مقال بقلم فايزة صديق – مكة المكرمة بعنوان (( جيلُ ما بين مواكبة التقنيات الجديدة والحفاظ على العقل البشري ))

وصل الإنسان لما يريده منذ مده وهي تقنيات وأدوات تسرع عليه العمل الأدبي والفني والعملي ويزيد إنتاجيته . وتخللت الذكاء الاصطناعي في كل جوانب حياتنا وبين كل الأجيال, فذاك الذي يستخدمه ليكتب رسالة بريدٍ إلكتروني دون أخطاء إملائية دون حضور درساً واحدًا في القواعد النحوية والإملائية,وذاك الطالب الذي يستخدمه لينتهي من أعباء الجامعة مهما كان تخصصه سواء طب أو هندسة أو إعلام أو اقتصاد فينهي تكاليفه في دقايق معدودة, وذاك الابن الذي يستخدمه ليحل المسائل الرياضية بتحميل صورة دون التفكير في خطوات الحل . فيشارك كل الأعمار بالانتهاء من الأعباء المختلفة في جوانب الحياة بضغطة زر .

في السنوات الأخيرة لم نعد نحتمل التفكير لثواني فمجرد رسالة واحدة سيعطيك الذكاء الاصطناعي إجابة لكل أسئلتك التقنية والفلسفية والصحفية فتتجاوز كل عقبات التفكير وتتجاوز الثواني وتجد الحل سريعًا دون التفكير لثانية واحدة ولا قراءة مقال واحد.
ولكن حياة مثل هذه وجيل جديد لا يحل تكاليفه المدرسية سوى بالذكاء الاصطناعي كيف سيكون؟ هل سينتج لنا مفكرًا؟ كاتبًا؟ أو باحثًا؟ سيسرق منا تقنيات الذكاء الاصطناعي الوظائف أم العقل والتفكير مما يسبب ضمورًا في الخلايا العصبية؟
كيف سيكون شكل المستقبل حين نتعود على السرعة لا الفكرة على الإجابة لا الوسيلة على الإنتاج لا المهنية والدقة ,وهل الإنسان سيستمر بإنتاج الأعمال الفكرية والأدبية والإبداعية في المستقبل أم سنتركها للآلة؟
وفي الجانب الآخر إذا فرضنا الصرامة في محاسبة استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي على الطلاب والموظفين هل سيُفرض على الجيل الجديد الحرمان من مواكبة التطورات التقنية والاستفادة منها و نتأخر عن الدول المتقدمة أم سنكون أول الرائدين في المحافظة على العقل البشري من الهدر؟ وننشئ جيلاً دون ضمورًا عقليه أم نسلك الطريق الآخر نواكب الأدوات والتقنية لنسرع عالمنا مثل البقية.

زر الذهاب إلى الأعلى