متحف التاريخ الطبيعي أبوظبي يحقق إنجازات رائدة في مجالات الأبحاث والاكتشافات العلمية

رشاد اسكندراني

إنجازات واكتشافات متحف التاريخ الطبيعي أبوظبي

  1. 1. اكتشافات رائدة في علم الأحياء القديمة وتقنيات الطيران الحديثة
    كشف متحف التاريخ الطبيعي أبوظبي، بالتعاون مع جامعة مانشستر، عن بُنى مجهرية ثلاثية الأبعاد داخل عظام التيروصورات من العصر الجوراسي—وهو اختراق هندسي قد يُسهم في ابتكار مواد أخفّ وأقوى وأكثر كفاءة في استهلاك الوقود في عالم الطيران الحديث. نُشرت نتائج هذا البحث في مجلة Scientific Reports التابعة لـمجلة Nature، ما يعزّز مكانة المتحف كمؤسسة عالمية رائدة تربط بين التاريخ الطبيعي والتقنيات المتقدمة في علوم الطيران. وقد قاد هذا البحث البروفيسور د. فيليب مانينغ، نائب مدير البحث العلمي في متحف التاريخ الطبيعي أبوظبي.
  2. 2. مساهمة بارزة في علوم الكواكب والدفاع الكوكبي
    أسهم الدكتور لودوفيك فيريير، أمين متحف، في متحف التاريخ الطبيعي أبوظبي، بدور محوري في الجهود الدولية لاستعادة وتحليل شظايا الكويكب 2023 CX1، ومن ضمنها نيزك سان بيير-لو-فيجيه. وبصفته أحد المشاركين في تأليف الدراسة المنشورة في Nature Astronomy حول أول أثر لكويكب تتم متابعته بالكامل قبل دخوله الغلاف الجوي، يُجسّد عمله ريادة المتحف في أبحاث الدفاع الكوكبي والتعاون العلمي العالمي.

الشراكات العلمية:

يعزّز متحف التاريخ الطبيعي أبوظبي شبكة قوية من الشراكات المحلية والعالمية لدعم الأبحاث المتقدمة والابتكار. فمن خلال التعاون مع مؤسسات رائدة حول العالم، يساهم المتحف في تطوير المعرفة العلمية وترسيخ ثقافة بحثية مزدهرة تقوم على الاكتشاف والتبادل المعرفي.

مختبرات متحف التاريخ الطبيعي أبوظبي

  1. مختبر الحفريات.

يتيح مختبر الحفريات للزوّار فرصة مشاهدة عمليات تجهيز الأحافير الحقيقية والاطّلاع على جانب من أبحاث المتحف. يعمل علماء المتحف على عينات أصلية، ويعرضون أساليب تنظيف الأحافير ودراستها وحفظها.

ويمكن للزوّار التفاعل مباشرة مع علماء الحفريات، توجيه الأسئلة لهم، وحتى التعامل مع بعض المواد الأحفورية المخصّصة للتجربة.

يمثّل المختبر مساحة تعليمية تربط الجمهور بأحدث الأبحاث والتقنيات في علم الحفريات.

  1. 2. مختبر علوم الحياة

يستكشف العلماء في مختبر علوم الحياة التنوع الحيوي الواسع لكوكب الأرض من خلال دراسة مجموعات علمية متخصصة. تُجمع أنواع مختلفة من العينات بهدف البحث في تكيف الكائنات وسلوكها وعلاقاتها البيئية.

ويعمل العلماء بشكل مستمر على تطوير تقنيات جديدة وأساليب تدخل تسهم في حماية التنوع الحيوي العالمي والحفاظ عليه، مما يجعل المختبر مركزاً للبحث والتوعية بالاستدامة البيئية.

التصميم والاستدامة

يمتد متحف التاريخ الطبيعي أبوظبي على مساحة تتجاوز 35 ألف متر مربع، وقد صمّمته شركة ميكانو المعمارية العالمية ليجسّد تكوينات الصخور الطبيعية، في انعكاس مباشر لرسالة المتحف في تعزيز فهم الزوّار للعالم الطبيعي والارتباط به.
يظهر النسق الهندسي كعنصر رئيسي في التصميم، حيث تتكرّر الأشكال الخماسية المستوحاة من البُنى الخلوية في الطبيعة. كما يحتلّ الماء والنباتات دوراً محورياً في التكوين المعماري، بوصفهما رمزَيْن أساسيَّيْن للحياة في البيئة الصحراوية.

وإلى جانب قاعات العرض الدائمة، يضمّ المتحف مساحات مخصّصة للمعارض المؤقتة والفعاليات الخاصة، إضافة إلى مرافق مسرحية مصمّمة للاستخدامات الثقافية والتعليمية. وقد بدأت بالفعل أعمال التمكين والإنشاءات البحرية في موقع بناء المتحف، إيذاناً بانطلاق المرحلة الأولى من تطوير هذا المعلم الثقافي والعلمي البارز.

