في ختام المعرض الزراعي الدولي بالرياض – حين يصبح الغذاء رسالة وعي واستدامة

دينا الخالدي _ الرياض
في اليوم الأخير من المعرض الزراعي الدولي بالرياض، لم يكن الحضور مجرد زيارة، بل مشاركة في حوار عالمي حول مستقبل الغذاء. بين أجنحة الدول، وممرات الابتكار، برز مفهوم الاستدامة الغذائية كقضية مركزية، لا تُناقش فقط في القاعات، بل تُجسّد في كل تجربة وعرض.

الزراعة لم تعد تقتصر على الإنتاج، بل أصبحت منظومة متكاملة تحترم البيئة، وتراعي صحة الإنسان، وتُعيد تعريف العلاقة بين الأرض والمستهلك. من تقنيات الزراعة الذكية إلى حلول تقليل الهدر، كان المعرض منصة لتبادل الأفكار التي تُزرع اليوم لتحصد غدًا أكثر أمنًا واستدامة.

وفي قلب هذا الحراك، لمع مختبر جودة زيت زيتون الجوف التابع لوزارة البيئه والمياه والزراعة مكتب سكاكا كمنارة توعوية، لا تكتفي بالتحليل الفني، بل تُخاطب وعي الزائر بلغة بسيطة وعميقة. المختبر لم يعرض الزيت فحسب، بل كشف أسراره: كيف يُقاس النقاء؟ ما الفرق بين زيت يُقطف بعناية وآخر يُهدر فيه الجهد؟ كيف نقرأ الملصقات؟ وكيف نختار ما يليق بصحتنا وبيئتنا؟

الزوار، من مختلف الأعمار والخلفيات، وجدوا في المختبر مساحة للتعلّم، والتذوّق، والتأمل. كان الزيت يُقدَّم كحكاية من الجوف، تحمل في قطراتها تراثًا، وجهدًا، ورسالة وعي. المختبر لم يُروّج لمنتج، بل نشر ثقافة، ورفع مستوى التذوّق، وربط المستهلك بالمصدر، في زمن تتشابك فيه الخيارات وتغيب فيه الحقائق.

وفي ختام المعرض، خرج الزائر وهو يحمل فكرة، أو سؤالًا، أو رغبة في التغيير. لقد نجح المعرض في أن يكون أكثر من حدث، بل منصة تُزرع فيها القناعات، ويُعاد فيها تعريف الغذاء كحق، ومسؤولية، ورسالة.

زر الذهاب إلى الأعلى