زبيدة حمادنة
ستعدّ فرع الشرق الأوسط لمنظمة المرأة في الطيران (WIA)، أكبر مؤسسة غير ربحية في قطاعي الطيران والفضاء على مستوى العالم، لعقد جمعيته العامة ضمن فعاليات النسخة الرابعة من منتدى المطارات العالمي (GAF) في الرياض يوم 16 ديسمبر.
ويأتي هذا الحدث المنتظَر في وقت تشهد فيه المملكة نمواً متسارعاً في مشاركة المرأة داخل قطاع الطيران. ويستضيفه مركز الرياض الدولي للمؤتمرات والمعارض (RICEC)، برعاية ذهبية من شركة “ريد سي إنترناشونال”، وبشراكة تسويقية من “طيران الخليج”. وتشمل قائمة شركاء الطيران: طيران الرياض، والخطوط الجوية التركية، وفلاي أديل، إلى جانب الشركاء الداعمين: بوينغ، وشركة Alwayse Engineering Solutions، ومجموعة Nth Consulting للاستشارات، ومبادرة النهوض بالمرأة Elevate (Her).
ومن المتوقع أن يشارك أكثر من 500 مندوب في الجمعية العامة لمنظمة المرأة في الطيران، حيث ترسل جهات أكاديمية ومؤسسات تدريبية رائدة عدداً كبيراً من الوافدين، من بينهم: جامعة الأمير سلطان، وأكاديمية أكسفورد للطيران، والأكاديمية الوطنية للطيران، وجامعة الأميرة نورة، وجامعة الملك سعود، وجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، بالإضافة إلى شركة DAA International، ومجموعة الخطوط السعودية.
وقالت داكشا باتيل، مديرة الفعاليات في شركة Niche Ideas — الجهة المنظمة لمنتدى المطارات العالمي GAF — إنّه: “بات من الضروري البحث عن سُبل عملية لتعزيز حضور الكفاءات النسائية الموهوبة والمؤهَّلة داخل المطارات وفي مختلف مجالات صناعة الطيران. ففي منطقة الشرق الأوسط لا تزال نسبة مشاركة الطيّارات ومراقبي الحركة الجوية والفنيات في أعمال الصيانة متدنّية بشكلٍ لافت، غير أنّ الجهات المختصة والشركاء الإقليميين يعملون على إطلاق مبادرات واسعة لمعالجة هذا الوضع وتحقيق تقدّم ملموس.”
وعلى مدى العقد الماضي، شهدت المملكة — بصفتها أكبر دول شبه الجزيرة العربية — تحوّلاً اجتماعياً متسارعاً في النظرة إلى عمل المرأة في الوظائف التي تتطلب التعامل المباشر مع الجمهور، ولا سيما داخل المطارات. ولم يمضِ وقت طويل منذ عام 2018، حين جرى اختيار خمس طيّارات سعوديات للعمل في “الخطوط السعودية”، وهي شركة الطيران الوطنية، وبدأت أبواب مدارس تدريب الطيران تُفتَح أمام النساء الراغبات في الالتحاق بها.
واليوم تتولّى النساء أكثر من 17% من المناصب القيادية عبر المطارات وشركات الطيران والخدمات الأرضية، في مؤشر واضح على حجم التقدّم الذي يتحقق. ومن أبرز النماذج الداعمة لهذا التطوّر إطلاق طيران الرياض أول برنامج هندسي مخصَّص للنساء، بهدف تعزيز حضورهن المهني، وبما يتماشى مع مستهدفات رؤية المملكة 2030.
وأكّدت ميرفت سلطان، رئيسة ومؤسِّسة فرع “المرأة في الطيران” بمنطقة الشرق الأوسط، والمؤسِّسة الشريكة لشركتَي Ramjet وFltCtrl Ltd، قائلة: “نواصل تركيزنا على تعزيز حضور النساء المتخصصات داخل قطاع الطيران. ومع سعي المملكة إلى جعل الطيران أحد المحرّكات الرئيسة لنموّها الاقتصادي المتسارع، فإنّ على شركاء القطاع التعاون لدعم تنوّع فعّال وشامل. وهناك جهات عديدة تعمل بلا كلل لرفع نسبة مشاركة المرأة في مجالات الطيران، ونحن نحتفي بهذه الجهود وندعم استمرارها.”