 

  1. ما الفلسفة أو الإلهام الأساسي وراء مفهوم تصميم متحف التاريخ الطبيعي أبوظبي؟

استندت رؤية التصميم إلى ذكرى شخصية عميقة عاشها المعماري نونـو فونتارّا في طفولته، عندما كان يستكشف الصخور المدّية في بورتو بالبرتغال. كان كلّ صعود ونزول فوق هذه الصخور يكشف عالماً صغيراً جديداً بين الحجر والماء، ويُشعل لديه حسّ الفضول والاكتشاف. تلك اللحظات الأولى شكّلت فهمه لكيفية تفاعل الإنسان مع الطبيعة بوصفها مساحة للكشف والمغامرة.

ترجمت شركة ميكانو هذه الذاكرة إلى سياق أبوظبي، مستلهمة روح الوادي، ليس فقط كقناة مائية موسمية، بل كبنية طبيعية ترسم الحركة والحياة والاتجاه في الصحراء. فجاء المتحف كتكوين صخري ممتدّ على امتداد “وادٍ عمراني”، يقف على العتبة بين اليابسة والبحر. يتجذّر المبنى في رمال الصحراء، وينفتح في الوقت نفسه على الخليج، ليقود الزائرين عبر فضاءات تتغيّر إيقاعياً كما يتغيّر المدّ والجزر، وتستحضر في تشكيلاتها تضاريس الوادي المنحوتة عبر الزمن.

بالنسبة لـ ميكانو، لا يُنظر إلى المبنى ككتلة معمارية موضوعة فوق الأرض، بل كجزء منها: مسكنٌ منسوج في النسيج الطبيعي، يكشف استمرارية الصحراء والصخور والوادي والبحر كمنظومة واحدة تنتمي إليها تجربة الاكتشاف.

2. ما أبرز العناصر المعمارية التي تُميّز متحف التاريخ الطبيعي أبوظبي؟

أبرز ما يميّز المتحف معمارياً هو نظام الحدائق المعلّقة، الذي يحوّل المبنى إلى مشهد طبيعي حيّ يمتزج فيه العمران بالمساحات العامة والعناصر البيئية. تشكّل هذه الحدائق طبقات خضراء تتدرّج على الواجهات والبُنى، لتجعل من المتحف كياناً نابضاً يرتبط بالبيئة المحيطة بدلاً من أن يكون منفصلاً عنها.

3. كيف يعزّز التصميم تجربة الزائر داخل المتحف؟

تُحوّل الحدائق المعلّقة المتحف إلى مساحة متغيّرة ومتفاعلة، حيث يصبح المبنى جزءاً من البيئة الطبيعية، وتصبح الطبيعة جزءاً من مسارات الحركة في المبنى. يخلق هذا الاندماج تجربة غامرة للزوّار، تجعل كل خطوة بمثابة رحلة استكشاف، وتمنح كل شخص دور “العالِم” الذي يكتشف طبقات جديدة من القصة التي يرويها المكان.

4. كيف ساهمت آراء المجتمع والثقافة المحلية في تشكيل التصميم النهائي؟

استلهم التصميم النهائي روح الوادي العمراني، الذي يشجّع على الحركة والاكتشاف، ويعكس في الوقت نفسه أنماط الحياة في أبوظبي. صمّمت ميكانو مسارين رئيسيين للحركة يسمحان للجمهور بالتنقّل بحرية بين كتل المبنى المختلفة واستكشاف الواجهة البحرية. وبفضل وفرة المساحات العامة التي يوفّرها المبنى، تحوّل المتحف إلى نقطة التقاء مجتمعية حقيقية. وعند الغروب، يتيح المكان للزائرين الاستمتاع بجولات هادئة، في تجربة تنسجم مع العادات والسلوكيات المحلية، وتخلق فضاءً يشعر فيه الناس بالألفة والارتباط.

5. كيف يستوعب التصميم احتياجات النمو المستقبلي أو التغيّرات أو التطورات التقنية؟

يعتمد المبنى على نهج معياري (Modular) يسمح له بالتطوّر مع مرور الوقت، تماماً  كالبُنى الخلوية التي ينمو منها الإلهام المعماري. يتيح هذا النهج إضافة مساحات جديدة أو تطوير وظائف داخلية بسهولة، بما يستوعب المتطلبات المستقبلية والتقنيات المتقدّمة دون الإخلال بالهوية الأصلية للمبنى.

6. هل يضمّ المتحف أنظمة خاصة للتحكّم في جودة الهواء الداخلي، خصوصاً لحماية العينات والمقتنيات؟

نعم، يشتمل المتحف على أنظمة متقدّمة للتحكّم في المناخ وجودة الهواء، لضمان حماية الزوّار والمجموعات العلمية على حدّ سواء. تعمل هذه الأنظمة على ضبط درجات الحرارة والرطوبة ونِسب الجسيمات الدقيقة، بما يؤمّن بيئة مثالية لحفظ العينات على المدى الطويل.

زر الذهاب إلى الأعلى