الاحساء -لطيفه احمد
تواصلت فعاليات ملتقى “لستِ وحدك” الذي تنظمه جمعية فتاة الأحساء التنموية الخيرية ضمن برنامج رفقة للفكر والثقافة، وذلك يوم الأحد ٢ نوفمبر ٢٠٢٥م، في أجواء حوارية ملهمة جمعت بين الفكر والوعي والتمكين. شهد اليوم الثاني حضور اكثر من 120 سيدة ، وشارك في تنظيم الفعالية 30 متطوعة،.
استُهل البرنامج بفقرة المقدمة التي قدّمتها الأستاذة منيرة عبدالعزيز الحمد، رحّبت فيها بالحاضرات وقدّمت لمحة عن أهداف الملتقى في بناء جسور الوعي وتعزيز التواصل الفكري والثقافي بين النساء.
تلتها فقرة نشاط تفاعلي بعنوان “بوصلة التغيير” قدّمتها الأستاذة شيخة الدوسري، حيث تفاعلت الحاضرات مع مجموعة من الأنشطة التحفيزية التي تهدف إلى اكتشاف الذات وتحديد اتجاهات النمو الشخصي.
بعد ذلك جاءت الكلمة الترحيبية التي ألقتها الأستاذة لطيفة العفالق، مؤكدةً أن هذا الملتقى يجسّد رسالة الجمعية في التمكين المتكامل للمرأة فكريًا وثقافيًا ونفسيًا، ومشيدةً بجهود فريق العمل والمتطوعات في إنجاح البرنامج.
وفي محور “تحت ظلال الوعي” قدّمت الدكتورة هاجر السلطان ورقة بعنوان “لماذا لستِ وحدك؟”، تناولت فيها أهمية بناء شبكات دعم نسائية واعية، ودور الوعي الذاتي في مواجهة التحديات الحياتية والشعور بالانتماء.
تبع ذلك لقاء بعنوان “لا تكن إيجابيًا” مع الأستاذة نوال العفالق، التي تحدثت عن مفهوم الإيجابية الحقيقية باعتبارها سلوكًا فعّالًا ينبع من الصدق مع الذات، لا مجرد مظهر أو شعارات، مؤكدة أن التمكين الداخلي يبدأ من تحمّل المسؤولية عن ردود الأفعال والوعي بالمشاعر، داعيةً إلى استبدال الإيجابية السطحية بالقوة الفعالة التي تُحدث أثرًا واقعيًا في الحياة اليومية.
وفي محور “تحت ظلال القُربى والجمال”، قُدمت فقرة “امرأة تُلهم امرأة” من إعداد الأستاذة وضحى القحطاني والأستاذة مريم الزيد، حيث تناولتا دور الشعر والفن كأدوات إلهام وتعبير تمنح المرأة مساحة للتعبير عن ذاتها واستلهام قوتها الداخلية.
ثم قدّمت الدكتورة بدور العنزي ورقة علمية بعنوان “القوة تبدأ من الداخل”، استعرضت خلالها نظريات علمية ودراسات حديثة تؤكد أن التمكين النفسي هو الأساس لتحقيق التوازن وجودة الحياة لدى المرأة، وأن بناء الكفاءة الذاتية والمرونة النفسية يعززان قدرتها على مواجهة التحديات.
تلا ذلك حوار مفتوح ضمن فقرة “حوارات من القلب والعقل” بعنوان “من الوعي بالذات إلى جودة الحياة”، أدارته الدكتورة بدور العنزي بمشاركة كلٍّ من الأستاذة علياء الأحمد والأستاذة إيمان الملحم، حيث ناقشن العلاقة بين الوعي الذاتي والسعادة والتمكين، وتبادلن تجارب واقعية ومواقف ملهمة أثرت الحضور.
كما تخلل الملتقى عدد من الأركان التفاعلية والتثقيفية التي قدّمت للسيدات فرصًا لاستكشاف مكامن القوة في ذواتهن والتعرف على وسائل الدعم والمساندة المتاحة، مثل ركن الخط المساند للمرأة، وركن التعبير بالفن، وركن الصحة والعافية، ضمن 10 أركان مشاركة. وتنوّعت الفعاليات المصاحبة لتشمل ورشًا تفاعلية تطبيقية هدفت إلى تعزيز مهارات الوعي الذاتي والتعبير الإبداعي، وتزويد المشاركات بأدوات عملية لدعم رحلتهن نحو التمكين والتوازن.
واختُتم اليوم بفقرة الخاتمة التي أكدت أن الملتقى يشكّل مساحة للالتقاء والتأمل والنمو، ويجسّد رؤية الجمعية في أن التمكين الحقيقي يبدأ من الوعي بالذات والثقة والإيمان بالقدرة على صناعة التغيير.
وبذلك أُسدل الستار على فعاليات اليوم الثاني من ملتقى “لستِ وحدك”، الذي جسّد قيم الفكر والوعي والثقافة، وترك أثرًا عميقًا في نفوس المشاركات من مختلف الأعمار.
				