وسيتحدّث في ملتقى “المرأة في الطيران” بعد مراسم الافتتاح الرسمية كلٌّ من أندرو سميث، الرئيس التنفيذي لمطار ريد سي إنترناشونال، والمهندس وهاج حامد مطاوع، رئيس الأكاديمية السعودية للطيران المدني. يعقب ذلك تقديم جوائز WIA عبر عشر فئات، والتي تشمل: مبادرة التمكين المستدام للمرأة، والتمكين العالمي للمرأة، ورائدة الطيران النسائي، والتمكين النسائي الريادي، وجائزة القيادة في تمكين المرأة، والتميز في تمكين المرأة، وأفضل دعم لمراكز التدريب، وجائزة بطلة تمكين المرأة في قطاع الطيران. كما سيتم الإعلان عن عدد من المنح الدراسية خلال الفعالية.
وستقدّم سارة الفايز، مديرة التخطيط الاستراتيجي والاستخبارات في شركة مطارات القابضة — المكلَّفة بالإشراف على المطارات المدنية السبعة والعشرين في المملكة — كلمة رئيسية تتناول فيها دور النساء في تشكيل مستقبل قطاع الطيران السعودي، و”أثر القيادات النسائية في صناعة الطيران ضمن مستهدفات رؤية 2030.”
ويعقب ذلك جلسة نقاشية بعنوان: “الطيران الذكي: نساء يمهّدن للإقلاع الرقمي”، حيث يتناول المتحدثون كيف تُعيد التقنيات الرقمية رسم ملامح صناعة الطيران، وكيف تقود المرأة هذا التحوّل عبر الابتكار، ودفع مستقبل المطارات الذكية والعمليات المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، وتقنيات الجيل الجديد في عالم الطيران.
وستُدير الجلسة الدكتورة ومهندسة الطيران سعاد الشامسي، عضو مجلس إدارة فرع “المرأة في الطيران” لمنطقة الشرق الأوسط. ويشارك في الحوار كلٌّ من: أمل هجلس، مديرة الاستراتيجية الرقمية في شركة مطارات القابضة، وبثينة الغنيم، مهندسة صلاحية الطائرات في طيران الخليج، والمهندسة رنا الجوّيِز، المديرة التنفيذية في السعودية للشحن، وروان الجهني، رئيسة التحوّل الرقمي والبيانات والاستخبارات التجارية في فلاي أديل، وسواتي أونيكريشنان، رئيس قسم الاستشارات — في الشرق الأوسط وأفريقيا وتركيا — في شركة SITA، وملاك الزهراني، قائدة تطبيقات الأعمال في شركة مطارات جدّة JedCO.
وستقدّم الكابتن المصرية نيفين محمود درويش كلمة رئيسية خلال الفعالية، بصفتها أوّل طيّارة عربية تتولّى قيادة طائرة إيرباص A380 في يوليو 2017، أكبر طائرة ركّاب في العالم وأثقلها، والوحيدة ذات الطابقين الكاملين، ضمن أسطول طيران الإمارات. وعن مشاركتها، قالت الكابتن نيفين: “يشرفني أن أُلقي كلمتي في المنتدى العالمي للمطارات والجمعية العامة لـلمرأة في الطيران في الرياض، وأن أكون بين روّاد هذه الصناعة وجيل الحالمين القادم. وبعد 35 عاماً في عالم الطيران، آمل أن أسلّط الضوء على الدور المحوري الذي تؤديه النساء في رسم مستقبل القطاع، وأن أُلهم الأجيال القادمة لتوسيع طموحاتها؛ فليس هناك حلم بعيد المنال.”
وفي الجلسة التالية بعنوان «بناء قوة عاملة شاملة ومتنوّعة»، سيناقش المتحدثون المشهد المتغيّر للممارسات التي تدعم شمولية بيئة العمل بقطاع الطيران، وكيف تسهم الشركات وصنّاع السياسات والقادة في تعزيز مبادرات التنوع. وستسلّط الجلسة الضوء على السبل التي تمكّن المؤسسات من توفير بيئة مزدهرة للنساء والفئات الأقل تمثيلاً، من استراتيجيات الاستقطاب إلى برامج الإرشاد وسياسات العمل.
ستدير الجلسة راتشيل أكيلي، المستشارة الاستراتيجية لرأس المال البشري في شركة DAA International، وهي مجموعة عالمية تعمل في إدارة المطارات وقطاع تجارة التجزئة للسفر، وتتخذ من أيرلندا مقراً لها، وتمارس نشاطها في 15 دولة.
