أن وجودي أصبح ملحوظًا، خصوصًا مع بداية مسيرتي في صناعة المحتوى، وأن المجتمع بدأ يعرفني. مع مرور الوقت أصبح حضوري لهذه الأماكن مهمًا جدًا لتطوير مهاراتي، توسيع خبرتي، والاستفادة من التجارب المتنوعة في المجال.
س. برأيك ما هي المهارة الجوهرية التي لا غنى لطالب الإنتاج المرئي عن امتلاكها اليوم للانطلاق بقوة في هذا المجال؟
أرى أن المهارات الجوهرية هي مهارة التواصل الاجتماعي، والقدرة على الملاحظة وفهم التفاصيل الدقيقة في الحياة والقصص الإنسانية، إضافة إلى مهارات التخطيط والتنظيم. هذه المهارات تمكن الطالب من تحويل الأفكار إلى محتوى بصري مؤثر وواقعي، وتمنحه القدرة على الانطلاق بقوة في هذا المجال سريع التغير.
س. أين ترين نفسك خلال ثلاث سنوات؟ وما الطموح الذي لم تصرّحي به لأحد حتى الآن؟
أرى نفسي خلال ثلاث سنوات نور أزهر، صانعة محتوى هادف تمتلك جمهورها الخاص الذي استهدفته منذ البداية، وتواصل تقديم محتوى يلامس ويؤثر في المتابعين. كما أتطلع أن أصبح إعلامية كبيرة ذات حضور رسمي، وأن أحقق حلمي بالعمل كمذيعة، مع الاستمرار في تطوير خبرتي وبناء شبكة علاقات قوية في المجال الإعلامي والإبداعي.
نور ياسر أزهر تترك بصمتها بوضوح في كل مشروع تعمل عليه، خبرتها تتطور يومًا بعد يوم، ومحتواها أصبح كتابًا سحريًا لكل طالب يتابع أعمالها. هي ليست مجرد صانعة محتوى، بل صوت بصري جديد يحقق حضورًا ملموسًا ويؤثر بكل من يشاهده، بخطوات ثابتة وطموح واضح نحو تقديم أعمال تصل إلى القلب قبل العين .
