زبيدة حمادنة
تتضافر التكنولوجيا المتقدمة والأصالة الثقافية والتخصيص الفائق لتقديم تجارب تتجاوز المفاهيم التقليدية للرفاهية، فبعد أن كانت الرفاهية مرادفًا للراحة والخصوصية، تقدم اليوم تجارب فاخرة للغاية تحويلية من خلال إتاحة الوصول إلى تجارب مميزة وذات مغزى، تجمع بين التكنولوجيا والخصوصية والاستدامة.
وسيتم استكشاف هذا التطور بشكل موسع خلال فعاليات معرض سوق السفر العربي 2026، الذي يُقام في مركز دبي التجاري العالمي من 4 إلى 7 مايو والذي يقام تحت شعار “السفر 2040: آفاق جديدة من خلال الابتكار والتكنولوجيا“، حيث سيستكشف الحدث كيف يُعيد الابتكار والتميز تعريف مشهد السفر الفاخر العالمي.
وسيكون محور هذا النقاش افتتاح صالة “ألترا لاكجري لاونج” في سوق السفر العربي 2026، وهي مساحة حصرية تجمع بينالمسافرين ذوي الثروات العالية مع أبرز العلامات التجارية العالمية الفاخرة للسفر.
وتشير الأبحاث الصادرة عن فورتشن بيزنس إنسايتس إلى أن قيمة سوق السفر الفاخر العالمي، الذي يتميّز بتجارب فريدة ومصمّمة خصيصًا تركز على الحصرية والراحة الفائقة والخدمة الشخصية والخصوصية العالية وهي السمات المميزة للسفر الفائق الفخامة ستنمو من 2.7 تريليون دولار أمريكي في عام 2025إلى 4.8 تريليون دولار أمريكي بحلول عام 2032.
وانسجامًا مع هذه الاتجاهات، تعد ردهة “ألترا لاكجري لاونج” في معرض سوق السفر العربي 2026 بدايةً لتركيز متعدد السنوات على التداخل المتطور بين الفخامة والتكنولوجيا والاستدامة، حيثستجمع الصالة بين أبرز العلامات التجارية العالمية والمتخصصين في السفر الفاخر، بما في ذلك مصممو الجولات السياحية المُصممة حسب الطلب، ومشغلو الطائرات الخاصة، وهي سوق من المتوقع أن يتجاوز حجمها 943 مليون دولار أمريكي بحلول عام 2029 وفقًا لتقرير استشاري صادر عن شركة كرييتيف زون“، إضافة إلى الفنادق الفاخرة، ومُنظّمي اليخوت والفلل.
,ستكون هذه المساحة المخصصة بمثابة منصة لعرض تجارب السفر الفاخرة، مما يتيح للموردين مقابلة مشتريي السفر الفاخر المؤهلين من خلال برنامج مواعيد حصرية.
وبهذه المناسبة قالت دانييل كورتيس، مديرة معرض سوق السفر العربي في الشرق الأوسط: “في حين يظل السفر الفاخر أحد أقوى ركائز النمو في سوق السفر العربي، تبرز الفخامة الفائقة كوجهة واعدة، مما يعكس نضج سوق المنطقة وجمهورها الذي يتميز بالإنفاق المرتفع، حيث يصمم مسافرو اليوم من أصحاب الثروات تجاربهم الخاصة، ويبحثون عادةً عن تجارب مصممة خصيصًا لهم، وحصرية، وخصوصية، وخدمة سلسة، وأمان“.
وأضافت كورتيس قائلة: “مشاريع طموحة، مثل مشاريع تطوير البحر الأحمر في المملكة العربية السعودية، ومشروع شيفال بلان المرتقب في دبي، والذي سيُقام على جزيرة نايا، ومنتجع وقصور بولغري الخاص في أبوظبي، إلى جانب الاهتمام المتزايد بشراء واستئجار الطائرات الخاصة في المنطقة، تُبرز الطلب المتزايد في هذا القطاع. ولذلك، يسعدنا أن نوفر منصةً لعرض هذه السوق المزدهرة“.
وبالإضافة إلى التركيز الشديد على قطاع الفخامة الفائقة، سيواصل معرض سوق السفر العربي 2026 تسليط الضوء على العلامات التجارية في قطاع الضيافة الفاخرة مثل: ماندارين أورينتال، وفنادق ومنتجعات فور سيزونز، وجميرا إنترناشيونال، وون آند أونلي، بالإضافة إلى بعض الوجهات الفاخرة الأعلى تصنيفًا في العالم، مثل جزر المالديف وموريشيوس.
ووفقًا لتقرير اتجاهات السفر الصادر عن سوق السفر العربي لعام 2025، والذي تم إعداده بالتعاون مع “توريزم إيكونوميكس“، لا يزال قطاع السفر الفاخر قويًا، حيث تتوفق فئتا السفر الفاخر والتجارب المميزة على معدلات النمو العالمية، ويشهد السفر الفاخر الإقليمي الخارجي نموًا يفوق ضعف المتوسط العالمي، بينماتُظهر بيانات “ توريزم إيكونوميكس” أن المسافرين من الشرقالأوسط ينفقون 50% أكثر في الرحلة الواحدة من المتوسط العالمي،مما يعزز مكانة المنطقة كوجهة رئيسية ومصدر أساسي لسياحة الرفاهية عالميًا.
كما حددت شركة إكسبيريوم، المتخصصة في إدارة الوجهات الفاخرة، الاتجاهات التي تؤثر إيجابًا على هذا القطاع في تقريرها “أهم 10 اتجاهات للسفر الفاخر تُحدث تحولًا في الشرق الأوسط عام 2025“، حيث تتمثل هذه الاتجاهات في الاستدامة، والعافية، والرفاهية المُعززة بالتكنولوجيا، والتي تُعيد صياغة مفهوم الرفاهية واستهلاكها، إذ يتجه مسافرو اليوم إلى ما هو أبعد من مجرد الترف، باحثين عن رفاهية واعية هادفة، تربطهم بالوجهات والمجتمعات المحلية، وتعزز من صحتهم النفسية.
وفي هذا السياق علقت كورتيس قائلة:” لم يعد السفر الفاخر يقتصر على الفخامة فحسب، بل أصبح يُعرّف بالغرض والتواصل والتغيير الإيجابي، إذ يبحث المسافرون المميزون اليوم عن تجارب لا تقتصر على التميز والحصرية فحسب، بل تشمل أيضًا رحلات هادفة تُثري رفاهيتهم، وتعكس قيمهم، وتُعمّق ارتباطهم بالعالم من حولهم. ومع استمرار هذا التطور، يقف الشرق الأوسط في طليعة هذا التحول، مُشكّلًا عصرًا جديدًا من الفخامة يوازن بين الابتكار والأصالة والتصميم الواعي“.
ومع استمرار المنطقة في الارتقاء بمعايير السفر العالمية، ستعزز الدورة الثالثة والثلاثون من سوق السفر العربي مكانة دبي كمركز للابتكار والتعاون والاستثمار في مستقبل السياحة. ومن خلال فعاليات مثل صالة ألترا لاجوري لاونج، وIBTM@ATM، وفعاليةتكنولوجيا السفر في سوق السفر العربي (ATM Travel Tech) ومركز التكنولوجيا والابتكار الجديد، سيستعرض سوق السفر العربي 2026 كيف يتطور القطاع لتلبية احتياجات فئات جديدة من المسافرين، مع تعزيز الروابط بين الوجهات والمشترين والعلامات التجارية التي ترسم ملامح مستقبل السفر العالمي.
