عبدالعزيز الحسون.. شاعر الفصحى وصوت الفخامة الذي جمع بين عالم الأعمال وجمال اللغة

عبدالله آل عسوج

في زمنٍ تتسارع فيه الخطى وتزداد فيه ضوضاء الحياة، يبرز عبدالعزيز بن عثمان الحسون كأحد رجال الأعمال البارزين في المملكة العربية السعودية، وشخصية ملهمة تجمع بين الفكر، والذوق، وحب اللغة العربية الفصحى.
فهو ليس فقط رجل أعمال ناجح، بل شاعر فصيح وعامي، يمتلك حضورًا صوتيًا آسرًا وصوتًا ذا فخامة ونغمة مختلفة تأسر السامعين، تجمع بين الوقار والإحساس والصدق في الإلقاء.
منذ طفولته، كانت اللغة العربية جزءًا لا يتجزأ من شخصيته، فقد بدأ يحفظ الشعر منذ أن كان في المرحلة الابتدائية، وكان شغفه بالقصيدة واضحًا حتى كتب أولى قصائده في تلك المرحلة ليُلقيها على مسامع أسرته دون خوف أو تردد، رغبةً في معرفة مدى تقبلهم له كشاعر ناشئ في العائلة.
ومنذ ذلك الوقت، أصبح شاعر الأسرة وصوتها المحب للشعر، المتمكن من أدواته، والحافظ لأشعار كبار الشعراء من مختلف العصور، من الجاهلية إلى العصر الإسلامي.
يمتلك الحسون خزينة معرفية ضخمة في الأدب والشعر، ويحفظ أكثر من خمسة آلاف بيت شعر من المعلقات وغيرها، ويستحضرها بإلقاء مميز وأداء يجمع بين القوة والعمق والهدوء.
ويقول المقربون منه إن صوته يحمل “هيبة الحضور”، وإن نبرته تترك أثرًا لا يُنسى، سواء في إلقاء الشعر أو في الحديث العادي، لما يتميز به من نغمة مختلفة وإحساس عالٍ بالكلمة.
وفي عمر الرابعة عشرة، كتب الحسون إحدى قصائده المشهورة التي ما زال يرددها إلى اليوم، بعنوان:

اذكر ليالي العشق كانت من أعوام …
واذكر هواك وليتني ما هويتك
ما كان ظني تنتهي ذيك الأحلام …
ماضي هواك وليتني ما طريتك

قصيدة كانت بداية لمسيرة شاعر متمكن، جمع بين صدق الإحساس وجمال المفردة ورقة المعنى، وأثبت أن الشعر لا يولد من فراغ، بل من روحٍ تعرف قيمة الكلمة وتدرك أثرها.
ويؤمن عبدالعزيز الحسون أن الصوت والإلقاء رسالة إنسانية وجمالية، وأن الشعر بالفصحى والعامية هو أحد أعمدة الثقافة العربية الأصيلة.
ويرى أن الإلقاء ليس مجرد نطقٍ للكلمات، بل هو فنٌّ يحتاج إلى روح، وإحساس، وتوقيت، ونغمة تُلامس القلب قبل الأذن.
ويواصل الحسون اليوم مسيرته في الجمع بين عالم الأعمال وعالم الكلمة، بين الفكر والوجدان، ليؤكد أن النجاح لا يكتمل إلا حين يكون الإنسان صادقًا مع ذاته، مخلصًا لشغفه، متذوقًا للجمال في كل تفاصيل الحياة.
وقد وجّه الحسون شكره العميق لوالديه اللذين قدّما له كل الدعم والتحفيز منذ الصغر، ووفّرا له الكتب والمكتبات الشعرية والتاريخية التي غذّت فكره وموهبته، وشجعاه ليكون منبرًا لأسرته ولكل من عرفه، بصوته وأدبه وشعره.
ولم تتوقف موهبته عند الكلمة فقط، بل امتدت إلى عشق الخيل والفروسية، إذ كان فارسًا منذ أن كان في السادسة من عمره، يمارس ركوب الخيل بشغفٍ وثقة، ليجمع بين قوة الفارس ورهافة الشاعر، بين نبض القصيدة وصهيل الأصالة.
يقول عبدالعزيز الحسون:
“الشعر لا يُكتب بالحبر، بل يُكتب بالروح، ومن أراد أن يُلامس القلوب فعليه أن يتحدث بصدقها قبل أن ينطق باسمها.

زر الذهاب إلى الأعلى