ويشارك في الجلسة كلٌّ من: هبة أبو زنادة، مديرة إدارة المواهب في شركة مطارات جدّة (JEDCO) — والتي تتولى تشغيل مطار الملك عبدالعزيزالدولي، أحد أفضل مئة مطار في العالم — وناتالي ج. ساليناس، المؤسِّسة والرئيسة التنفيذية لمجموعة Nth Consulting Group، والدكتورة هبة بكر خشيم، نائبة رئيس جامعة الأمير سلطان لشؤون الحياة الطلابية، والدكتورة مودي الخَلَف، مديرة تطوير المواهب في طيران الرياض، وأبيو دي مايوك، رئيسة قسم المطارات والمساعدات الأرضية في هيئة الطيران المدني بجنوب السودان.
ستتناول الجلسة النقاشية بعنوان «استشراف مستقبل الطيران المستدام» كيفية عمل شركات الطيران والمطارات والمتخصصين في هذا القطاع على دفع الجهود الرامية إلى جعل الأجواء أكثر نظافة وكفاءة وصداقة للبيئة.
وستسلّط الجلسة الضوء على إسهامات القائدات والمهندسات وخبيرات الاستدامة اللواتي يُعدن رسم ملامح مستقبل الطيران عبر مبادرات محورية في خفض الانبعاثات وتطوير تشغيل مطارات أكثر صداقة للبيئة. ويدير الجلسة سهيل علي، نائب الرئيس الأول للعمليات في شركة Aerospace Engineering Solutions (AES Global)، وهي من الشركات العالمية الرائدة في معدات الدعم الأرضي. وقد علّق قائلًا: «أتطلّع إلى إبراز الدور المذهل الذي تؤديه النساء في بناء مستقبل طيران أكثر استدامة. فهذه المحادثة لا تتعلق بتمثيل مختلف الفئات فقط، بل بالتحوّل الحقيقي».
يضمّ المتحدثون في هذه الجلسة كلاً من الدكتور عماد الحربي، مدير إزالة الكربون في قطاع النقل بشركة SWD Futures، وهي شركة استشارية عالمية متخصصة في استراتيجيات التحوّل المستدام، ومريم تلمساني، نائبة رئيس الاستدامة في مجموعة الخطوط السعودية، الكيان الجوي الوطني الذي يضم “السعودية” وشركة الطيران الاقتصادي “فلاي أديل”. كما يشارك في الجلسة كلٌّ من أماني العنزي، الزميلة التقنية المشاركة في “بوينغ”، وسارة سبت، مديرة إدارة المخاطر والاستدامة في مجموعة “طيران الخليج”، ولمى السريحي، أخصائية البيئة في مطار البحر الأحمر الدولي.
وستقدّم سمية خواجي، مديرة كفاءة العمليات وتوحيد المعايير في شركة كاتريون (CATRION) – إحدى الشركات السعودية الرائدة في خدمات التموين التابعة لـ“الخطوط السعودية” – كلمة رئيسية بعنوان “نحو تجربة سفر أفضل: من كفاءة التشغيل إلى ابتكار يعتني بالمسافر في المقام الأول.”
كما ستُعقد جلسة خاصة بعنوان «من الفصول الدراسية إلى قمرة القيادة: أصوات شابة ترسم ملامح مستقبل الطيران»، تُسلّط الضوء على جيلٍ صاعد من قادة الطيران في الشرق الأوسط وإفريقيا ممن بدأوا بالفعل في ترك بصمتهم. وسيشارك هؤلاء الشباب رحلاتهم، وتحدياتهم، ورؤيتهم لمستقبل الطيران في المنطقة. من التفوّق الأكاديمي والبحوث المبتكرة، إلى الأفكار الجريئة حول الاستدامة والتكنولوجيا والشمول.
وستدير الجلسة نورة المهيزع من المجلس الاستشاري لجيل الفضاء (SGAC)، وهي منظمة غير حكومية وشبكة مهنية تعمل على إيصال رؤى المتخصصين الشباب في قطاع الفضاء إلى الأمم المتحدة، وصناعة الفضاء، والوكالات الفضائية، والجامعات. ويمثل المجلس أكثر من 15 ألف عضو من أكثر من 150 دولة حول العالم، ويتمتع بصفة مراقب دائم في لجنة الأمم المتحدة للاستخدام السلمي للفضاء الخارجي.
