شهدت أسعار تذاكر عدد من مباريات كأس العالم 2026، قفزة غير مسبوقة، خاصة تلك التي تضم البرتغال والأرجنتين، بعد أن تجاوزت الزيادة فيها حاجز الـ 300%.
منذ إعلان الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا “، موعد لقاء البرتغال وكولومبيا على أرضية ملعب “هارد روك” في ميامي، حتى ارتفعت ثمن التذكرة الخاصة بالمواجهة، في المنصات الثانوية إلى أكثر من 2000 دولار أمريكي، لتتحول هذه المباراة سريعًا إلى رابع أغلى لقاءات المونديال، بعد نهائي كأس العالم ومواجهتي نصفي النهائي.
من جانبها، شهدت مواجهة البرازيل وإسكتلندا في “ميامي غاردنز” ثاني أكبر قفزة في أسعار تذاكر مباريات المونديال، كما ارتبطت 3 من أعلى الزيادات التالية بلقاءات المنتخب الأرجنتيني في دور المجموعات، وتحديدًا أمام الجزائر في ملعب “آروهايد” في كانساس سيتي، ثم النمسا والأردن في ملعب “AT&T” في أرلينغتون بتكساس.
وقبل حفل القرعة، كان الحد الأدنى لدخول المباريات يفوق 200 دولار أمريكي بقليل، إلا أن الارتفاع المفاجئ في أسعار التذاكر، بعد الكشف عن المواجهات أثار مخاوف واسعة تتعلق باستحالة حضور المشجع العادي لمثل هذه اللقاءات.
هذا التصاعد غير الطبيعي دفع الاتحاد الدولي “فيفا “، واللجان المنظمة في المدن المختلفة إلى دق ناقوس الخطر، مؤكدين أن الأزمة لا تتعلق بأسعار البيع الرسمية بل بالمضاربين الذين قاموا بشراء التذاكر في المراحل المبكرة، أو عبر الأسواق الثانوية، ومن ثم رفع قيمتها بشكل مبالغ فيه بعد الكشف عن هوية المتنافسين.
تقارير الاتحاد الدولي “فيفا” الأخيرة، تُشير إلى بيع ما يقرب من مليوني تذكرة حتى الآن لمشجعين ينتمون إلى أكثر من 200 دولة حول العالم، ومن المنتظر أن تُفتح المرحلة الثالثة من عملية البيع المعتمدة، يوم الخميس 11 ديسمبر، على أن تستمر حتى السبت الموافق 13 ديسمبر عبر موقع “FIFA.com/tickets”، في واحدة من آخر الفرص المتاحة للراغبين في الحصول على “تذكرة الحلم” قبل انتقال أغلب المعروض من هذه التذاكر، إلى منصات إعادة البيع المعتمدة التي يقتطع منها الإتحاد الدولي ما يقارب 30% من أرباح كل إعادة بيع، الأمر الذي أثار موجة واسعة من الانتقادات.
وخلال مؤتمر صحفي بملعب “AT&T” دعا آندي سويفت، الأمين العام لمجلس إدارة لجنة تنظيم كأس العالم في شمال تكساس، المشجعين إلى توخي الحذر عند شراء التذاكر من خارج الموقع الرسمي للفيفا، مشددا على ضرورة الإسراع وعدم انتظار المراحل الأخيرة التي قد تشهد ارتفاعات صادمة في الأسعار.
ومع تزايد الطلب، تصدرت أسواق إعادة البيع في الولايات المتحدة وكندا وبعض الدول الأخرى قائمة الأكثر نشاطا عالميا، فيما يعيش الكثير من المشجعين هاجس فوات فرصة شراء التذاكر المونديالية، خاصة أولئك الذين يفضلون الانتظار حتى اللحظات الأخيرة، ما قد يكلفهم مبالغ أكبر بكثير، إذا ما رغبوا في متابعة منتخباتهم الوطنية عن قرب.
وفي السياق ذاته، وجهت مجموعة مشجعي كرة القدم في أوروبا، رسالة حادة إلى هايمو شيرجي الرئيس التنفيذي لعمليات الفيفا، منتقدة تحول الاتحاد الدولي إلى وسيط تجاري يُعيد طرح التذاكر لتحقيق أرباح إضافية، حيث أكدت المجموعة في بيانها أن كأس العالم لا يندرج ضمن السلع التجارية العادية، بل حدثا ثقافيا عالميا يقوم على شغف وولاء وانخراط حقيقي.
وبين المبادئ المثالية وطغيان منطق السوق يجد المشجع نفسه تائها في زمن كرة القدم الحديثة، حيث يتقدم السعي إلى الربح على حساب الشغف، فيما تفقد الرياضة شيئا من أخلاقها أمام سطوة المال في العصر الحديث.
