“التطور في علوم الأدلة الجنائية” و”المخدرات المستجدة” ضمن أبرز محاور القمة العالمية للتميّز في العلوم الطبية الشرعي (GFEX 2025)

الرياض – أمل البشير

تتواصل التحضيرات لانطلاق القمة العالمية للتميّز في العلوم الطبية الشرعية (GFEX 2025) في العاصمة الرياض، برعاية من معالي وزير الصحة الأستاذ فهد بن عبدالرحمن الجلاجل، وتنظيم مركز الخدمات الطبية الشرعية، خلال الفترة 27 – 29 أكتوبر الجاري في فندق “نارسس ذا رويال”، بالتزامن مع ملتقى الصحة العالمي.

وتمثل القمة حدثًا علميًا استثنائيًا يعد الأول من نوعه في الشرق الأوسط، إذ تجمع بين المؤتمر السعودي الرابع للعلوم الطبية الشرعية (2025 SCFMS)، والمؤتمر الدولي السادس في علم السموم والصيدلة (KSAPT 2025)، لتوحد الجهود البحثية والعلمية في مجالات العلوم الطبية الشرعية وعلوم الإدلة الجنائية والعدالة والصحة العامة، وتتيح منصة مشتركة لمناقشة أحدث الابتكارات والتطورات في هذه المجالات الحيوية.

ويبحث المؤتمر الدولي في علم السموم والصيدلة عددًا من القضايا البارزة، من أهمها “المخدرات المستجدة” التي أصبحت تمثل خطرًا متناميًا على المجتمعات بسبب تطور تركيباتها الكيميائية وسرعة انتشارها، حيث يناقش الخبراء أساليب الكشف عنها والحد من آثارها باستخدام أحدث التقنيات في التحليل المخبري، كما يستعرض المؤتمر تجارب دولية في تطوير المختبرات وتعزيز قدراتها على التعامل مع التحديات الحديثة في علم السموم.

كما يركز المؤتمر السعودي للعلوم الطبية الشرعية في نسخته الرابعة على جمع المتخصصين في العلوم الطبية الشرعية وعلوم الأدلة الجنائية على الصعيدين الوطني والدولي، من الأكاديميين وأصحاب المصلحة لتعزيز المعرفة وتحسين الممارسة، بالإضافة إلى تعزيز التعاون متعدد التخصصات في العلوم الطبية الشرعية، وعلوم الأدلة الجنائية من خلال التبادل العلمي والتعليم والبحث عالي الجودة، من خلال مناقشة عدة مواضيع أبرزها “الابتكارات في الطب الشرعي والتكنولوجيا”، و “العدالة وتحليل الأدلة الجنائية”، و “الذكاء الاصطناعي والأتمتة في التحقيقات الجنائية” عبر 9 ورش عمل متخصصة بمشاركة عدد من القطاعات الحكومية ممثلة في الإدارة العامة للأدلة الجنائية بالأمن العام، والنيابة العامة، والخدمات الصحية بوزارة الدفاع، ومركز الاسناد الطبي بالقوات المشتركة.

وتشهد القمة إطلاق جوائز عالمية متخصصة في مجالات الطب الشرعي وعلوم الإدلة الجنائية والسموم والصيدلة، تشمل “جائزة التميّز الدولية”، و”ميدالية الابتكار العالمي”، و”جائزة ترشيح الرواد”، تقديرًا للجهود البحثية والابتكارية الرائدة التي تركت أثرًا ملموسًا في تطوير هذه العلوم. كما ينظم مؤتمر السموم والصيدلة مجموعة من المسابقات العلمية، من أبرزها مسابقة “ملصقات الأبحاث”، ومسابقة “التوعية بمكافحة المنشطات”، ومسابقة “السموم العربية” التي تجمع باحثين من مختلف الدول لتعزيز التعاون العلمي وتبادل الخبرات.

وفي ذات السياق شهدت الرياض أمس انطلاق مسابقة “كأس فرسان علم السموم العرب”، التي تأتي امتدادًا لمبادرات المؤتمر الدولي السادس في علم السموم والصيدلة، كأول مسابقة من نوعها على مستوى الوطن العربي، بمشاركة 31 جامعة عربية وبإشراف نخبة من المتخصصين والباحثين في علم السموم والصيدلة بالتعاون مع الأمانه العامة لإتحاد الجامعات العربية، لتؤكد توجه القمة نحو صناعة الأثر، وتحويل البحث العلمي إلى منافسات ومبادرات تعزز الوعي المجتمعي وترسّخ أهمية التكامل بين العلم والممارسة.

ومن خلال هذا الزخم العلمي المتكامل، تواصل المملكة ترسيخ موقعها كمركز إقليمي للبحث والابتكار في مجالات الطب الشرعي وعلوم الإدلة الجنائية والسموم والصيدلة، عبر بناء جسور معرفية بين المختصين، ودعم الكفاءات الوطنية، وتبني التقنيات الحديثة التي تسهم في رفع جودة الحياة وحماية المجتمع، بما يواكب مستهدفات رؤية المملكة 2030 في تطوير منظومة الصحة والعدالة والبحث العلمي.

زر الذهاب إلى الأعلى