ويضمّ المتحدثون في هذه الجلسة كلاً من إيثار اليعقوب، أخصائية السلامة والجودة ومهندسة الطيران في الخطوط السعودية، وميدلينا آمل، وهي طيّار تجاري، وعبير دالي، طالبة طيران، ونورة القحطاني، مسؤولة تخطيط عمليات المطارات في مطارات الرياض، ولمى العنزي، مهندسة طيران وفضاء في الهيئة العامة للصناعات العسكرية (GAMI).
ستتناول الجلسة النقاشية بعنوان «مسارات مهنية في الطيران: أبعد من قمرة القيادة» الفرص البديلة المتاحة في هذا القطاع، مسلّطةً الضوء على مجالات مثل إدارة شركات الطيران، وتشغيل المطارات، والهندسة الجوية، ومراقبة الحركة الجوية، والاستدامة، وتقنيات الطيران الناشئة.
وسيتولى إدارة الجلسة الكابتن الحارث بن سما، مدرّب الطيران في أكاديمية إنتركونتيننتال للطيران. أما المتحدثون الذين تم تأكيد مشاركتهم فيشملون: ليانا كوين، مديرة في شركة Coyne Airways؛ والدكتورة صوفيا ماتيو، أستاذة مشاركة في إدارة الطيران بجامعة الأمير سلطان؛ ومارفي بلال، نائبة المدير التجاري في هيئة مطارات باكستان؛ وعهود الفتّا، خبيرة التسويق والشراكات الاستراتيجية في أكاديمية السعودية؛ ونوف عبد الكريم، مدير أول لتخطيط التعاقب الوظيفي وتطوير القيادات في مطارات الرياض؛ وباسم شويش، رئيس التدريب على خدمات الملاحة الجوية واختبارات الكفاءة اللغوية في الأكاديمية السعودية للطيران المدني (SACA)؛ وهزار حفيظ، رئيسة قسم التسويق وتجربة العملاء في فلاي أديل.
يمضي حضور المرأة في قطاع الطيران بخطوات متدرجة في منطقة الشرق الأوسط، ما يستدعي مزيداً من النقاش والتعاون للاتفاق على أفضل السُبل لتمكين الكفاءات النسائية الموهوبة وتعزيز مشاركتهنّ عبر مختلف جهات الطيران المدني. ولا يزال تمثيل الطيّارات ومراقبات الحركة الجوية وفنيات الصيانة منخفضاً بشكل لافت، وفقاً لتقرير الاتحاد الدولي للنقل الجوي حول الجندر في الطيران.
ولا يزال تحقيق المساواة الكاملة في قطاع الطيران دون الطموحات المرجوة. وقد أصبح برنامج الاتحاد الدولي للنقل الجوي 25by2025 مثالاً رائداً على التزام صناعة الطيران باتخاذ خطوات عملية لزيادة حضور المرأة في المناصب القيادية، إذ يهدف إلى رفع نسبة تمثيل النساء في هذا القطاع بنسبة 25% بنهاية عام 2025. وتتصدر الهند دول العالم في التنوع بين الجنسين في الطيران، حيث تمثّل النساء 14% من طيّاري شركات الطيران.
وأشار مركز CAPA لدراسات الطيران إلى أن: «المساواة بين الجنسين في مهنة الطيران ما تزال أمامها رحلة طويلة وشاقة. فزيادة عدد الطيّارات من شأنه أن يخفّف من النقص العالمي في أعداد الطيارين، ويضيف منظوراً أكثر تنوّعاً في أحد أهم المكوّنات البشرية لقطاع الطيران. وتقدّر نسبة الطيّارات على مستوى العالم بين 4% و6% فقط. أمّا المساواة داخل قمرة القيادة – التي تُعد من أعلى المهن أجراً ومكانةً في القطاع – فما تزال متدنية للغاية مقارنة بمجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات». وأضاف التقرير أن شركات الطيران تضمّ نساءً بنسبة 42% من إجمالي القوى العاملة لديها، فيما يؤكد استطلاع للمنظمة الدولية للطيران المدني أن مشاركة النساء في وظائف الطيران ومراقبة الحركة الجوية وفنيات الصيانة شهدت ارتفاعاً عاماً على مستوى العالم.
