الرياض _ روزان المطيري
في المشهد الإعلامي السعودي، تقف سهى الوعل كإحدى أبرز الأصوات النسائية التي جمعت بين الإعلام والثقافة والفن برؤية عميقة وإحساس مهني رفيع. عرفها الجمهور كمذيعة تمتلك حضورًا لافتًا وصوتًا مؤثرًا، غير أن بدايتها لم تكن أمام الميكروفون فحسب، بل خلف الكلمة أيضًا، ككاتبة صحفية شابة تؤمن بقوة الفن، وتؤمن أكثر بأن السينما السعودية حلمٌ قابل للتحقق.
واليوم، تعود سهى الوعل لتوثّق تلك البدايات من خلال كتابها الجديد «كلمتين ونص»، الذي يجمع مقالاتها القديمة حول الرؤية السينمائية السعودية، لتقدّم عبره تجربة فكرية توثق مسارًا بدأ بالحلم وانتهى بالواقع. فبين سطور تلك المقالات نقرأ ملامح شغفها المبكر بالسينما، ونلمس كيف تحققت كثير من أحلامها اليوم على أرض المملكة ضمن رؤية السعودية 2030.
جاءت فكرة الكتاب من نقاش بسيط جمع سهى مع الأستاذ الكبير خالد ربيع، الذي طرح فكرة أن على كل من عمل واجتهد أن يُؤرشف ما أنجزه حتى لا يضيع أثره مع مرور الزمن. ومن هذا الحوار وُلدت فكرة الأرشفة، لتتولى بعدها مبادرة الأرشفة السعودية جمع مقالاتها الصحفية ضمن مبادرة السينماء، وتحويلها إلى كتاب يوثّق مرحلة مهمة من تطور الوعي السينمائي المحلي.
الكتاب الذي كتب مقدمته الناقد الأستاذ كمال الشناوي، لا يوثق فقط مسيرة كاتبة، بل يرصد تطور فكرٍ وإيمانٍ مبكرٍ بقدرة السينما على أن تكون لغة وطنٍ وثقافة مجتمع. إنه جسرٌ بين زمنين: زمن كانت فيه المقالة حلمًا، وزمن أصبحت فيه السينما واقعًا سعوديًا مزدهرًا.
وتقول سهى الوعل عن كتابها:
“حينما كنت أكتب تلك المقالات، كنت أكتبها وأنا شابة طامحة، وفي قلبي طموح كبير وأحلام كثيرة… منها ما تحقق، ومنها بإذن الله سيتحقق.”
وبوصفي الشخصي، ومن واقع تجربة مع هذه الشخصية المعطاءة للجميع، أرى في سهى الوعل إعلامية قديرة بكل ما تحمله الكلمة من معنى. أقول ذلك عن معرفة ويقين، منذ أن كنت طالبة في جامعة أم القرى – قسم العلاقات العامة، حيث وجدت فيها النبل المهني الذي استوجَب أن أقتدي به.
سهى من الإعلاميات اللواتي يقدن بعطائهن بصمت، ويمدِدن أيديهن دعمًا وتشجيعًا لكل من يخطو طريق الإعلام. إنها ليست مجرد مذيعة أو كاتبة، بل رمزٌ شاب للإلهام والتمكين في المشهد الإعلامي السعودي الحديث.
